النـص : نحن لا نختلف على أن هذه المواقع لها نفع، ونحن أيضا على يقين أن الله لا يخلق شي شراََ محظ، لكن حقيقة طالب العلم وقته عزيز، وعزيز جدا وخاصة في سنين معينة من عمره، ليس في طفولته، انما في العشرينيات وما بعد، لأن المرئ اذا وصل الاربعين انتقل إلى مرحلة اخرى في سنه، وتبدأ تتغير افكاره ونظرته للامور وللحياة بصورة عامة، لذا يتوجب اغتنام هذه السنين وبذل قصار الجهد في السعي لطلب العلم.ولو اطلعنا على اسلافنا وعلمائنا في اغتنامهم الوقت، لسمعنا العجب العجاب، ومواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة لطلبة العلم، فيها مشغلة وضياعاََ للوقت، إذ هناك من يعتمد الموسوعات والمواقع لمعرفة معلومات او اخبار يبحث عنها، وانا ضدها تماماََ، لانها تُغني الطالب عن الرجوع للكتب، من زاوية اخرى اذا اراد المرء البحث عن مسألةٍ ما، سيجد في طريقه ١٠٠ حديث قبل ان يصل إلى ما يريد، ثم بعد ذلك يستفيد ربما اضعاف ما اراد، وربما يستفيد فؤائد لا يريدها، واحياناََ طول البحث في العلم يزيد العلم، والاختصار في العلم وإيصال المعلومة بسرعة قد يكون سبباََ في اضعاف العلم.واتفق هنا مع الفارقي عندما قال"ان الفقهاء يعتمدون تصعيب العلم" لكي يستفيد الطالب اكثر وتقوى مَلَكتَهُ، لذلك يجب التخفيف من استخدامها. بالاضافة إلى ذلك ان من اخطر العوائق أيضاََ على طالب العلم هو الهَم، وإن تتبع اخبار الناس يكون سببا في زيادة الهم، إذ يعرف الهم: بأنه آفة تشغل الفكر وتبعده كثيرا عن النفس وتفتك بخلايا العقل.أما الأهم في هذا المطاف أن ندرك كيفية الابتعاد عن الجدل، وللاسف الشديد ان مواقع التواصل الاجتماعي مَنَمّا تعين على الجدل، وما زال اهل العلم يحذرون منها، والنبي صلى الله عليه وسلم قال :انا زعيم ببيتٍ في وسط الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا. إذن يجب إنقاذ انفسنا من هذه الخطورة، وكيفية التعامل معها وايجاد حلٍ لهذه المشكلة، فبداية الحل هو الاعتراف بالمشكلة لانها تؤثر حتى مجتمعياََ، كذلك البحث عن خطوات صغيرة للتغيير، وأيضا ضرورة وجود الشغف والاصرار وعدم فقدان الامل؛ لأن قد يمر الإنسان بحالة اضطراب بعد الابتعاد عنها خاصة مستخدميها بكثرة، ولكن بموجود الاصرار يستطيع تحقيق نتائج ايجابية، وهذا ما نطمح إليه.
|