النـص :
ما أشد حيرتي بين ما أريد وما أستطيع (نجيب محفوظ) تمر السنين ونحن نرواح في نفس بقعة ارض قاحلة لا زرع ولا ماء وقد نكون على قيد الحياة ، ولكن القليل من يربحها ولا تاتي الأشياء على ما نرغب وينتهي العمر ولا يتحقق ما ونريد ، فبالأمس عام طويناه وشطبت أيامه وشهوره من سنين عمرنا بما حفل من اخفاقات ومطبات وهُزالة النجاح ! في وقفة حساب تحصي ما قدمت وما فعلت ، لم تغير نفسك ولا آخرين تشبعت فيهم الانانية والتطرف والتخندق الطائفية وشاعت في نفوسهم الرشوة والفساد ، كأمراض لم تحد منها الوصفات ولا العلاجات ، فذهبت في حياتي استقوي بشلة من العقول الواعية المتميزة المتفلسفة في آراء تدور في خزائن النقد لما يحدث ، دون جدوى سواء اجترار ما يسبب لنا اوجاع الحرية واتساع الفكر ودسامة الثقافة ، حتى وصل الامر بنا الى اللامبالاة دون تضميد جراحات مجتمع متدثر بالجهل وغطاء الخرافة . ما نسعى اليه في كل عام جديد يطل ولا جديد ، نواجه ازمات سياسية وإقتصادية وتراجع للتعليم والصحة والعمل والسكن ، وما مضى من سنة وما محفوظ في ذاكرتنا سلبية الواقع والصراع النفسي بين حركة المرور ومراجعة دائرة وتحصيل حق وظاهرة الرشوة واستشراء الفساد وهزيمتنا احلامنا. من يزرع البسمة رحل قبلنا ونحن منذ سبعين عاما توشك ان تصل النهاية ولا نحسن ما مضى ، فقط ارقام تصبح في ذمة التاريخ ونضيف رقما جديد نعلق عليه آمالنا ان تفرج الهموم وتنزاح الغيوم في اوهام تصورنا وهي كلها سراب في صراع الخيرالذي غلبه الشر فالقدر لم يدور سعادته ويستجاب الدعاء ونبقى اسيري العتمة والسواد. وهكذا انقرض عام وذهبت احلامنا ولفظت أمانينا تحت تراب الزمن وطمرت خلال فترة سيئة بحروب الغدر لشعوبنا في غزة وصلبت بجرمها في سوريا ، بصعودالجهل والضلالة وتكبيل الناس بقيود التدمير والانكسار والذبح بعودة شديدة ترقى الى الابادة الجماعية من قبل طغمة وعصابات ضالة كالكلاب تنهش كل من أمامها.يتعب الانسان كما تعب ابويه ، ولحظات العمر تسأل متى تضيء عتمة العمر بايام تشرق شمسها .
|