* ⁠

تعد مدينة ( الحي ) في محافظةواسط منجماً غزيراً للفنون والتراث الشعبي الذي يشكل جزءاً عزيزاً من خارطة التراث الشعبي العراقي عموماً ..

وفن الابوذية واحد من فنون الادب الشعبي التي لها رواج وانتشار واسع في الحي حيث انتج ذلك الفن الشعري الباذخ عشرات الشعراء المبدعين في مضماره وكذلك حتى في الغناء الريفي ويكفي منهما طوري غناء ( الحياوي والغافلي) وغيرهما ..

نلتقط لكم اليوم عبر هذه السطور قبسات عابرة من ارث وتراث شاعر حياوي راحل عرف مبدعاً في مجال نظم الابوذية هو الراحل ( هاشم حاشوش الحياوي ) الذي عرفته حلبات الادب الشعبي ومناظرته ومساجلاته  يصول ويجول فيها بكل تمكن واقتدار  ..

هذا الشاعر الراحل وهو من ذوي البشرة ( السمراء ) قادته ظروفه الصحية في وقت مضى للدخول في احدى مستشفيات العاصمة بغداد بهدف التشافي من ذلك العارض الصحي الذي احاط به انذاك..

ومن حسن الصدف ان تكون ممرضته في تلك المستشفى فتاة مسيحية اسمها (رنا) كنت تمنحه من عطفها وعنايتها الانسانية الشئ الكثير وبشكل مميز وملحوظ..وازاء ذلك فقد انبرى الشاعر المريض حاشوش ان يداعب مشاعر تلك الفتاة الممرضة بمجموعة من ابيات الابوذيه التي نظمها لها وهو راقد على سرير الشفاء ، وليس لديه مايعبر فيه عن مشاعر الامتنان لها سوى الشعر .. وهكذا يفعل الشعراء في معظم الاحيان ..

نعم نظم هاشم حاشوش ( 4) ابوذيات عن ( رنا ) تنطق عن صدق مشاعره الجياشة تجاه جميلها وعنايتها خلال رقوده في تلك المستشفى .. فيها من الامتنان لها وفيها من الغزل بها وبجمالها وحسن شمائلها التي لمسها هو بنفسه اذ يقول :

( رنا) بالحور مايحصل شكلها

النده مشروبهه الحيره شكلها ؟

الله اشگد تعب بيها شكلها

وجعلها للخلگ فتنه واذيه..!

****

وحگ مبسم ( رنا) وأمها وبيها

احبهه من زغر سنها وبيها

حسن ( يوسف ) لها كله وبيها

حسن ( مريم ) وعفة ( الاخيليه)

****

( رنا) من گوم عيسى منبينه

الچ شكلٍ اوي ( مريم) منبينه

وعلي شك ابهواكم منبينه

( ريما ) انتي وانه ( افريقي ) الهويه..!

****

( رنا) فيروز خدچ تبر لاماس

وبهاگه وي بهاگ البدر لاماس

ورمش  عينچ نبل يوسيف لا ماس

نار ابلا لهيب ودوت بيه .!

ترى هل هناك ابلغ من هذا الكلام الرقيق والمعبر الذي تركه لنا شاعرنا الراحل هاشم حاشوش رحمه الله …

( عادل …)