الخميس 2025/1/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
نيوز بار
الثلاثية الممنوعة
الثلاثية الممنوعة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد الكعبي
النـص :

عندما نتابع تحركات وقرارات الدول الكبرى والتي تتحكم بمصير العالم من خلال القوة التي تمتلكها إن كانت عسكرية أو اقتصادية أو علمية فضلا عن بسط نفوذها على اغلب الهيئات والمنظمات والمؤسسات العالمية والاقليمية نلاحظ بشكل جلي ان هناك  بون شاسع بين تلك الدول والدول الاخرى، وخصوصا الدول الاسلامية والدول العربية من حيث القدرات والامكانات الممنوحة لها، نعم الكل يبحث عن مصلحته، ولكن تختلف من جهة لأخرى وكذلك الطرق والوسائل ايضا تختلف من حيث المساحة والمنهج والطرق التي يتعامل بها كل طرف من أجل الوصول لغاياته المنشودة، وهذا من حق الجميع، بشرط أن لا يكون مخالفا لتعاليم السماء، الا أن الواقع يحكي خلاف ذلك، فعملية الاقصاء المقصودة للعرب، وتهميش دورهم وابعادهم عن الوصول لمراحل متقدمة من القوة والنفوذ والتطور، واضح وبين من خلال احتكار مصادر القدرة بيد الغرب، من هذه المحرمات التي لا يسمح لهم من تحقيقها والوصول إليها: 1- تشكيل وحدة قومية بين العرب أو بين المسلمين أو غيرها. 2 - تشكيل قوة عسكرية قوية تتمتع بقدرات فعالة. 3 - تشكيل حكومة لها توجهات اسلامية  باي شكل من الاشكال. وهذا واضح من خلال تعامل تلك الدول مع منطقتنا العربية مما يعني عدم السماح لنا من امتلاك مقومات البناء الحضاري ومن اهمها العلم فنجد العلم والتقدم والتطور ممنوعا على المسلمين، نعم قد تجد ابداعا هنا أو هناك في هذا الجانب أو ذاك، الا ان هناك حقولا لا يمكن أن يقتربوا منها، واذا اقترب منها لأي سبب كان، فستكون النتيجة المحاربة والتضييق بكل انواعة واقسامه ومستوياته، وهذا ما نجده حاضرا في اروقة القرار الدولي، وان لم يصرحوا به، ولكن الواقع خير دليل على الامكان كما يقولون في الفلسفة، ومن اجل إبقاء التخلف العلمي في الوسط الاسلامي والعربي، تقوم دول القرار من تشكيل غرف ودوائر خاصة لهذا الامر، وظيفتها خلق الازمات السياسية والاجتماعية والثقافية والامنية والدينية والعرقية، وزرع الخوف والشك والتردد والانهزامية في الشخصية العربية،  وعدم الثقة بقدراتها وتفعيل دور الجهل والتخلف وتحريف التعاليم المقدسة والتشكيك بالقرآن وجعل شخصيات هزيلة تافهة وجعلها مقدسة لتقوم بتجهيل الناس من خلال الاعلام والاموال، وخلق مفاهيم منحرقة بديلا عن القيم السامية، وتفريق المجتمع وجعله متناحرا بينه وبين نفسه، والعمل على الفرقة والتجاذب والنعرات الطائفية والعرقية لتتقاتل في ما بينها، لتنشغل الشعوب والحكومات بالاقتتال الداخلي، وتنشيط دور الملهيات ودعمها والتي تنسجم مع رغبات الكثير من الناس لتبعدهم عن الروحانية، وتجعل همهم الماديات، واقناعهم إن الماديات هي مصدر السعادة فقط، وتشجيع ثقافة الانشغال بالتوافه وتقليص وقت التفكير، وتسفيه دور المدرسة والاسرة، وتحقير القدوة وتمكين الانحراف. وتقوم دول القرار على ابعاد الناس عن الله تعالى لكي يحل الشك والخوف محل الايمان، ليعيشوا محبطين، عندها لا يكون لهم قوة ولا اتحاد مع دعم الخارجين عن القانون وارساء ثقافة الفساد الاداري وافشاء التفسخ الاسري والمخدرات والجريمة، وشيوع ثقافة الانحلال والتمييع وتحجيم دور الاسرة، وهدم التعليم، ليبقى المسلم يدور في فلك الازمات. اننا اليوم بأمس الحاجة الى ثورة عارمة، تطيح بكل فكر منحرف ومفاهيم فاسدة، وهذا لا يتحقق بالشعارات والاهازيج، بل يتحقق بالعلم والجد والمثابرة بعد التوكل على الله تعالى وعلى قدراتنا الذاتية  وتسخير ما نملك من أجل البناء والتنمية، وتفعيل دور الحوار والبحث العلمي والنقاش، وفتح مراكز علمية تخصصية، ودعم الطاقات في كل الاختصاصات، وفتح المجال للطاقات والكفاءات، وتحفيز دور الاسرة والمدرسة والمسجد، ويجب ان تكون البداية من المراحل الأولى للمدرسة والجامعة، مع مراعاة الاولويات وعدم تهميش أي دور لكل من له القدرة في عملية الاصلاح، فضلا عن القيادات السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية، والتي عليها مسؤولية كبيرة في عملية النهوض بالمجتمع، والتي بحمد الله اليوم نجد هناك قيادات واعدة ناضجة تعي دورها وتتحمل اعباء المسؤولية للنهوض بالامة ونقلها نقلة نوعية  بكل المجالات، وهناك نماذج تستحق الثناء كما نشاهد في بعض الدول العربية  والاسلامية، والتي أصبحت حواضن علمية تخصصية تسعى للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة، لبناء حضارة تواكب العصر وتحمل بين طياتها قيم السماء وتطور الحاضر وبناء المستقبل.

المشـاهدات 23   تاريخ الإضافـة 08/01/2025   رقم المحتوى 57939
أضف تقييـم