اليشماغ غطاء الرأس وجمعه يشامغ ، وهو قماش من نسيج القطن مربع الشكل طول ضلعه متر واحد محاط بخطين متوازيين منقوشين يسمونهما حاشية فيما يكون بقية القماش مطرزا باشكال رباعية متلاقية بالرؤوس وفي نقاط التلاقي تطريز يسمى لوزة0 ويظهر من التماثيل العديدة والمحفوظة في متحف اللوفر في باريس ومتحف كوبنهاكن ان الحاكم السومري كوديا (2146-2122  ق.م) هو أول حاكم ارتدى اليشماغ قطعة واحدة 0 وانتقل لبس اليشماغ تدريجياً من لباس النخبة الحاكمة والمقدسة الى اللبس الشعبي الاكثر رواجاً في أرض الرافدين وما حولها 0 ولو ألقينا نظرة فاحصة على بعض قواميس اللغة المسمارية لوجدنا ان أصل كلمة يشماغ مكونة من مقطعين في اللغة السومرية من (آش ماخ) وتعني غطاء رأس عظيم أو (آش ساخ) أي غطاء الكاهن العظيم ، وما هو جدير بالذكر هنا ان الدكتور حسين علي محفوظ عَدَّ اليشماغ من الالفاظ التركية في اللهجة العراقية  وهذا يتعارض مع البعد التاريخي لليشماغ في بلاد وادي الرافدين. ومن المؤكد ان الاتراك قد اخذوه عن الاسم السومري العراقي القديم ونقلوه الى لغتهم بعد سيطرتهم على العراق0 ليطلقوا عليه اسم (ياشمق) ليكون معناه غطاء الوجه عند النساء ويراد به البرقع الخفيف 0 وهذا ما اشار اليه (القاموس التركي) الوحيد الذي وصفه العالم التركي ش. سامي عام 1898م علماً ان معظم قواميس اللغة التركية التي هي أقدم منه والاحدث لم تشر اليه. كما انه لم يكن جزءً من ملابسهم الشعبية طوال تاريخهم ، والخلاصة ان اليشماغ الحالي هو امتداد لليشماغ السومري اذ صار قطعة واحدة ومازالت شبكة الصياد وخطوط وأهداف الاسماك تزينه (لتطرد الافكار الشريرة عن لابسيه) وتعددت أوضاعه على الرأس منهم من لبس فوقه العقال ومنهم من لفه على الرأس بأشكال مختلفة لا تختلف كثيراً عن لفة الحاكم السومري كوديا وأول شركة أجنبية قامت بصنعه على نطاق تجاري هي شركة نسيج بريطانية في لندن سنة 1918 وعرف بين الناس بـ اليشماغ اللندني ،واخذت شركة الهند الشرقية البريطانية تتاجر به لانتشار لبسه في المنطقة (تطوى قماشة اليشماغ على نصفين لتكون على شكل مثلث توضع قاعدته على الرأس فوق طاقية بحيث يتدلى طرفاها على جانبي الرأس أمام الصدر، وتتدلى مؤخرتها على الظهر)..

د.عبد الزهرة تركي الفتلاوي