الأربعاء 2025/1/22 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 9.95 مئويـة
نيوز بار
هل ستتجاوز إيران وترامب العقبات الإقليمية؟ وما تأثير ذلك على توازن القوى؟
هل ستتجاوز إيران وترامب العقبات الإقليمية؟ وما تأثير ذلك على توازن القوى؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب رياض الفرطوسي
النـص :

إيران وإدارة ترامب واجهتا العديد من العقبات الإقليمية والدولية التي حالت دون تحقيق اتفاق شامل، ما أثّر بشكل كبير على توازن القوى في المنطقة. بالنظر إلى هذه القضية من منظور تاريخي وتحليلي، يمكن تناول الموضوع من زاويتين رئيسيتين :

اولاً. قدرة إيران وترامب على تجاوز العقبات الإقليمية للوصول إلى اتفاق. كانت العلاقات بين إيران وإدارة ترامب مضطربة للغاية، وشهدت العديد من التحديات التي أعاقت التوصل إلى اتفاق.

أ. السياسة الأمريكية المتشددة: انسحب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018، وفرض عقوبات قاسية على إيران، مما أدى إلى خلق فجوة ثقة كبيرة بين الطرفين. هذه السياسة زادت من تعقيد الأوضاع ودفعت إيران إلى اتخاذ خطوات تصعيدية، ما جعل الحوار أكثر صعوبة.

ب. السياسة الإقليمية: تُعد إيران لاعباً رئيسياً في قضايا الشرق الأوسط، ولكن وجود قوى إقليمية معارضة لها، مثل السعودية وإسرائيل، شكّل عقبة أمام أي تسوية. هذه الدول مارست ضغوطاً كبيرة على إدارة ترامب لمنع أي تقارب مع إيران خوفاً من تعزيز نفوذها في المنطقة.

ت. توازن القوى الداخلية في إيران: القيادة الإيرانية كانت تواجه انقساماً داخلياً بين التيار المتشدد، الذي رفض فكرة التفاوض مع واشنطن، والتيار البراغماتي الذي كان يسعى للوصول إلى اتفاق يخفف من وطأة العقوبات. هذا التباين الداخلي حدّ من قدرة إيران على المناورة السياسية. لذلك، رغم وجود محاولات غير رسمية للتفاهم، كان من الصعب تجاوز العقبات بشكل كامل خلال فترة حكم ترامب.

ثانياً. تأثير أي اتفاق على توازن القوى في المنطقة. في حال تحقق اتفاق بين إيران والولايات المتحدة، كان من المتوقع أن تكون له تأثيرات عميقة على توازن القوى الإقليمي، تتمثل في:

أ. تعزيز مكانة إيران: رفع العقوبات كان سيسمح لإيران بإنعاش اقتصادها، ما يعزز قدرتها على دعم حلفائها الإقليميين مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل المسلحة في العراق وسوريا.

ب. إضعاف الدور الأمريكي التقليدي: أي تقارب أمريكي-إيراني قد يُنظر إليه من قبل الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة (مثل السعودية وإسرائيل) كتنازل عن المصالح المشتركة، مما يدفعهم لاتخاذ خطوات لتعزيز استقلالهم في مواجهة نفوذ إيران.

ت. تصعيد المنافسة الإقليمية: قد يؤدي الاتفاق إلى تصعيد التوتر بين إيران ودول الخليج التي ترى في طهران تهديداً متزايداً بسبب نفوذها الإقليمي المتنامي.

ث. إعادة تشكيل التحالفات الدولية: إذا كان الاتفاق مع واشنطن يعني تحسين علاقات إيران مع الغرب، فإن ذلك قد يغير من ديناميكية التحالفات الدولية، خاصة مع وجود الصين وروسيا كداعمَين رئيسيَين لإيران. إن التوصل إلى اتفاق بين إيران وإدارة ترامب كان مهمة شبه مستحيلة بسبب التعقيدات الإقليمية والدولية. أما التأثيرات المحتملة لأي تقارب بين إيران وأي إدارة أمريكية، فتظل رهينة طبيعة الاتفاق وضماناته، ومدى قبوله من الأطراف الإقليمية المعنية. تظل هذه القضية نموذجاً لصراع المصالح في الشرق الأوسط، الذي يعتمد بشكل أساسي على التوازنات السياسية والتحالفات الدولية.

المشـاهدات 20   تاريخ الإضافـة 21/01/2025   رقم المحتوى 58334
أضف تقييـم