النـص :
من أسباب رقي الأمم والشعوب وتحضرها وتقدمها وجود التضامن والتعاون الوثيق بين مجتمعاتها وأفرادها ، وكذلك وجود التفاهم والأحترام وشيوع النصيحة وتقبلها في تلك المجتمعات ، فمهما بلغت منزلة الإنسان من العلم ، ومهما عظمت مكانته في الثقافة والسياسة وحتى الدين يظل مفتقراً إلى النصيحة والإرشاد، حتى من الأشخاص ( العاديين ) إذ ربما كشفوا له عن شئ أو أشياء لم يلتفت إليها، ومن رأى نفسه فوق النقد، وأدعى أنه بلغ الشوط الأخير وأحاط بكل شئ علماً، فذلك هو الغرور الذي يؤدي إلى ظلمات الهاوية ، فهذا سيد العلماء علي بن أبي طالب عليه السلام يقول :[رحم الله من أهدى إليّ عيوبي ]! وقال عليه السلام في مناسبة أخرى :[ فإني لست بنفسي فوق أن أخطيء ].... إن قبول النصيحة وأحترام رأي المقابل ينم عن الشجاعة وهو تجسيد لأروع مقاصد الحرية ، وهو الطريق الى قلوب الناس وعقولهم ، وهو خير وسيلة لإنهاء جميع الخلافات في المجتمع ..كما أن التعاون والتآزر على المحبة والخيريكونان هما الحافزان الرئيسيان في بناء الأمم والشعوب وتحقيق المستقبل الزاهرللأجيال القادمة ..
|