الإثنين 2025/2/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 1.95 مئويـة
نيوز بار
فوق المعلق أزمتي مع السياسةً
فوق المعلق أزمتي مع السياسةً
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صباح ناهي
النـص :

رغم اني درست السياسة كعلم أكاديمي ، وتعلمت كيف تسير وفق شروطها وأشرطتها ، وتمرست على انها فن الممكن،  ودرستها كجزء من العلوم السلوكية ، ودرستّها كعلم الاتصال ، ومارستها في الصحافة وحلقات الرأي ، كحصيلة من علوم تسمى ( العلوم السلوكية ) تشتق منها او تؤدي الى مسالكها في علوم شتى كالقانون وعلوم الاجتماع والنفس الاجتماعي والاتصال الجماهيري والدعاية والحرب النفسية والتسميم السياسي والجغرافيا السياسية والتاريخ الحديث والقديم والمعاصر ،،وعلم الاقتصاد والإدارة وسواها ،

لكني عاجز عن الاجابة عن  مؤهلات رجال السلطة اليوم ، حين معاينة ما يحدث من محصلات ، وقراءة للأرقام التي أنتجها واقع العشرين سنة  التي خلت ، ومذهولا ً ممن يتصدرون مشاهد الحكم ويشرّعون للناس قوانينهم يقدموننا  لتحكمهم من دون اختصاص او معرفة علمية ، وتتحكم بسلوكهم ، على قواعد التشريع والتقيد في الادارة الحكومية ، وتحدد نمط اقتصادهم ومتغيرات حياتهم وأنماط سلوك الناس ومعاشاتهم وعيشهم ، والتعامل مع تحديات المتغير الدولي الضاغط على المجتمع المحلي ثم الإقليمي حتى الدولي ، وهم لايعرفون التفريق بين التشريعات الوضعية والتشريعات الدينية ،وبين خرائط الغرب واستراتيجياته، وخرائط الشرق وتحدياته بين ان تكون فاعل في الاقليم او ان تكون (حديقة خلفية) لدولة مهيمنة تتحكم فيك وفي شعبك وتفرض مشاريعها وأيدلوجيتها وفكرها ، وتسعى في المحصلة لتحويلك (ارض حرام) تقاتل بك حتى آخر متبرع للقتال في سبيل عقيدتها لا عقيدتك ، القائمة على محددات الوطنية وأسلوب الحكم الرشيد ، لكنك مسيرّ غير مخير لانك ارتضيت ان تكون بيدق في طبلة رمل السياسة الاخرى ، وبرغي في ماكنة الحرب الكونية ، أسير  في ايديولوجيا كونية تفعل بك ما تشاء،  لتنفذ اوامرها ونمط حكمها ،،لا لشي إلا لانك لاتعرف فنون السياسة وأولويات الدفاع عن اسور مدنك ، وتقاتل خارجها كي لايحرق قمحك وتمحى معالم مدنك المتعبة التي تحتاج ان تستجلب لها الاموال والأفكار لتطويرها، حتى لا  تستحيل ارضك يباب ، لا لشي إلا لانك وقعت في شرك الصندوق الانتخابي، الذي يجلب لك اشخاص ممن لايعرفون سوى المحاصصة طريقا في فرشة الحكم،  دون شروط صارمة، او محددات عاقلة تغلّب مصلحة الوطن ،على المصالح الفردية ،وتتوافق مع تاريخه وتتخطى تحدياته بحكمة،  وتميز بين  قيم عشائرية او مصلحية فرضت  اختيار اسماء لتؤدي  ادوار ، لا غير بدافع المنفعة ، تستجدي الرضا من آخر قوي يهددها من خلف الحدود ، تأتمر بأوامره وتنفذ شروطه ،دون ان تكون هناك  مؤهلات كي تعلم كيف تدار السياسة وكيف تصنع قرارات وتشريعات الدول ، التي تحمي مواطنيها وتدافع عن كرامتهم الوطنية ،

فالسياسة صنعة محترفين لا لعبة هواة ، كما يطن  الكثير ممن ارتضوا ادوار التخاذم من اجل مصالح شخصية ونفعية اغرقت البلاد بالفساد وضخمت ازماته وحاولت تدجين الشعب ، على تقبل التناقضات والسرقات المليارية ، وهو يتفرج على ما يحدث بل ينظر لها دون اكتراث بعد ان تحول إلى مجتمع ( اللا ادري ولا اعرف ) وهو يرى ويعاين التناقضات وينتظر الفرج !؟

المشـاهدات 61   تاريخ الإضافـة 11/02/2025   رقم المحتوى 59128
أضف تقييـم