الجمعة 2025/2/21 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 15.95 مئويـة
نيوز بار
مسؤوليات المجتمع في التصدي للتحرش الالكتروني
مسؤوليات المجتمع في التصدي للتحرش الالكتروني
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب نبأ عبود حسن
النـص :

 

 

 

أصبح التحرش الإلكتروني أحد أبرز التحديات التي تواجه الأفراد والمجتمعات في عصر التكنولوجيا الحديثة. ومع التوسع في استخدام الإنترنت وانتشار منصات التواصل الاجتماعي، تصاعدت هذه الظاهرة التي تهدد السلامة النفسية والاجتماعية للأفراد، خاصة بين الشباب والمراهقين.يشمل التحرش الإلكتروني مجموعة متنوعة من الأفعال، مثل التعليقات المسيئة، رسائل التهديد، وحالات الابتزاز التي تُمارس من خلف شاشات مجهولة. ومع أن هذه الظاهرة تبدو جديدة نسبيًا، فإن تأثيراتها النفسية والاجتماعية العميقة تجعلها قضية ملحّة تتطلب مواجهة جادة من جميع الأطراف.إنَ التحرش الإلكتروني لا يقتصر على الإزعاج اللحظي، بل قد يؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية طويلة الأمد. يعاني ضحايا هذا النوع من التحرش من القلق، الاكتئاب، والعزلة الاجتماعية، مما ينعكس سلباً على حياتهم الأكاديمية أو المهنية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الظاهرة تفرض تكلفة اجتماعية واقتصادية، حيث تؤثر سلبًا على الإنتاجية والثقة بالنفس لدى الأفراد المتضررين.إذ تعتبر الأطر القانونية حجر الزاوية في مكافحة التحرش الإلكتروني، ويتطلب الأمر وضع تشريعات صارمة لمحاسبة مرتكبي هذا النوع من الجرائم، مع ضمان تطبيقها الفعّال.ولتحقيق ذلك، ينبغي توفير كوادر مختصة وفرق مدربة للتعامل مع الجرائم الإلكترونية، علاوةً على ذلك، يحتاج الضحايا إلى آليات آمنة وسهلة للإبلاغ عن التحرش، تضمن الخصوصية وتحميهم من أي تبعات سلبية.إلى جانب القوانين، يعد الوعي المجتمعي عاملًا رئيسيًا في الوقاية من التحرش الإلكتروني، ويجب أن تتوجه جهود التثقيف نحو تعليم الأفراد، خصوصاً الشباب، كيفية حماية معلوماتهم الشخصية واستخدام أدوات الأمان الرقمي، يمكن للمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام أن تلعب دورًا كبيرًا في نشر الوعي من خلال حملات توعية وبرامج تثقيفية تشرح خطورة التحرش الإلكتروني وطرق التصدي له.من جانب آخر، تتحمل منصات التواصل الاجتماعي مسؤولية كبرى في مواجهة هذه الظاهرة. يتوجب عليها تطوير أدوات فعالة تتيح للمستخدمين الإبلاغ عن المحتوى المسيء بسهولة، اضافةً يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد الأنماط السلوكية المريبة ومنعها قبل أن تتحول إلى تهديد حقيقي.مواجهة التحرش الإلكتروني تتطلب تعاونًا متكاملاً بين القانون، التوعية، والتقنية، بالإضافة إلى مشاركة فعالة من جميع أفراد المجتمع. من المهم أن نتكاتف لجعل الفضاء الرقمي مساحة آمنة تحترم الخصوصية وتعزز التفاعل الإيجابي. بذلك، يمكن أن يتحول الإنترنت إلى أداة للتطوير والتواصل بدلاً من مصدر للتهديد والابتزاز.

 

المشـاهدات 55   تاريخ الإضافـة 19/02/2025   رقم المحتوى 59536
أضف تقييـم