الثلاثاء 2025/2/11 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 13.95 مئويـة
نيوز بار
في الهواء الطلق معالجات معضلة المنصات الهابطة
في الهواء الطلق معالجات معضلة المنصات الهابطة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

مفهوم الاتصال الحكومي والتنظيمي واهمية المواقع الالكترونية والمنصات وصفحات التواصل الاجتماعي ودورها في عرض الخدمات للجمهور وتقديم الخدمات لهم والتفاعل معهم والاجابة على استفساراتهم وغيرها من المحاور التي تطرقت لها الدورة التي اقامها المركز المالي والمحاسبي التابع لوزارة المالية حيث تهدف الدورة الى تنمية المهارات البشرية وتعزيز قدرات الموظفين المستهدفين ودورهم في ادارة الاعلام.

الدورة تطرقت الى فوائد ومضار التعرض الى منصات التواصل والمواقع الالكترونية التي حولت العالم الى قرية صغيرة ممكن من خلالها الاطلاع على عادات وتقاليد وثقافات الدول الاخرى ومناطقها السياحية وجميع ما يتعلق بالعلوم والثقافات ، الا انها ركزت على المضار التي تسببها خصوصاً لدى الشباب والمراهقين والاطفال وما يتعرضون له من محتويات هابطة قد تؤثر سلباً على المعتقدات والعادات والتقاليد والتعليمات والقوانين اضافة الى المضار الاجتماعية والعزلة داخل المنزل وخارجه وغيرها من مضار صحية ونفسية.

وهذا الموضوع الشائك الذي لا يحل عبر دورة اودورات لان تبعاته مدمرة على المستوى البعيد ، فالتقلبات المزاجية التي تتسبب بها بعض المنصات التي تعتمد على المنشورات السريعة التي لا تتجاوز 30 ثانية من دون وحدة موضوع ، مرة منشور حزين وبعده مفرح ثم علمي ثم طفولي ثم عن الحيوانات وغيرها من منشورات تتسبب بتشتيت الذهن وضموره وجمود فكري ينعكس تدريجياً على الحالة النفسية وزرع بذرات لا تحمد عقباها على المدى البعيد.

ورغم ان المنظمات الاممية قد حذرت من التعرض لتلك المواقع لمدد طويلة ورغم معرفة البلدان بمساوئ بعض المنصات الا انه بات من الصعب السيطرة على انتشارها مع انتشار الاجهزة الرقمية التي باتت متاحة للجميع مما ضاعف من مسؤولية ارباب الاسر في السيطرة على ابنائهم والحال تلك تستدعي الى وقفة حقيقية لدراسة كيفية تحييد تلك المخاطر وصولا الى تجميدها.

هذا الموضوع الشائك لا يجب ان يهمل من قبل جميع الجهات والافراد المسؤولة ، صحيح ان مشاكلنا كثيرة وانشغالاتنا اكثر لكن هناك قضايا هامة وهناك الاهم ، فالامور اليومية او الزمنية المؤقتة الزمن كفيل بمعالجتها مع العمل الدؤوب على المعالجة لكن الظواهر الدخيلة على المجتمع ـ المجتمعات ـ لا بد من التوقف ملياً عندها ، ربما في ظل تطورات العصر اصبح من الصعب جدا ايقافها واغلاقها (اقصد المنصات التي تنشر المحتويات الهابطة او التفكيكية التشتتية) لكن على الاقل تبدأ مراكز البحوث والدراسات والجامعات بمناقشتها علميا للوصول الى مخرجات علمية وواقعية قابلة للتنفيذ يتم تقديمها الى الجهات الحكومية المعنية للبدء بوضع خطط تتناسب مع تخفيف الضرر الناتج عن تلك الظاهرة وان يكن بشكل تدريجي وليس بطريقة الاجبار والمنع حتى لا تثار ثائرة المتصيدين بالماء العكر من الذين على استعداد ان يبيعوا وطن بكامله وبشعبه جملة وتفصيلاً.

وهناك بعض الدول التي بدأت فعلاً بايجاد الحلول والبدائل العملية المنطقية المقبولة بحيث خططت وبطريقها الى اطلاق تطبيقاتها الخاصة ومنصاتها الخاصة كي لا تشعر شعوبها بالفراغ او التعطش الذي ادمنوا عليه في قضاء ساعات مطولة امام شاشات الرقمنة الحديثة ومن هنا يمكنها التحكم ببث المحتويات ذات المنفعة وتأسيس قاعدة بيانات ومحتويات تتناسب مع المنهج التربوي والتعليمي والتثقيفي والابداعي والفني بما يؤدي اعادة تشكيل وخلق رأي عام صحي تنموي يدفع الى خلق اجيال سليمة قادرة على تحمل مسؤولياتها مستقبلاً. اما اذا بقى الحال على ماهو عليه فلنتخيل بعد عقدين من الزمن ماذا ستكون النتائج؟

 

 

المشـاهدات 24   تاريخ الإضافـة 10/02/2025   رقم المحتوى 59118
أضف تقييـم