الشاعر جبار الكواز أحد أبرز شعراء قصيدة النثر في العراق، حيث يُعدّ من الأصوات المميزة التي أثرت المشهد الثقافي العراقي والعربي بإبداعاتها.

   كتب الشعر العمودي والتفعيلة ثم أنصرف لكتابة قصيدة النثر التي هي شكل شعري حداثي نشأ في بدايات القرن العشرين، متحررة من قيود الوزن والقافية التي ميزت القصيدة العربية التقليدية. ومع ذلك، فإنها تحتفظ بجمالية اللغة وبُعدها الفني. تتميز قصيدة النثر بعناصر عدة، من أبرزها الإيجاز، التكثيف، والمفارقة، بالإضافة إلى قوة الصورة الشعرية. وقد استطاع أن يتقن هذا النوع من الشعر ويضيف إليه بصمته الخاصة، من خلال توظيف رؤى فلسفية وتأملات عميقة ترتبط بالإنسان والوجود.

   لقد برز كشاعر يمتلك رؤية شعرية متفردة، مستندًا إلى خلفية ثقافية غنية ومعرفة عميقة بالأدب العالمي والعربي. أعماله تتسم بالعمق والتنوع، حيث يعكس من خلالها قضايا وجودية واجتماعية وإنسانية. ويستند في قصائده إلى لغة رشيقة تُعبّر عن تعقيدات المشاعر البشرية بطريقة مباشرة وأحيانًا رمزية.

   نشأ في بيئة غنية بالثقافة والفن، حيث كانت مدينة الحلة مهدًا للشعراء والمثقفين. تأثرت كتاباته بمآسي العراق السياسية والاجتماعية، فانعكست هذه التحديات في شعره من خلال التركيز على معاناة الإنسان العراقي ورغبته في التمسك بالأمل رغم الألم. هذا التفاعل بين المحلي والعالمي في شعره منح أعماله طابعًا إنسانيًا عميقًا، يجذب القراء من مختلف الخلفيات.

وانماز أسلوبه بالشاعرية المكثفة واستخدام الصور المبتكرة التي تترك أثرًا عميقًا في القارئ. لغته تتراوح بين البساطة والرمزية، ما يجعل قصائده تصل إلى جمهور واسع دون فقدان عمقها الفني. ويُعبر عن أفكاره ومشاعره بلغة تحمل دفقات عاطفية قوية، ما يجعل القارئ يتفاعل مع نصوصه بشكل حميمي.

   وأثرت تجربة الكواز بشكل كبير على جيل جديد من الشعراء الذين وجدوا في قصيدة النثر أفقًا جديدًا للتعبير عن أنفسهم. بفضل جرأته في تناول الموضوعات واستخدامه لغة شعرية مبتكرة، أصبح مصدر إلهام للكثيرين الذين يسعون إلى خوض تجربة الكتابة خارج القيود التقليدية.

وقد كتبت عنه مجموعة من الدراسات والمقالات لكتاب عراقيين وعرب، ودرس شعره اكاديميا برسائل وأطاريح، ويُعد الكواز من أبرز شعراء قصيدة النثر في العراق، وقد ترك بصمة واضحة في المشهد الأدبي العربي. من خلال لغته العذبة وأفكاره العميقة، استطاع أن يقدم صورة عن الإنسان العراقي بكل تعقيداته وأحلامه. قصيدة النثر في يده أصبحت أداة للتعبير عن قضايا وجودية واجتماعية، مما جعله واحدًا من أعمدة هذا النوع الأدبي.

وُلِد جبار عبد الحسين رضا فيروز الكواز في مدينة الحلة – محلة المهدية سنة 1948م في أسرة علمية لها مقامها الأدبي في العراق، وفيها أكمل دراسته الأولية وبعد اجتيازه المرحلة الاعدادية التحق بكلية الآداب – جامعة بغداد، وتخرج فيها ثم عمل مدرساً للغة العربية في المدارس العراقية ومشرفاً اختصاصياً وبعد احالته على التقاعد أنتدب للتدريس في الجزائر وليبيا.

  كتب الشعر وهو في مرحلة الدراسة الجامعية، ونشرت قصائده في أغلب الصحف والمجلات العراقية والعربية، وكان من الهيئة المؤسسة لاتحاد الأدباء والكتاب فرع بابل وأنتخب عضوا في هيئته الإدارية ثم أنتخب رئيساً له لسبع دورات انتخابية.

- عضو المجلس المركزي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق لخمس دورات انتخابية.

 -عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق دورة: 2016-2019 ودورة: 2019-2022، وحالياً عضو المجلس المركزي للاتحاد.

 -مثل العراق شاعرأ في الكويت واليمن والأردن وسوريا ومصر وليبيا والجزائر ولبنان وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، وشارك في كافة المهرجانات التي أقيمت في مختلف المحافظات العراقية، وتولى رئاسة أو عضوية الهيئات التحضيرية لبعض المهرجانات.

 -ترجمت نصوصه إلى الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والصينية والتركية والفارسية والعبرية.

-صدر له : (19)  ومجموعة شعرية وكتابين ، وهو بسبيل اصدار أعماله الكاملة بثلاثة أجزاء.