تنتشر في ألآونة الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاً تطبيق "التيك توك" و"الفيسبوك " ظاهرة تقديم فديوهات ترويجية لمنتجات طبية ودوائية وبرامج علاجية لأمراض مختلفة من قبل أشخاص من دون ترخيص طبي لمزاولة المهنة, وحتى عدم حصولهم على شهادات علمية تخصصية .إن كثيراً من غير المختصين يتصدّرون منصات التواصل الاجتماعي، وهم إما أصحاب منتجات طبية يروّجون لها، أو أخصائيو تجميل يعرضون منتجات تحمل إدعاءات طبية مضللة، قد تشكل خطورة شديدة على صحة أفراد المجتمع.باتت تشهد هذه المواقع والتطبيقات، تبادل للخبرات ليصبح بذلك فضاء الإنترنت “عيادة صغيرة”، يغلب عليها العشوائية وعدم الدقة لا في التشخيص ولا في وصف الأدوية، ما قد يؤدي لكوارث لا تحمد عقباها على الشخص طالب العلاج.وعادة ما يعرض مشاهير التواصل منتجاتهم دون تبيان أنها لا تنفع ذوي الأمراض المزمنة أو النساء الحوامل، أو غيرهم ممن قد تكون لديهم حساسية من أحد مكونات المنتج، فالدواء الذي ينفع مريض معين قد يسبب أعراض جانبية سيئة لمريض آخر كلٌ حسب حالته وتأريخه المرضي والأمراض الأخرى التي يعاني منها, فينتهي بهم الأمر إلى مراجعة المستشفيات للعلاج من الأضرار , أويمكن للعشوائية في إستخدام العلاج أن تكون له أعراض جانبية خطيرة قد تصل إلى درجة الموت.حيث أن وصف الأدوية، يعود عادة إلى الأطباء المختصين، بناء على تشخيص دقيق للمريض يعتمد على استجواب مفصل لمعرفة تاريخ المرض وفحص سريري دقيق ووصف تحاليل مختبرية ????أو إشعاعية أو منظارية إن تطلب الأمر ذلك، كما أن الصيدلي لا يقدم الأدوية إلى المرضى بدون وصفة طبية إلا في حالات قليلة.وكما هو معلوم، فطبيعة العلاج تختلف حسب شدة المرض وتاريخ الإصابة به والعوامل المسببة له وسن المريض، فتتغير الوصفات والمقادير بتغير الحالة الصحية للمريض,  كل هذا لا يتوفر عبر أطباء "التيك توك" و"الفيسبوك" كونها تقدم وصفات علاجية لأغراض تجارية.بالرغم من ان الثورة الرقمية كانت لها الكثير من الإيجابيات إلا أنها بالمقابل أفرزت العديد من السلبيات ومن بينها أنها أعطت الكلمة للجميع فأصبح بإمكان الجميع الحديث في مختلف المجالات دون رقيب أو حسيب, وحتى تجاوز الأمر ببعض صفحات الفيسبوك الترويج  لمنتجات غير فعالة عن طريق نشر فديوهات معدلة بواسطة الذكاء الصناعي مستغلة بعض الشخصيات, مثال على ذلك ما انتشر في الأونة الآخيرة فديوهات مفبركة  تظهر الدكتور خالد الجبير يتحدث بالترويج لمنتجات غير فعالة تزعم أنها دواء لعلاج أمراض السكري.وحيث يستحيل على المريض تقديم شكوى على طبيب " التيك توك" أو "الفيسبوك" في حال حدوث مضاعفات أو تطور غير إيجابي للحالة المرضية، فقد أصبحت هذه الظاهرة خطيرة تهدد صحة المجتمع بات من الضرورة أن تقوم الجهات الرقابية بمحاسبة وفرض عقوبات وضبط لهذه الممارسات,والزام كل مختص بالتحدث في تخصصه فقط,  دون التطرق إلى تخصصات أخرى لجذب المتابعين أو التربّح المادي.