الأربعاء 2025/1/15 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 14.95 مئويـة
نيوز بار
فوق المعلق الجيش الرديف
فوق المعلق الجيش الرديف
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

تكونت الجيوش مذ تكونت الدول والأنظمة في العالم منذ مئات السنين ، وكبرت تلك الجيوش لتكون مؤسسات ضخمة ترافق الدول القوية ، اشهرها الجيش الروماني الذي احكم قبضته على العالم الف عام ،ولعل الجيش الآشوري علامة فارقة في جيوش المنطقة التي قاتلت لتفرض استراتيجيتها على العراق وتوابعه وإخضاع بلدان وحضارات اخرى لهيمنته ، ويكون الجيش النظامي ،  مفخرة البلدان ورمزها في القوة والبأس ، تغني له الشعوب وتحييه  بعد عودته منتصرا من المعارك ،

و تعده الدول دريئة لها، في أوقات الأزمات او عند الحملات العسكرية لتأديب معتدين او غزات او اداة لغزو  بلدان مُهددة ، وقد شهد التاريخ البشري سلسلة من الحروب والصدامات كان بطلها الجيش ، وعنوانها في  الدفاع عن حياض الأوطان ،

لم يعرف العالم جيشا رديفا في الحرب سوى في لحظات التهديد ، و الحرج الأمني الشديد يوم تحتاج الامة قوات ( شعبية ) تمدها بما يعزز صمودها ويعوض نقص حماية الثغور بمسك الارض وسد الاختراقات المحتملة ، ويقاتل غزاة مارقين ، لكن ذلك يؤشر بأن الجيش الحكومي لايكفي والاعتماد على الجيش الرديف لمدة معلومة لأشهر او بضع سنوات يكون دوره  كقوة تعويضية يسهم فيها المدنيون الذين سيعودون لمواقعهم في العمل والإنتاج او الادارة اخيرا ليمارسوا حياتهم الاعتيادية ، والرديف هو الجيش الاحتياط الذي يستخدم عند الحاجة لحماية الدولة ، او الدفاع عن وجودها وهذه ليست تجربة تتعلق بشعب او تجربة بعينها ، وإنما هي نتاج تجارب عديدة في العالم ،  افرزت فصائل وألوية وقيادات انبثقت من رحم الحاجة والنقص ، والولادات الصعبة للأمم ، وهي حالة وقتية تنتفي بعد زوال المسبب ،

اغلب تجارب الجيوش الرديفة عراقيا أفرزتها الحاجة وبددتها انتفاء تلك الحاجة ، او في حال تغير الأنظمة فمن ( المقاومة الشعبية ) ثم )”( الحرس القومي)  إلى ( الجيش الشعبي)  وصولاً (للحشد الشعبي ) فان ضرورات ومسوغات قيامها متباينة و مبرات وجودها  مختلفة و الاهداف كثيرة ومتغايرة اللاعبين الذين كانوا وراء ذلك ، لكن الثابت امام هذا المتغير العقائد والتوجهات السياسية والقانونية المتباينة ، التي تبيح  وقف العمل بالرديف ، أبرزها استعداد استكمال الجيش الوطني قدراته في لأداء الدور وسد الشواغر من الفرق والألوية والكتائب ، وحين نعاين وجود ودور

الحَشْدُ الشَّعْبِيّ فهو ليس جيشا رديفا موقنا ً وإنما  هي قوات نظامية عراقية صارت جزء من القوات المسلحة العراقية، تأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة ، وهي ومؤلفة من حوالي 67 فصيلاً، شُكِّلَتْ بعد فتوى (الجهاد الكفائي ) التي أطلقتها المرجعية الدينية في محافظة النجف، وذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال البلاد وغربه وشرقه ، مما دعت الحاجة لذلك ،،السؤال الاهم ما دور هذا الجيش الاخر في القوات المسلحة ، الذي جله من المتطوعين ، الذين أخذتهم النخوة وانخرطوا في تشكيلاته هل هذا يكفي ان يكونوا أدوا دورهم ليقبلوا الوداع ؟

هناك اسئلة كثيرة عن الوجود والعدم لهذا الجيش الاخر غير الرديف وإنما الحليف ، النظام السياسي ، عند تسوية وجوده القانوني الذي يقنع الاخر بانه فيلق من فيالق الجيش مخزنه ومشجبه الدولة ، وليس عمله خارجها كما تفهم وتتصرف بعض الفصائل تحت مبررات شتى ، فالدولة هي المعيار في الحكم والحكومة هي السلطة الآمرة لكل الفصائل مهما كانت مسمياتها وظروف انشائها ،فالكل ابناء الحكومة وتنطبق عليهم قوانين الدولة ودستورها ، مع الإقرار بان ماجرى كان للضرورة القصوى ،دافعه الوطن وكيان الدولة .

المشـاهدات 25   تاريخ الإضافـة 15/01/2025   رقم المحتوى 58061
أضف تقييـم