لاشك أن بناء دولة خالية من الفساد يتطلب تعاوناً جاداً بين الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية المعنية .. كما يحتاج الى سياسات واضحة تضمن تنفيذ القوانين بصرامة وتحقق العدالة بين جميع المواطنين . وبرغم الجهود المبذولة ، لا يزال الفساد يشكل تحدياً كبيراً يهدد استقرار العراق ويعيق تقدمه .. وان القضاء على هذه الظاهرة يتطلب أرادة سياسية رصينة وحازمة و اصلاحات هيكلية جذرية تضمن تعزيز الشفافية والمساءلة، وتفعيل دور المؤسسات الرقابية والقضائية بعيداً عن أية تدخلات سياسية .أن نظام المحاصصة السياسية المعتمد في البلاد منذ السقوط ودخول القوات المحتلة الى البلاد ما زال يقوم على توزيع المناصب الحكومية وفقاً للأنتماءات الحزبية والطائفية بعيداً عن الكفاءة والخبرة والنزاهة، وهو ما أدى الى تعيين مسؤولين غير مؤهلين استغلوا السلطة لتحقيق مصالحهم الفئوية الضيقة بعيداً عن أية رقابة وخصوصاً رقابة الضمير ، وراحوا يستنزفون موارد الدولة في مشاريع فضائية وهمية وتوزيع تخصيصاتها بينهم بلا رحمة ولا ضمير ..

كريم نجم الكرعاوي