في السادس من كانون الثاني من كل عام، يقف العراقيون وقفة إجلال واعتزاز بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي، هذا الجيش الذي يمثل درع الوطن وحصنه المنيع. تأسس الجيش العراقي عام 1921 ليكون المؤسسة الوطنية التي تحمي الأرض والإنسان، وتذود عن كرامة الشعب، وتعيد للعراق مجده وهيبته . الحديث عن الجيش العراقي ليس مجرد استذكار لماضٍ مشرق أو بطولات خالدة، بل هو تسليط للضوء على مؤسسة وطنية قدمت الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن. جنودنا وقادتنا صنعوا ملاحم أسطورية في ساحات المعارك ضد داعش والارهاب ، ليس فقط لتحرير الأرض، ولكن لبناء وطن آمن يحتضن كل أبنائه. يدرك هؤلاء الأبطال أن الدفاع عن شرف الإنسان هو دفاع عن شرف الأرض، وأن كل شبر يحررونه يمثل مستقبلًا وضميراً للأجيال القادمة . حين يدخل الجيش العراقي إلى المدن المحررة، فإنه لا يحمل فقط السلاح، بل يحمل معه بشائر الأمل والحب، فهو يبني جسوراً جديدة ويعيد للمدن فرحتها وبهجتها التي حاول أعداء الوطن سرقتها. بينما كانت الجماعات الإرهابية مثل داعش تبني حواجز الكراهية داخل المدن، كان الجيش العراقي يفتح الأبواب لعودة الناس إلى ديارهم . لقد رأينا بأم أعيننا مشاهد الجنود وهم يتجولون وسط الحرائق والمفخخات، يواجهون الموت بصدورهم العامرة بحب الوطن، ليعيدوا للعراق أجزاءً من أرضه المسلوبة ويقهروا مشاريع الأعداء الذين أرادوا أن يقتلوا روح الوطن .  إن قوة الجيش لا تكمن فقط في تسليحه، بل في عقيدته الراسخة. العقيدة الحقيقية للجيش العراقي يجب أن تُبنى على الولاء للوطن، وعلى ثقافة الانتماء والوعي بأهمية الوحدة الوطنية. وهذا يستلزم جهوداً مستمرة في التثقيف الأكاديمي والتأهيل الفكري، بدءاً من المراحل الأولى لتكوين الجندي العراقي . 

الحشد الشعبي: الضمانة الداعمة للجيش.

لا يمكن الحديث عن إنجازات الجيش العراقي دون الإشادة بدور الحشد الشعبي، الذي أثبت أنه شريك فعّال في حماية الأرض وصون الكرامة. دعم الحشد الشعبي هو جزء لا يتجزأ من دعم الجيش، إذ يشكل كلاهما قوة متماسكة تعمل من أجل العراق وشعبه. ولذا، يجب تعزيز هذا التناغم والتعاون، مع التركيز على تقوية الجيش ليكون دائماً مستعداً للتحديات المستقبلية.

منجزات الحكومة العراقية: إعادة البناء والتنمية.

إن انتصارات الجيش العراقي لم تكن لتحقق أثرها الكامل في ساحات المواجهة والتصدي لولا جهود الحكومة العراقية في إعادة الإعمار والتنمية. لقد شاهدنا كيف تم بناء الجسور، وفتح الطرقات، وإعادة تأهيل المدن التي دمرتها الحروب. هذه الخطوات تعكس إرادة وطنية حقيقية لإعادة الحياة إلى العراق، وتقديم نموذج يُحتذى به في مواجهة الأزمات  .

اليوم، ونحن نحتفل بذكرى تأسيس الجيش العراقي، نجدد إيماننا بأن العراق لا يزال بخير ما دام جيشه قوياً ومتماسكاً، وما دام أبناؤه يحملون إرادة البناء والحب. إن الجيش العراقي، بملاحمه البطولية وعقيدته الوطنية، هو صانع مستقبل هذا الوطن الواعد، وهو الأمل الذي يضيء طريق العراقيين نحو غدٍ أفضل .

لذلك، دعونا ندعم جيشنا، ونقوي مؤسساته، ونعمل معًا على تعزيز عقيدته الوطنية التي تجعل الولاء للعراق فوق كل اعتبار.