النـص : نحن نعيش في عالم متحرك ، وكل شيء متغير من حولنا على الدوام ويضج بالحركة ، والثابت الوحيد هو (التغيير والتبديل)..فالأرض تدور بنا حول الشمس وحول نفسها ، وهذا الكون الذي نعيش فيه من مجرات وكواكب دائم الحركة وهو في حالة أتساع مستمرة ، وكذلك الكائنات من حولنا من نبات وحيوان أما أن يتحرك حركة موضعية أو أنتقالية ..بل حتى الجماد من الصخور والحديد تضج داخلها حركة الإليكترونات في مداراتها النووية ،هذ ما يخص خارج الانسان وما حوله...أما أذا نظرنا الى داخل أجسامنا فالدم يتحرك في داخلنا ، وكل خلية من خلايا أجسامنا هي دائمة الحركة وهي مصنع يستقبل مواد أولية ويحولها ثم يصدرّها الى الخارج ، كما أن كل عضو أو جهاز من أجهزة الجسم له وظيفة يؤديها ضمن مداه الحركي ، فالحركة والتبدل والانتقال سِمة أساسية من سمات هذا العالم ، والحركة تعني الحياة ، والثبات يعني الموت ..!مشكلة الإنسان أنه يحب الثبات و لا يريد التغيير..يريد أن يبقى طفلاً مدللاً عند والديه،أو شاباً يافعاً يمارس نشاطه برغم ظهور الشيب في رأسه ، حتى نحن الكبار نرفض أن نتكيّف مع أبنائنا الكبار ونعاملهم كصغار حتى وإن تخرجوا من الجامعة أوتزوجوا وأصبح لديهم أبناء وبنات..نريد أن تبقى الزوجة أو الزوج على نفس الكفاءة في الأداء والمُداراة حتى بعد أن يتقدم بهم العمر غير آبهين بقدرتهم البدنية ..هذه الرغبة بالبقاء على ما هو عليه هي رغبة ضد طبيعة وسُنة الحياة ..وهذه الرغبة تتعبنا كثيراً وتجعل الكثير منا يعاني بسببها ..فيقضي أيامه بالحنين الى الماضي الذي فات ولايريد أن يتكيف ولا يستمتع بما هو فيه من مؤهلات ووضع جديد وتغيّرات جديدة ..علينا أن نعيش كل مرحلة من مراحل العمر كما هي ، ونحاول أن نتكيف معها ولا نجهد أنفسنا بالعيش في حقب زمنية أومكانية بعيدة عن واقعنا ، فمحاولة الثبات في وجه التيار الجارف مجهدة ومنغصة للعيش ومنكدة للمزاج.. لذلك.....علينا أن نسبح مع تيارالحياة (المتغيرة) بهدوء وحسب قدراتنا وإمكاناتنا وثقافتنا ، حتى نستمتع برحلة الحياة دون أن نشعر بالعناء والألم والقلق ..!
|