الثلاثاء 2025/1/21 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 13.95 مئويـة
نيوز بار
في الهواء الطلق البرنامج ..والمنهج التربوي
في الهواء الطلق البرنامج ..والمنهج التربوي
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

كتب المستشار كاظم شمخي السوداني مقالاً يناقش فيه كراس مطبوع يحمل عنوان (البرنامج) كتبه المفكر عزيز السيد جاسم في مطلع سبعينات القرن العشرين ايام رئاسة تحريره لمجلة وعي العمال ، اي ان العمر الزمني للكراس اكثر من نصف قرن لكنه ما يزال عالقاً في اذهان السيد السوداني او يحتفظ ويعتز بنسخة منه.

لماذا؟ يُعد "البرنامج" واحدًا من أهم أعمال عزيز السيد جاسم، حيث يمثل رؤية فكرية وسياسية تهدف إلى تنظيم الطبقة العاملة وتمكينها من أداء دورها في التغيير الاجتماعي والثوري و يُعتبر "البرنامج" من أبلغ الأعمال الفكرية لانه  ركز على الطبقة العاملة كفاعل أساسي حيث يرى أن العمال ليسوا مجرد أداة إنتاج، بل هم الفئة القادرة على إحداث تغيير جوهري في المجتمع ، كما طرح رؤية منهجية وعملية لكيفية تنظيم الطبقة العاملة ضمن إطار فكري تحرري، وليس فقط ضمن مطالب اقتصادية محدودة.

ويضيف السيد السوداني في مقاله الذي ستنشره (الدستور) قريباً ان (جورج طرابيشي كان ناقدًا فكريًا بارعًا، لكنه لم يقدم مشروعًا تنظيميًا للطبقة العاملة كما فعل عزيز السيد جاسم ، و فرانز فانون ركز على التحرر من الاستعمار، لكنه لم يضع نموذجًا اقتصاديًا اجتماعيًا متكاملًا لتنظيم الطبقات المهمشة مثلما فعل "البرنامج" عزيز السيد جاسم تجاوز الخطاب النخبوي، وربط الفكر بالواقع العراقي والعربي، مقدمًا رؤية أكثر مباشرة وعملية من تنظيرات فانون وطرابيشي التي بقيت نقدية أكثر منها تطبيقية).

صحيح ان الفكر الحر البناء والهادف لا يمت وكل ما ينفع الناس ماكث في الارض ، ففي نفس اليوم الذي وصلني فيه مقال الاستاذ السوداني جادلني ابني الصغير وهو في مرحلة المتوسطة عن جدوى المنهاج التربوي الذي يدرسه؟ وما هو نفعه في المستقبل؟ وهل سيطبق المعلومات التي يجبر ان يحفظها للنجاح بدروسه في حياته العملية لاحقاً؟

هذه الاسئلة جديرة بالنقاش الجاد من قبل الجهات المسؤولة عن تربية التلاميذ والطلبة اذ ان طبيعة الحراك البشرية والتطورات الدنيوية والحداثة والتكنولوجيا جعلت بين الاجيال الناشئة وبين الاجيال السالفة فروقات كبيرة في المنطلقات والمنطق والتفكير ، كما ان المنهاج التربوي في العراق ظل راكداً وغير مواكب للمستجدات الحاصلة في العالم وبقى متمسكاً بكلاسيكيته (رغم اهميتها) غير ان الوقت قد حان لمراجعة المناهج المطولة التي يجبر الطالب على قرائتها وحفظا ليس للمنفعة العلمية وانما بحقيقة الحال من اجل النجاح والحصول على شهادة وعبور مرحلة تلو الاخرى ومتى ما اجتازها سرعان ما تتبخر المعلومات التي حفظها لانها لم ولن تبقى تسايره في حياته العملية الفعلية الا ما ندر وفي تخصصات محدودة جدا جدا.

في بعض البلدان المتقدمة لا يشترط على الطالب الحصول على معدل معين للقبول بدراسة تخصص معين بل يترك له حرية اختيار الاختصاص الذي يريد ويدخل بدراسته ونتائج الامتحانات هي الفيصل باستمراره او انهاء دراسته بعد اعطاء اكثر من فرصة لتحقيق النجاح.

(البرنامج) خير دليل على ما هو راسخ في الاذهان فلماذا لا يكون لدينا برامج تدرس في المدارس والجامعات؟ لماذا لا يدرس فكر ونتاج عزيز السيد جاسم في المدارس والجامعات لتترسخ مفاهيم صحيحة وراكز في اذهان تلامذتنا؟ لماذا؟.

المشـاهدات 29   تاريخ الإضافـة 20/01/2025   رقم المحتوى 58277
أضف تقييـم