![](images/logo2.png)
![]() |
دعوة إلى دراسات الترجمة الثقافية بين اللغة العربية والفارسية |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
معصومة التميمي/جامعة الزهراء
طور بيتر نيومارك النظرية السوسيوثقافية، التي تركز على المعنى من خلال الاستناد إلى المرجعية الثقافية. إذ إن اللغة تحمل مظاهر الثقافة، وتعبر الترجمة عن هذه المظاهر، مستندة في ذلك إلى فرضية نسبية اللغات. ويقول كازا: "إن الإنسان لا يترجم اللغات بل الثقافات"، مما يبرز أهمية الترجمة الثقافية باعتبارها جسراً حضارياً بين لغتين وحضارتين، تربطهما قرون من التفاعل الثقافي والتاريخي.
تُعد ترجمة الروايات من العربية إلى الفارسية ذات أهمية بالغة بسبب أوجه التشابه الثقافية العديدة بين اللغتين. ولذلك، أصبحت هذه القضية محورية في بعض الأحيان. فالكتاب يحمل هوية ثقافية، ويخزن في داخله ذاكرة ثقافية خاصة به، مما يمكنه من بناء جسور متينة بين الثقافات. كما يلعب نقل هذا النوع من الرسائل دوراً بارزاً في إيصال جزء من هوية الثقافة الأصلية إلى ثقافة الوجهة المستهدفة.
وعلى الرغم من التشابه بين الثقافتين العربية والفارسية، فإن الترجمة تواجه تحديات عدة، أهمها الاختلاف في السياقات. إذ قد تحمل العبارات والأمثال والمصطلحات الشائعة في اللغة العربية دلالات مختلفة أو تكون غير معروفة في الفارسية. وتشمل هذه التحديات أيضاً الفروقات البيئية والاجتماعية والسياسية وغيرها من العوامل المؤثرة.
إن دراسات الترجمة بين اللغتين العربية والفارسية تمثل رسالة حضارية تهدف إلى الحفاظ على التراث المشترك وتعزيز العلاقات الثقافية. إنها بمثابة الجسر الذي يربط بين الشعبين العربي والفارسي، متحدية الصور النمطية التي تشكلت عبر التاريخ. كما تسهم في هذا الجهد الإنساني والثقافي من خلال نقل جمال وروعة الفكر والثقافة العربية إلى الفارسية، والعكس. وتسعى في الوقت ذاته إلى إظهار الصورة الحقيقية للشعبين وثقافتهما، مما يعد دعوة صادقة إلى التفاهم والتقارب، وخطوة جادة نحو بناء عالم أكثر انسجاماً واحتراماً للتنوع. |
المشـاهدات 19 تاريخ الإضافـة 11/02/2025 رقم المحتوى 59181 |
![](images/logo2.png)
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |