الاستاذ الدكتور عبد الكريم خليفة

نبدأ بعتبة العنوان حيث تحيل الى عدد من الدلالات اللغوية والرمزية فالعنوان جاء بصورة جملة فيها نصين متناقضين الاول يرمز الى الحب والتطلع والسلام وهو (سلاما ايها)والنص الثاني يرمز الى (الوطن البعيد )وهو حسرة فيها امل ان يعود هذا البعيد  والوطن عند الشاعر مشعل لا يعني البقعة الجغرافية بل هو الاهل والامل والشعر وهالة الصحابة والائمة الاطهار  وهو لم يختر العنوان اعتباطا عشوائيا بل هو اختيار مقصود لربما لذات الشاعر الشفافة والمنكسرة لفراق احبته  الاخ والاب والام والاصحاب الذي عدهم وطنا وبعدهم شغف وبكاء وعنوانات معظم قصائد الديوان تنصهر بمعنى العنوان ولها دلالة ومدخل رئيسي لقراءة النص وفهمه الابداعي فهو عنوان جمالي واغرائي  اما النصوص يمكن تقسيمها الى اربع مجالات حيزية تواكب النفس البشرية المجال الاول هو الشعر وتدخل قصائد الديوان فيه وهي (شاعر-عصفورة الشعر-يا واحد الشعر –يا طفلة الشعر ) لذا نجد الشعر عند مشعل هو لغة الروح لاكتشاف المشاعر الانسانية هو رسالة اجتماعية للتأثير على المجتمع وايضا هو ابداع جمالي قائم على اللعب بالكلمات والصور وهو تصوير للحياة وانعكاس للواقع بمختلف ابعاده سواء واقع مادي او نفسي  والشعر عند الشاعر هو بناء يحمل رؤية واحساس وهدف اما المجال الثاني الذي نستنبطه من الديوان هو صورة الاهل وفقدان الاحبة والذين ذهبوا بعيدا وهذا نراه في قصائد(حبيت والدة - -يا ايها الطرقي  -يا ام قلبي -امي -ابي -اماه -ابتي  -عامان ام دهران-تهنئة -اخي )وفي هذه القصائد نرى الم فقدان الأهل  وهو موضوع يعبر عن أعمق المشاعر الإنسانية مثل الحزن، الفقد، الوحدة، والاشتياق. غالبًا ما يُجسد هذا الفقد بطريقة مليئة بالعاطفة والمجاز، ويعبر عن التجربة الشخصية   للفقدان ورثاء الراحلين

فهو يتناول  الحنين إلى الأهل الذين رحلوا، واستعادة الذكريات الجميلة معهم، كما يعبر عن ألم الفقد وصعوبة التأقلم مع غيابهم حيث

يتجلى شعور الوحدة بعد فقد الأهل، والعزلة والفراغ العاطفي.

وفي كثير من الأحيان، يكتب الشعراء قصائد رثاء لأحبائهم المفقودين، يعبرون فيها عن تقديرهم وحبهم لهم، ويخلدون في ذاكرتهم

يتطرق بعض الشعراء إلى تساؤلات وجودية عن الموت، القدر، والحياة بعد الفقد، معبرين عن حيرتهم أمام هذه

اما المجال الاخر فهو التصوف والدخول في  الهالة القدسية  بقصائد مثل (ابا الحسنين -راهب الورد -ولاء -افة الاحياء -ابا الاحرار –يا سند المظلوم )

التصوف عند الشعراء، خاصة في الأدب العربي، يعبر عن تجربة روحية عميقة تعكس العلاقة بين الإنسان والخالق. التصوف ليس مجرد تأمل ديني، بل هو أيضًا فلسفة حياة ونظرة شاملة للكون تقوم على المحبة، والزهد، والمعرفة الإلهية. أما الأئمة، فهم مرجعيات دينية يُحتفى بهم لتقواهم وعلمهم وإرشادهم في المجتمع الإسلامي.

عندما يتناول الشاعر التصوف والأئمة في شعره، فإنه يدمج بين التجربة الروحية والحكمة الإنسانية، مما يخلق صورة غنية بالمشاعر والمعاني.

والتقدير للأئمة كرموز روحية وأخلاقية: الأئمة في الأدب الصوفي يُعتبرون مصابيح هدى ومصادر نور، مثلما عبّر الشعراء عن الإمام علي بن أبي طالب كمثال في الشجاعة، الحكمة،

في النهاية، فإن التصوف والأئمة عند الشاعر يمثلان نسيجًا أدبيًا يجمع بين الروحانية العميقة والقيم الإنسانية النبيلة.

اما المجال الاخر هو صورة الوطن فنجده في قصائد (كوني لمجدك-ابتي العراق -مجد الحياة -ثورة الجياع -مرثية الاشجار-طفولات شهيد- الانبارية- عام مضى )الوطن يحتل مكانة عظيمة في قلوب الشعراء، فقد كان موضوعًا رئيسيًا في قصائدهم، حيث عبّروا من خلاله عن حبهم العميق وارتباطهم الجذري بأرضهم. تنوعت صور الوطن في الشعر بين الحنين إلى الأرض، والفخر بأمجادها، الحزن على ما حل بها من نكبات، والدعوة للدفاع عنها

تناول الشاعر مشعل الفخر بتاريخ وطنه وانجازاته حيث

أصبح الوطن عنده رمزًا للهوية الثقافية والاجتماعية التي يعتز بها

خلاصة:

الوطن في الشعر ليس مجرد مكان، بل هو معنى عظيم يمزج بين الأرض والذكريات والانتماء والكرامة. ولذلك يبقى مصدر إلهام خالد للشعراء في كل زمان ومكان.