حمدي العطار

ما قبل النقد

بودي توضيح  مشروع "كتابي" عن روايات البوكر وما وصلت اليه! سيتضمن كتابي في (الجزء الاول)

روايات القائمة القصيرة للبوكر عام 2023 وقد انجزت منها 4 روايات من مجموع ست روايات لم يتسن لي الحصول على روايتين هما رواية (منا) للروائي " الصديق حاج أحمد" من الجزائر، ورواية( أيام الشمس المشرقة ) للروائية "ميرال الطحاوي" من مصر. روايات القائمة القصيرة 2024 كتبت عن اربع روايات ولم يتسن لي الحصول على رواية (مغامرة على شرف الليدي ميتسي) للروائي " احمد مرسي" من مصر. وراواية (سماء القدس) للروائي "اسامة  العيس" من فلسطين .ورواية (باهيل مكة) للروائية "رجاء عالم "من السعودية. فمن يعرف اين اجد هذه الروايات مساعدتي للحصول عليها سأكون شاكرا. اذن الان لدي 8 روايات من البوكر ، لا يسمح لي بالتوقف لحين الحصول على الروايات الناقصة بل سوف ابدأ بالدراسة النقدية لروايات البوكر التي حصلت على المركز الاول في جميع الدورات 17 وعلى ضوء ما يكون في حوزتي ، واول رواية ستكون :رواية (أحمد السعداوي) الحاصل على المركز الاول لعام 2014 "فرانكشتاين في بغداد" امامي عمل كثير فإعتذر من اصدقائي الكتاب والروائيين والقاصين عن الكتابة عنهم حتى انتهي من هذا المشروع وهم سوف يعذروني ويتمنون لي التوفيق!

*محاكاة العنوان الاجنبي

استخدام اسم (فرانكشتاين) في عنوان رواية عراقية كانت التفاته ذكية من الروائي أحمد السعداوي ومن الناشر ! والاسم وحده يلخص فكرة الرواية ، في الاصل رواية (فرانكشتاين) للروائية الانجليزية "ماري شبلي"  والتي تروي قصة فيكتور فرانكشتاين، وهو عالم شاب يخلق مخلوقا غريبا عاقلا في تجربة علمية غير تقليدية، وهذه الشخصية الاشكالية كان لها تأثير كبير في الأدب والثقافة الشعبية وانتجت نوعا كاملا من قصص الرعب والافلام والمسرحيات" ويستخدم اسم فرانكشتاين في اشارة الى الوحش او "الملاك السيء" استطاع احمد السعداوي ان يقتبس هذه الشخصية في البناء الفني لروايته لتحاكي الواقع العراقي في عام 2005 ، فجعل بطل روايته "هادي العتاك" يقوم بجمع اجساد ضحايا التفجيرات لخلق شخصية (وحشية)  يطلق عليها "الشسمه" تنتقم وتأخذ ثأر هؤلاء الضحايا ليشعروا بالراحة ويرقدون في سلام " فالشسمه مصنوع من بقايا أجساد لضحايا ، مضافا إليها روح ضحية، واسم ضحية أخرى، أنه خلاصة ضحايا يطلبون الثأر لموتهم حتى يرتاحوا، وهو مخلوق للانتقام والثأر لهم"ص144.

*العتاك هو السعداوي

لا احد في الرواية يرى" الشسمه"  الا هادي العتاك ، والمرأة المسيحية (ام دانيال) التي تعاني من الخرف ، وتتصور ان ابنها دانيال المفقود منذ الحرب العراقية – الايرانية قد عاد بهيئة المخلوق فرانكشتاين! لذلك اعتقد ان هادي العتاك (الحكاء) هو الروائي احمد السعداوي! وهذا كان يحتاج الى تكنيك وتقنيات معقدة في الكتابة على الاخص وان الرواية كتبت بصيغة الرواي العليم!وجزء واحد فقط على لسان (الشسمه) لا يجازف الروائيون بجعل احدى شخصيات تمثلهم وتطابق الروائي مع بطل رواية فرانكشتاين في بغداد ولا نستغرب ان قلنا ان شخصية فرانكشتاين المخلوق المتوحش في الرواية هو هادي العتاك! أذن الروائي احمد السعداوي هو فرانكشتاين! يقول (الشسمه) لهادي العتاك او لسعداوي "أنت مجرد ممر يا هادي.كم من الاباء والامهات الاغبياء انجبوا عباقرة وعظماء في التاريخ. ليس الفضل لهم، وإنما لظروف وأحوال وأمور أخرى خارجة عن سيطرتهم، انت مجرد أداة، أو قفاز طبي شفاف ألبسه القدر ليده الخفية حتى يحرك من خلالها بيادق على رقعة شطرنج الحياة"ص142

*لا أحد يعرف القاتل!

ثيمة الرواية تدور حول معرفة القاتل ، ومنها تتفرع ثيمات متعددة مثل (العدالة – عدالة السماء- عدالة القانون – عدالة البشر) ثيمة الانتقام ، هي مقاربات كثيرة واقعية طرحت بإسلوب فنطازي لمقاربة لواقع العراقي غير قابل للتصديق! من الذي يقتل بهذا الشكل وبدم بارد؟ هو مجهول في الواقع العراقي ومجهول في الرواية انها مقاربة عبقرية لم نفتهم من الذي يقتل ولماذا؟ هذا ما حاول السعداوي ان يوصله للقارئ، والمعالجة كانت بإسلوب حديث بالكتابة الابداعية والسرد المتنوع والحوار الذكي!

*الشخصيات والامكنة

كل شخصيات الرواية الرئيسة ليسوا من بغداد ( أبو انمار صاحب فندق العروبة والذي يتحول اسمه عندما ينتقل الى صاحبه الجديد  فرج الدلال الى فندق رسول الله الاعظم كإشارة الى انفصال العراق عن عروبته! من – الشطرة-  الصحفي وجمال السوادي من العمارة- صاحب المقهى عزيز المصري من مصر

لقمان من الجزائر- والمصورحازم عبود  فلسطيني- والانتحاري سوداني-  نينوس ملكو من عينكاو- ناهم عبدكي وهو اسم له رمز يعني "مهان ذليل) اما الاماكن فهي كلها موجودة في الواقع (البتاوين – الدورة- ساحة الطيران- -شارع السعدون- ساحة الاندلس- الكرادة- جسر الائمة – الاعظمية والكاظمية- )

رواية تسرد لنا الكثير من الخفايا والاسرار التي لا تكشف في ظل هذا الوضع ولكنها سوف تنكشف في المستقبل! لنرى ماذا يقول رجل كبير السن عن حادثة جسر الائمة "انها بالتأكيد خلايا تنظيم القاعدة وفلول النظام السابق. فهي حتى وان لم تقم بهذه الجريمة فعليا وبشكل مباشر فهي مسؤولة عنه، بسبب تكرار حوادث إجرامية باسم هولاء، حتى صار اسمهم وحده بمجرد ان يذكر عاملا في اقلاق الأمن والتشويش على المواطنين ويرد عليهم الصحفي فريد شواف "والله انا ارى الجميع مسؤولين بطريقة أو بأخرى عن هذا الحادث، وازيد أكثر فاقول : ان كل الحوادث الامنية والمآسي التي نمر بها لها مصدر واحد هو الخوف، الناس البسطاء على الجسر ماتوا بسبب خوفهم من الموت.كل يوم نموت خوفا من الموت نفسه"ص137

رواية تستحق المركز الاول للبوكر وقد ترجمة وترشحت للقائمة القصيرة العالمية للبوكر!