تشير الاحصائيات الرسمية الى وجود 72 كلية او ما تسمى جامعة للتعليم العالي الاهلي في العراق  فبرغم ان التعليم العالي الاهلي في العراق له تاريخ يمتد الى عقود سابقة للعام 2003 لكن كانت هناك مراقبة لطبيعة المناهج وطرق التدريس  حتى كانت بعض الكليات الاهلية على قلتها تنافس الجامعات والكليات الحكومية في رصانة  المستوى العلمي والاكاديمي  ولكننا وجدنا ان التعليم الجامعي الاهلى ازداد توسعا في عدد  الكليات أو  ما تدعى جامعات وهي  قد لا ترتقي بعضها الى مستوى معهد وليس كلية  وكأنما اصبح الاستثمار في التعليم العالي  عملية سريعة الربح ومضمونة ولهذا نرى ان الكثير من الاحزاب والجهات السياسية ومعهم الكثير من رجال الدين اسسوا كليات للتعليم الاهلي  وكان واضحا ان هذا التوسع جاء على حساب جودة التعليم ورصانته لضعف الاشراف من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على هذه الكليات والجامعات ولم تراعي هذه الكليات حاجة سوق العمل في التخطيط  اثناء القبول فقد اضاف التعليم الاهلي الاف العاطلين الجدد من حملة الشهادات الجامعية الى ما هو موجود وليس هذا فقط بل ان مشاكل التعليم الاهلي لم تتوقف عند المستوى العلمي المؤشر عليه بعدد غير قليل من السلبيات بل ان المشكل الاجتماعية نقلت الى داخل الحرم الجامعي في عدد من الكليات الاهلية وما حادثة اطلاق النار من قبل طالب في جامعة الاسراء الاهلية الا نمودجا من تلك المشاكل المتكررة في التعليم الاهلي .

لقد عانى التعليم العالي في العراق من ضعف المستوى خلال السنوات الماضية لأسباب كثيرة أولها هجرة الكفاءات العلمية والاكاديمية القادرة  على العطاء العلمي في الجامعات وعدم وضع خطة لتطوير الاداء الاكاديمي الحكومي والاهلي وعودة الى  التقييم السنوي الذي ينظمه اتحاد الجامعات  العربية التابع لجامعة الدول العربية لعام 2024 والذي اظهر مستوى التعليم العالي في العراق بحيث شاركت فيه 44 كلية وجامعة عراقية من اصل 72 ولم تحصل اي جامعة حكومية او اهلية على التقييم ضمن العشر الاوائل حيث جاءت الجامعة الام جامعة بغداد بالتسلسل 18 في حين جاءت جاءت جامعة الملك سعود بالمرتبة الاولى والقاهرة بالمرتبة الثانية عربيا ضمن 180  جامعة وكلية من 16  دولة عربية.

اليس من الضروري اليوم  اعادة النظر في واقع التعليم العالي في العراق بشقيه الحكومي والاهلي ووضع قوانين وضوابط تساهم في رفع كفاءة الجامعات علميا وسلوكليا وعودة الجامعات العراقية الى سابق عهدها في المستوى العلمي العربي والدولي؟