الشخص المناسب - ذلك الذي يأخذ موقعه المناسب بمؤهلاته وكفاءته وخبرته المعمقة ونزاهته وانتمائه لوطنه .. في وقت يتوسد هذا الموقع من لا يمتلك سوى شهادة مزورة وولاء حزبي وانتماء طائفي وكتلوي، ومهارة في هدر واستنزاف الموارد العامة وتبييضها بعقود مشبوهة واستثمارات فضائية لا وجود لها على أرض الواقع !!

وقد أفرزت عقود ما بعد الاحتلال والسقوط العديد من هذه الوباءات والدمى الوافدة ، والوجوه غير المرحب بها ولا تنسجم مع أخلاق وتقاليد ونزاهة المجتمع العراقي، وراحت تفتك بالكفاءات والعناصر النزيهة، وتهمشها ، وتعيق انتعاش واتساع رقعة المشاريع الانتاجية بكل انواعها وتكتم هدير عجلاتها وتسرح كوادرها المبدعة الى المجهول في وقت ما زالت فيه البلاد أحوج لأدامة الأنتاج والارتقاء بكوادرها التي كانت تدير عجلات العمل بكفاءة وتواصل الأداء النزيه والأمثل بجدارة و بعيداً عن بؤر الفساد وأغراءات الفاسدين الذين لا يفقهون سوى خيانة الأمانة والهرولة نحو طموحات غير مشروعة ومحرمة تجعلهم منبوذين مهما تبوأوا من مناصب ، ومهما كانت مواقعهم وانتماءاتهم الكتلوية وعناوينهم التي لا يستحقونها !

فما أسوأ ما أنجبته الأعوام الكئيبة من سرطانات واشباح ودمى ما برحت تتسلّل في شرايين الوطن الذي تشابكت عليه المحن .. وراحت تنهشه الوباءات الوافدة عبر منافذ الحدود غير المحصنة وتمتص رحيقه ونكهته التي تعطرت بهما تواريخه المجيدة ، يوم كان متألقاً ، وفي الصدارة أبداً بين الأوطان ...

ولا سبيل للعودة الى هذا الموقع الذي يستحقه إلا بعد تطهير المقاعد الأمامية ممن لا يستحقونها ..