الأربعاء 2025/2/5 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
نيوز بار
كلمة حق في زمن رخص الكلام
كلمة حق في زمن رخص الكلام
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عمر رشيد حميد
النـص :

 

 

 

في زمننا الحالي أصبحت فيه أعظم الاشياء رخيصة .وأصبحت المبادئ والمفاهيم تحمل معنى اخر .فالسكوت أصبح مجاملة .والنفاق ولبس الاقنعة تحمل شطارة والسكوت على الظلم مسالمة .وحدها كلمة الحق في زمننا هذا ظلت عزيزة وغالية الثمن يخشى الكثيرون منا قولها حتى لايدفعو ثمنها .فيكون الصمت هو الحل لرد ظالما على مستضعف وذلك لارضاء الاخرين وخوفا منهم وقد تدفع فعلا كلمة الحق بصاحبها الى زاوية صعبة ولكن عدم قولها يضعه في مواجهة مع نفسه ومع التزامه الاخلاقي .في الماضي كان الرجل يقول ( اقول كلمة الحق ولو على رقبتي ) فما الذي حدث اليوم هل تغير الانسان أم تغير الزمان .وفي أي الدروب تاهت كلمة الحق وهل مازالت تستحق ثمنها .رفض الناس لكلمة الحق ليس لانها خاطئة بل لأنها تعري الزيف وتكشف المستور في المجتمعات التي تقوم على المجاملات والمصالح .فهنا يصبح قول الحقيقة مزعجا ومحرجا لانه يجبر الناس على مواجهة أخطائهم .وهو ما لايرغب به الكثيرون كما أن بعض السلطات او القوى المتنفذة تعتبر كلمة الحق تهديدا لوجودهم وخوفا على مناصبهم .على الرغم من صعوبة  ألامر .فأن قول الحق هو مايصنع الفرق في التاريخ .لم يكن الانبياء والمصلحين ان يغيرو العالم لو لم يتمسكو بالحق رغم الاضطهاد .كما ان الصدق في القول هو اساس لأي مجتمع عادل وقوي .في بعض الاحيان ينظر المجتمع الى الشخص الذي يقول كلمة الحق انه متمرد او مثير للمشاكل خاصة اذا كان يخالف السائد هو الباطل وهنا يكون السكوت هو الخوف من العقاب حيث يؤدي قول الحق في أغلب الامور الى فقدان الامتيازات في أغلب المناصب او التعرض الى الاذى سواء كان معنويا او حتى جسديا .الحكمة في الطرح ليس المطلوب اثارة الفتن بل توصيل الحق بطريقة مقبولة ومؤثرة ليس بالكلام فقط بل بالأفعال التي تثبت صحة المبدأ .في زمن الاضطراب والفساد .لكن هل يعني ذلك الصمت والخضوع او ان للحق مكانة لاينبغي التفريط فيها .واخيرا كلمة الحق ستبقى منارة .حتى وان حاول البعض اطفائها في زمن يكون الطريق صعبا .لكن اثرها يبقى خالدا فمن قال الحق في زمن لايرغب فيه كان صوتا للعدل في عالم يملؤه الصمت الجبان.

المشـاهدات 34   تاريخ الإضافـة 04/02/2025   رقم المحتوى 58856
أضف تقييـم