خنساء العيداني

افتتح في كاليري حامد سعيد المعرض الشخصي للفنان الرسام اياد الزبيدي عنوان (طقس للمحبة فقط) وضم قرابة العشرين عملا بالوان الاكريليك، ويأتي هذا المعرض كجزء من النشاطات الثقافية في محافظة البصرة ومنها النشاطات التشكيلية في اقامه جاليري حامد سعيد معرضا شخصيا للرسام اياد الزبيدي من بابل..

يرتكز الفنان اياد الزبيدي بصورة اساسية على بنية زخرفية لها قدرة ان تمتد الى ما لا نهاية، فهو يرسم مدينة يمكن ان ترتق صورتها بالاف اللوحات التي تصور زواياها المختبئة، وان هذه البنية الزخرفية ممكن ان تمتد الى ما لا نهاية فهي ذات قدرة توليدية ممتدة لذلك يمكن وصفها بالتشابه المختلف او الاختلاف المتشابه، فأعماله يمكن ان تعتبر لوحة واحدة قابلة للامتداد بلا نهاية، ولكنها في الوقت ذاته تتمتع باستقلاليتها الشكلية عن اللوحات الأخرى، فتتناسل لوحة عن لوحة..

يمكن تصنيف اعماله تصنيفات عديدة منها قرب رسوب الأطفال، وفيها قرب من الفن الشعبي وخاصة رسوم الزجاج، وقد اجمع الحاضرون تقريبا على ان المعرض يعطي إحساسا طاغية بالمتعة نتيجة التنوع اللوني الكبير ، وقد زرنا المعرض وسجلنا انطباعات اهم المتلقين الذين حضروا جاليري حامد سعيد في محافظة البصرة لمشاهدة معرض اياد الزبيدي الذي ترك للاخرين حرية تاويل التجربة فقال بان الاعمال هي التي تتحدث عن نفسها؛ وبالتالي فللمتلقي الحرية في تأويلها، وان الحديث عن الاعمال من قبل منتجها ربما يفسد عملية التلقي ويرخي من مشدات عملية التلقي، وهي المساحة التي يجب ان يقوم بها المتلقي وليس منتج العمل الفني وهذه هي التجربة الثالثة لي في البصرة وامل ان تكون التجربة مقبولة في محافظة البصرة.

وقال الناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي ان الفنان اياد الزبيدي فنان مثابر ففي اقل من عام شاهدنا له ثلاثة معارض متنوعة حيث تحقق فيها اختلاف نسبي، ونحن نعتقد ان الهم الاكبر للفنان اياد الزبيدي هو ملء الفراغات، ربما هو الخوف الذي يقول به بعض الكتاب بان الثقافة العربية في الفن التشكيلي مسكونة بالخوف من الفراغ الذي هو واحد من اهم همومها؛ لذلك هو يحاول ملء كل مساحة اللوحة اما بالخطوط؛ واما باللون والموتيفات التي يكرر قسم منها في اعماله المتنوعة مما يشكل سمة رابطة بين الاعمال وانا اعتقد ان هذه الاعمال تنتمي بوجه من الوجوه الى فن التخطيط فهو ينجز لوحاته بوعي تخطيطي مع ملء الفراغات بين الخطوط بالالوان فهي لوحة مرسومة ربما بالاكريليك ولكنها مسكونة بروح التخطيط؛ ونتيجة السعي الحثيث الى ملء الفراغات يفقد المشاهد القدرة على تجنيس العمل الفني، فانا اعتقد ان العنصر المهيمن في هذه التجربة هو الخط  رغم تنوع الالوان التي تعمل تحت خيمة الخطوط فالخط هو العنصر الجوهري في هذه التجربة.

الدكتور جنان محمد الفنانة والاكادييمية في جامعة البصرة، تحدثت في الاخرى عن اعمال المعرض فاعتبرت الفنان اياد الزبيدي، وكان، في معارضه السابقة، أيضا يعتمد الاسلوب الزخرفي، فالزخرفة هي السائدة والمهيمنة، فكان يحاول التحرك بها الى مساحات أخرى، وبعد ان كان يوظفها باللون الابيض والاسود يدخل اللون عليها الان، ولكن كل ذلك يجري ضمن سياق المنظومة الزخرفية التي تشكل نقاط ارتكاز في التجربة الفنية في هذا المعرض، ان الرؤية الزخرفية تتسم بالتسطيح بالأشكال فكان البعد الواحد هو السائد، وقد استطاع الزبيدي ان يوظف هذا السطح الواحد في كل التكوينات مما يعني اعطاء الابعاد وجودا في العمل الفني، وأخيرا اجد ان للون في تجربة اياد الزبيدي يضطلع بمهمة إعطاء احساسا فرح، اضفى على التجربة المتعة وتنوع الألوان، وفي محاولة للاقتراب من الجرافيك، واجد ان هذه التجربة مرتبطة بشكل وثيق بطقوس واحداث بلده؛ فتجد العراق دائما في ثنايا اعماله،

الدكتور قيس عيسى الفنان التشكيلي والأستاذ في جامعة البصرة، وصف الزبيدي بانه فنان متواصل وغزير الإنتاج، وهذا المعرض يشكل اختلافا عن معارضه السابقة التي طلعت عليها، فالمعرض السابق كان فيه طابع تعبيري، فكان يميل الى المسجد الإنساني، بينما  والان يميل الى المسج الجمالي؛ فهو الان ينتج بريقا اكثر للون.. لقد اسعدنا في هذا المعرض حقيقة.

وقال الكاتب جبار شيال: ان عملية التلقي هنا يجب ان تهدف الى العيش بالحالة ذاتها التي رسم بها المبدع لوحته، وما اراد الفنان ان يعكسه في اعماله، وان الرسام الزبيدي كان قد قدم عدة معارض في البصرة، فكان يجدد في ادواته، واعماله مقارنة بالمعارض السابقة، والان هذا المعرض يعتبر توجها جديدا في اعماله بدرجة من الدرجات.