متابعة ـ الدستور الرياضي

في ليلة أوروبية ساحرة على ملعب "سانتياجو برنابيو"، خطف النجم الفرنسي كيليان مبابي الأضواء بعدما قاد ريال مدريد لفوز ثمين على مانشستر سيتي بنتيجة 3-1، أمس الأربعاء.وبهذا الفوز ضمن الفريق الملكي مقعده في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بمجموع المباراتين 6-3.كان هذا الأداء بمثابة رد قوي من مبابي على الانتقادات كافة التي طاردته منذ انضمامه للميرنجي، حيث نجح في تقديم أفضل مستوياته في أهم مباراة بالموسم حتى الآن.

انتقادات لاذعة

منذ انتقال كيليان مبابي إلى ريال مدريد في صيف 2024، واجه اللاعب الفرنسي عدة انتقادات تتعلق بأدائه وسلوكه داخل وخارج الملعب.وتعرض مبابي لانتقادات بسبب عدم استقراره في تقديم أداء مميز مع ريال مدريد.ففي بعض المباريات، لم يظهر بالمستوى المتوقع منه، مما أثار تساؤلات حول قدرته على التأقلم مع الفريق.المدرب كارلو أنشيلوتي دافع عنه قائلا: "مبابي لاعب ذو جودة عالية، ويحتاج إلى الوقت للتأقلم مع الفريق وتحقيق الانسجام المطلوب".وحذر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، أسطورة الميرنجي السابق، من الضغوط التي قد يواجهها مبابي في ريال مدريد، مشيرًا إلى أن النادي الملكي يختلف عن باريس سان جيرمان.وقال رونالدو: "دعونا نرى ما إذا كان يمكنه التعامل بشكل جيد مع الضغط، لأن ريال مدريد ليس باريس سان جيرمان".

نقطة التحول

في 4 ديسمبر/كانون الأول 2024، خلال مباراة ريال مدريد ضد أتلتيك بيلباو في ملعب "سان ماميس"، أهدر كيليان مبابي ركلة جزاء حاسمة في الدقيقة 68، مما ساهم في خسارة الفريق 2-1.جاءت هذه الخسارة بعد أسبوع من إهداره ركلة جزاء أخرى أمام ليفربول في دوري أبطال أوروبا.بعد المباراة، كتب مبابي على إنستجرام: "نتيجة سيئة. خطأ كبير في مباراة كل تفاصيلها مهمة. أتحمل المسؤولية كاملة. إنها لحظة صعبة، لكنها أفضل وقت لتغيير هذا الوضع وإظهار من أنا".وبعد هذه الواقعة، تحولت الأمور بالنسبة للنجم الفرنسي 180 درجة، حيث خاض مبابي 8 مباريات في الليجا، وسجل 9 أهداف، وكان أبرز لاعب في الخط الهجومي للميرنجي.وتوج مبابي بجائزة أفضل لاعب في الليجا خلال شهر يناير/كانون الثاني، ومرشح بقوة للفوز بها خلال الشهر الجاري.وعلى مستوى دوري الأبطال، لعب دورًا مهما في إقصاء مانشستر سيتي، إذ سجل 4 أهداف خلال مواجهتي الذهاب والإياب.

دعم جماعي

خلال الفترة الصعبة التي عاشها مبابي بسبب الانتقادات، كان الدعم حاضرا من الميرنجي.المدرب كارلو أنشيلوتي أظهر الصبر والثقة الشديدة تجاه مبابي، مؤكدًا أهمية منحه الوقت للتأقلم مع الفريق.كما صرح أنشيلوتي بأن فترة التأقلم قد انتهت، مشيرًا إلى أن مبابي أظهر نسخة جيدة من نفسه، مع توقعات بمزيد من التحسن.وأعرب مبابي عن امتنانه للدعم الذي تلقاه من زملائه، مؤكدًا أنهم ساعدوه على التألق منذ انضمامه إلى ريال مدريد، وأن هذا التعاون الجماعي كان له دور كبير في انسجامه وتقديم أفضل ما لديه مؤخرا.حتى في أصعب الفترات، حظي مبابي بدعم الجماهير، حيث لم يتعرض لصيحات استهجان، مما عزز ثقته بنفسه وساهم في تقديم أداء مميز.مبابي أشار أيضا إلى أن الضغط يساعده على الأداء الجيد والتضحية من أجل الفريق، مؤكدًا استمتاعه بالمباريات وحبه للشعور بالضغط، مما يدفعه لتقديم أفضل ما لديه.

نحو كتابة التاريخ

أعلن مبابي عقب إقصاء مانشستر سيتي، نهاية وقت التأقلم مع الفريق الملكي، مؤكدًا أنه جاء لصنع التاريخ والفوز بالألقاب مع المرينجي.وصرح عقب المباراة قائلا: "قلت ذلك سابقًا، لم آتِ إلى هنا لألعب بشكل سيئ. أريد أن أقدم أداءً جيدًا، وأصنع حقبة (خاصة)، وأكتب التاريخ. كان عليّ اللعب بشخصية قوية، وانتهى وقت التأقلم".وحال نجح مبابي في الاستمرار بهذا المستوى المبهر الذي يقدمه في الأسابيع الأخيرة، وساهم في حصد الألقاب محليا وقاريا سيكون موسمه الأول ناجحا، وستكون دفعة كبيرة له لمواصلة الإنجازات خلال المواسم المقبلة.