غضب إلهي..أم غضب الطبيعة..!! |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب عبدالهادي البابي |
النـص :
في الأيام الماضية كثر الحديث عن حرائق كاليفورنيا ولوس أنجلوس التي ألتهمتها النيران في غرب أمريكا ..وهل هي غضب إلهي أم هي كارثة مفتعلة أم تقصيرأم غضب الطبيعة أم ماذا ..!؟وإن كانت غضب إلهي ..فهناك أسئلة تدور في مخيلتنا من قبيل ...ماذنب الأبرياء ..ففي تلك المدن شعوب خرجت بالملايين وهم يستنكرون عدوان غزة وهو مالم تفعله أي دوله عربية أو مسلمة.. ثم لماذا الله يسمح بقصف مدينة وتدميرها مثل غزة ، ثم ينتقم باحراق مدينة أخرى مثل لوس أنجلوس تبعد عنها 7 آلاف ميل !؟ ماكان الأيسرأن يمنع تدمير المدينة الأولى من أساسه ولايعاقب الثانية ! وهكذا ..أسئلة كثيرة تدور في مخيلتنا ونتردد أن نبوح بها خشية من رد العقل الجمعي (الخرافي) الذي يؤمن بالعقاب الإلهي هناك وفي نفس الوقت يرفضه هنا على نفسه..!في البداية نقول: أنه من حق الناس التي عانت من عملية إبادة جماعية تسببت فيها دولة عن سبق إصرار و ترصد أن تتشفى في شعب تلك الدولة عندما تصيبه نازلة طبيعية ...ليس لأن ذلك من إرادة الله بالضرورة ، لكنه وصف لحالتنا النفسية عندما نفقد الحول والقوة أمام بطش القوى المتغطرسة فنلجأ للغيبيات ، و أن تكره عدوك هو الأمر الطبيعي و ليس شيء آخر ، بل بالعكس ، قد يكون الدعاء لعدوك بالسلامة هو ضرب من ضروب المازوخية، الإنسان الطبيعي هو الكائن الذي لم يخلقه الله لكي يتصرف كملاك ، إلاّ أن الوجود نفسه مهتم بإستكمال مشروعه سواء نظرنا إليه بعين الرحمة أو بعين العذاب ، أسباب ومسببات نعم ...ولكن تبقى هناك حكمه إلهية لاندركها نحن البشر.. لقد أخبرنا القران الكريم عن أقوام فسقوا وأشركوا فخسف الله بهم الأرض فوراً ..وفي مكان آخر هناك أقوام فسقوا وظلموا وأشركوا فتركهم ولم يفعل لهم شيئاً..فهذه أمورغير حتمية وغير قابلة للقياس لإنها تكررت عبر التاريخ ولم يحدث شيئاً، لكن من حق أي إنسان أن يعتقد ما يشاء ، فالحكمة الإلهية ليست دائماً نعرفها ونفهمها حسب تصوراتنا المحدودة.. |
المشـاهدات 30 تاريخ الإضافـة 20/01/2025 رقم المحتوى 58252 |