
![]() |
القيصرية لخليل الفزيع رواية بنكهة قهوتنا العربية |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
عبدالواحد محمّد روائي عربي للروائي السعودي الكبير خليل الفزيع بصمة لا تمحي في تاريخ الأدب السعودي المعاصر والمنبثق من مسقط رأسه الهفوف التي كانت ومازالت الملهمة له في روائعه الروائية ومنها روايته التي صدرت مؤخرا القيصرية التي مزجها بصوت معالمها التي هي رحلة في عقل المبدع الكبير استاذ خليل الفزيع الذي كتب حكاياتها بكل متناقضاتها من رحم الرواية العربية كما جاءت روايات له من قبل النعاثل براحة الخيل مواجع الايام التي هما صوت وطن عبدالواحد محمد روائي عربي والهفوف تعني كيان له خصال اجتماعية وعادات وتقاليد ذات شأن ثقافي عربي وجاءت لاريب سبب التسمية التي تحمل زخم ثقافي وروائي في اسمها إذ يعتقد أن اسم (الهفوف) جاء من الاسم الهفوف الذي كان شائعاً استعماله بين أبناء البادية قديما وجذر الهفوف الفعل هفّ وهو الاسم المحلي للمروحة مهفّة حيث يقال أن الاسم جاء من المزرعة وهو مصدر لمكان يهب عليه نسيم بارد فأطلق عليه هفوف ثم أخذ هذا المكان كسكن دائم وكبر وأصبح له مكانته فكانت الهفوف المعروفة اليوم وقال عنها الشيخ محمد بن عبد الله آل عبد القادر في أحد كتبه أن الهفوف سميت لتهافف الناس إليها ورغبتهم في سكناها فإن المهاجرين إلى الأحساء من جميع الجهات لا يرغبون إلا في سكناها لكونها عاصمة الأحساء ومدينة التجارة والبيع والشراء والأخذ والعطاء ومقر الإمارة وعسكر الدفاع والدوائر الرسمية ورواية الاديب الكبير خليل الفزيع صاغها قلمه الاريب برشاقة كعادته كقاص وروائي كبير متمكن من أدواته الفنية في بوح سردي جميل وسلسل في فصولها العشرة عندما مسك بخيوط الرواية بدأ من اسمها القيصرية الذي هو قمة نجاح العمل الأدبي للروائي وكم التناقض بين شخصية بطل الرواية خليفة التاجر الثري وكنيته ابو فارس والذي لم ينجب رغم كثرة زيجاته وصبيه خليفه في تساؤل خفي جمع بين لغة تاجر واقداره ولغة صبي ينجب كثيرا من زوجة واحدة وهو صاحب الثروة الذي يأمل أن يجد وريث له ومن يحمل اسمه من صلبه فبلور تلك الظروف الاجتماعية بين رب العمل والصبي في بوح روائي ممتع وشيق والهفوف سوق به المحلات التجارية المعروفة ومنهما محل ابو فارس المعروف للاقمشة التي يأتي بها من البحرين وكان الروائي الكبير المبدع خليل الفزيع فطنا في استدعاء تلك الأغنية التي كانت تتردد في زمن الكاسيت قبل الانترنت والذكاء الاصطناعي والفصائيات زمن الكتاب الورقي ياهل الشرق مروا علي القيصرية عضدوا لي تلقون الاجر والثواب . وهكذا في بوح روايته القيصرية بكل ما تحمله من رمزية العلاقات الإنسانية التي تجمع أهل الهفوف بعضهم ببعض في الزواج والعادات والتقاليد ودلة قهوتهم العربية فلا فرق بين هذا وذاك الكل في الهفوف واحد بيت كبير ! لذا حملت روايته القيصرية لغة سلام وهي أصل كل ابداع حقيقي وجاد في فلسفة وطن وكان خليفة تاجر القماش الثري مشهور عنه أنه كثير الزواج والطلاق بحثا عن ابن يحمل اسمه في فلك طويل من اليأس والرجاء في حين صبي متجره خليفه ينجب كل عام من زوجة واحدة كانت رزق له وهو الفقير ! ورغم كل ما بينهما من شدة وجذب ولين كان ابو فارس يقف بجانبه في كل مولود يرزق به من زوجته الثرية بعطاء سماوي ! لكن ابو فارس كان مصدر قلق ورفض قاطع لكل من يطرق بابهم للزواج من بناتهم فهو لا يتصور نفسه مريض ولا يجب أن يذهب إلي طبيب لمعرفة السبب في عدم انجابه رغم الزواج كثيرا من فتيات بكر وذو وجاهة وأنوثة طاغية ربما هذه عادات قديمة لدي الرجال هم فوق المرض كما هم فوق النقد ! وشارع القيصرية كما كان يضج باسطوانات الكاسيت أصبح يضج بقلق يحمله في قلبه وعقله المعروف لهم وسط أهله ومعارفه للتاجر الثري خليفة وكنيته ابو فارس ! وبعد بحث طويل استطاع طبيب الأسنان ناصر إقناع أخته الزهراء التي تنتمي إلي بيت الثوبان العريق بالزواج منه فهي ليست بكر وقد سبق لها الزواج من قبل وعندها بنت وحيدة من زوجها المتوفي وكان من حبكه الرواية المبدعة لخليل الفزيع أن الصبي خليفه هو الذي أشار عليه أن يتزوج من امرأة ليست بكر وانجبت من قبل حتي تنجب له اي لسيده وكان رد التاجر الثري خليفة ولو لم يحدث ذلك سوف أصبح انا المتهم المريض في عيون كل من قمت بطلاقهم ولمز وغمز من هنا وهناك فكر رجل لكن الأقدار لها وجه وكتاب آخر وتزوج الثري خليفة من الزهراء التي حاولت التأقلم مع عادات وسلوك زوجها من سهر وأشياء غير مستحبة في شخصيته التي لم تروق لاي زوجة اقترن بها في السابق ابو فارس لكنها الأقدار التي كتبت فجرا جديدا عندما حملت منه ورزقت بتوأم سميهما بفارس وعوض في لم الشمل التي هي من سمات الهفوف بل شارع القيصرية الذي لا يعرف النوم ولا الكهولة ولا اليأس أنها فلسفة الرواية عند الاستاذ خليل الفزيع الذي هو دوما غصن زيتون وسلام وباحثا مجتهدا مبدعا عن الأصالة في كل أعماله الروائية التي فيها نكهة قهوتنا العربية والهفوف. لتكتب رواية القيصرية صفحات من سريرة النفس المتطلعة إلي بناء جسر ممتد مع الآخر بكل مفردات الحب والسلام والرغبة الدائمة في الحوار الداخلي وصوت المونولوج الذي منحنا رواية القيصرية الرواية العربية جسر سلام ووطن
|
المشـاهدات 19 تاريخ الإضافـة 22/02/2025 رقم المحتوى 59579 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |