الأربعاء 2025/2/5 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 11.95 مئويـة
نيوز بار
المرحلة الانتقالية في سورية
المرحلة الانتقالية في سورية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين عبد القادر المؤيد
النـص :

نقاط مهمة بشأن تولي فخامة السيد أحمد الشرع، رئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية:-١- بعد سقوط نظام الطاغية بشار الأسد، لم يعد عمليا، استمرار سلطة  تسيير أعمال مؤقتة في سورية، و كان يجب أن تأخذ السلطة الشكل الرسمي للدولة، لوجود استحقاقات سياسية و دبلوماسية و مؤسساتية، لا تتحقق في الواقع، إلا في إطار الشكل الرسمي للدولة. مضافا الى سد أبواب الفوضى و التربص و انتظار المجهول. ٢- إن سقوط نظام بشار الأسد، ليس مجرد نزع السلطة و الحكم منه، و إنما سقوط شرعيته، التي سقطت بالثورة الشعبية و الرفض الشعبي على مدى أربعة عشر عاما، و كذلك كان الاحتفال الجماهيري الواسع من كل شرائح الشعب السوري، بسقوط نظام بشار الأسد، استفتاء شعبيا لا تخطئه العين، على عدم شرعية هذا النظام، و كان لا بد من وضع الصيغة الرسمية لسقوطه، عبر تشكيل نظام جديد يكتسب الشكل الرسمي للدولة. ٣- من الواضح، أن الجهة التي سقط على يدها نظام بشار الأسد، هي الفصائل المسلحة بقيادة حركة أحرار الشام، التي يقودها السيد أحمد الشرع، و هي جهة عسكرية أسقطت نظام بشار الأسد عسكريا، و هي التي شكلت الإدارة العامة، بمثابة مجلس قيادة الثورة، بعد أن عجزت المعارضة السورية عن إسقاط نظام بشار الأسد.  و قد حصلت الإدارة العامة، على تأييد الأكثرية الساحقة من الشعب السوري، و بالنظر الى حساسية الوضع الداخلي في سورية و تعقيداته، و الاستحقاقات التي لا تتحمل التأخير، للبدء بمرحلة انتقالية انسيابية تأخذ شكل الدولة، لا يوجد عمليا سوى طريق واحد، و هو قيام الإدارة العامة بمسؤولية التحول الى المرحلة الانتقالية، و هو ما حصل في المؤتمر الذي انعقد أمس، و القرارات التي صدرت عنه، و أهمها، تنصيب السيد أحمد الشرع، رئيسا للجمهورية في المرحلة الانتقالية. ٤- لا يوجد شخص مناسب لتولي الرئاسة في المرحلة الانتقالية، أولى و أفضل من السيد أحمد الشرع، فهو الذي قاد عملية إسقاط نظام بشار الأسد، و هو الذي تجتمع عليه الفصائل التي على يدها سقط نظام بشار الأسد، و التي أدارت و ما تزال البلد إدارة حالت دون الفوضى و حافظت على السلم الأهلي، و وفرت الأمن، و سيّرت الأمور بنجاح، على الرغم من التحديات الخطيرة، و نجحت في السياسة الخارجية، مع قصر المدة، و كثرة التشكيك و شدته، فقدمت خطابا، أوجد تحولا في نظرة المجتمع الدولي و تعامله. و كذلك، نجح السيد أحمد الشرع في تقديم شخصيته، كقائد له كاريزما القيادة السياسية، التي اطمأن لها الشعب السوري، و تفاعل معها، فحاز على ثقته، و حظي بتأييده، و انفتح عليها العالم بإيجابية. و كل هذه عناصر لا يستجمعها شخص آخر، لهذه المرحلة. فمبارك للشعب السوري، و مبارك للسيد أحمد الشرع، و مبارك لكل فاعليات الثورة السورية، التي كان لكل منها قسطه و دوره، في مقارعة نظام الطاغية بشار الأسد. و هناك أيضا نقاط، لا بد من ذكرها، حرصا على نجاح التجربة الفريدة، و نجاح المرحلة الانتقالية:- ١- تبقى الحاجة الى مؤتمر موسع للحوار الوطني قائمة، و لهذا الحوار دور رئيس في المضي قدما بسورية، نحو بناء الدولة الجديدة، و سد الباب على الأعداء و إحباط مؤامراتهم، و كذلك تعزيز التفاعل مع قيادة المرحلة الانتقالية و حكومتها. ٢- لا يمكن أن تخلو مرحلة من مراحل الحكم، من قانون دستوري، و لهذا فإن المراحل المؤقتة في نماذج الحكم، لها دساتير مؤقتة، فلا بد من التسريع بقانون دستوري مؤقت، يشكّل الإطار القانوني لقرارات الحكم و الإدارة في المرحلة الانتقالية. ٣- لا بد من التسريع، بإنشاء الجيش السوري، و الأجهزة الأمنية، وفق المعايير الوطنية و المهنية المحضة، و ينبغي الاستفادة من منتسبي الجيش المنحل، بعد إجراء تقييم و غربلة، و عدم إهمالهم. إن حل الجيش و الأجهزة الأمنية، دون وضع حلول لهذا العدد الكبير الذي اكتسب خبرة عسكرية من جهة، و له استحقاقات معيشية من جهة أخرى، يفتح ثغرة خطيرة جدا ينفذ منها الأعداء. ٤- إن القيادة و الحكومة في الفترة الانتقالية، ستكون على المحك، و ستوضع في الداخل و الخارج، تحت مجهر دقيق، و ستحصد ثمار النجاح، و تتحمل مسؤولية الفشل، و أمامها باستمرار، تحدي المحافظة على شرعيتها الشعبية، الأمر الذي يدعو الى الدقة و الحكمة في التعاطي في شؤون السياسة و الحكم، و إعمال المعايير المنهجية في الإدارة و الحكم، فهي الكفيلة بجلب الرضا و التماس العذر في تبرير القرارات و السلوك السياسي و الإداري. ٥- يجب عدم التورط في وهْم النجاح بحكم البلد وفق رؤية آيديولوجية معينة، فمن يفهم سورية بعمق، تاريخا و مجتمعا، و من يفهم اتجاهات السياسة الدولية و محددات النظام العالمي، لا يمكن أن يتورط تحت أي مبرر، في خطأ محاولة سَوق البلد و المجتمع، وفق رؤية آيديولوجية معينة، و عليه أن يكون واقعيا لا يسمح لرغباته و متبنياته، أن تجرّه الى خارج دائرة الواقعية.   و أعتقد، أن تقديم نموذج مدني حديث، في المرحلة الانتقالية، سيضمن نجاح هذه المرحلة، و النجاح في المرحلة التأسيسية التي تليها.   هذا، و أتمنى من صميم القلب، نجاح التجربة السورية، التي هي حجر الزاوية في شرق أوسط جديد، يحمل لدوله و شعوبه، الأمن و السلام و الاستقرار و الرفاهية و الرقي و التقدم و الازدهار.

 

المشـاهدات 78   تاريخ الإضافـة 02/02/2025   رقم المحتوى 58655
أضف تقييـم