
![]() |
عودة الجامعات الغربية لتدريس الفكر الاسلامي والقرأن |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
على اثر انتهاء عهد الاستشراق بعد ان استمر حوالي قرنين من الزمن ابتدأ نوع اخر من الدراسات الاسلامية تولته الجامعات ومراكز البحث العلمي في الغرب حيث ضمنت مناهجها الاكاديمية دراسات حول الدين الاسلامي والقرأن الكريم ويكمن وراء ذلك عديد الاسباب والدوافع التي جعلت هذه الجهات توجه انظارها الى مثل هذه الدراسات بعد إن وجدواهناك ارتباطا كبيرا بين المجتمعات الاسلامية ودينها يتجاوز اكثرالمصادر والالتزامات الاخرى وإن احكام القرأن لها تأثير شامل على الاتجاهات الثقافية والممارسات الحياتية والفلسفات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمستقبلية، وان جل ما يحصل من نتائج وانعكاسات في حياة المجتمعات الاسلامية وعلاقاتها مع المجتمعات الاخرى مرتبط بالدين والقرأن كنص وتشريع ودستور وتأثير راسخ الجذور ، ورغم ان بعض الاهداف والدوافع البحثية تصنف ضمن ما يتفق والاراء النمطية المسبقة عن الاسلام ومحاولة تأكيدها عبر دراسات اكاديمية ومن جامعات غربية عريقة بغية جعلها حقائق مدعمه اكاديميا واستغلالها لخدمة اغراض استعمارية وحملات عدائية للاسلام ، لكن بالمقابل هناك الكثير من الجامعات الرصينة التي اعتمدت ناصية العلم الحقيقي والبحث المنهجي والتطبيقي في الدراسات الدينية التي تتعلق بواقع الاسلام والمسلمين انطلاقا من مفاهيم علمية وابعاد حضارية وقد شهدت العقود الماضية تطورا في الجامعات والمعاهد التي استحدثت اقساما للدراسات الجامعية الاساسية والعليا وشهدت توسعا كبيرا وانتاجا جما من البحوث والدوريات والاصدرات الاكاديمية المتخصصة ( كما في الجامعات الالمانية توبنغن ، مونستر ، اوسنابروك ، وجامعة غوته في فرانكفورت ، وكذلك الحال في دول اخرى منها النمسا ،الدنمارك ،السويد تحديدا بجامعتي لوند وابسالا وكذلك في النرويج ، بلجيكا ، اسبانيا وامريكا وغيرها من الجامعات العالمية التي اهتمت بالدراسات الاسلامية والقرأن الكريم من وجهة نظرعلمية ساهمت في ازالة الكثير من المفاهيم الغامضة والمضللة ووضحت المبادىءالاساسية والرؤى الفكرية والانسانية التي دعت الى الحوار الحضاري والتعارف والتقارب والتعاون والتعايش السلمي المشترك بين الامم والاديان وتطبيق العدل واحترام حرية الاعتقاد بين الاديان والمعاملة بالرحمة واللين والتسامح والبر والاحسان وهي الرسالة الكونية للاسلام وهذا ما دعا هذه الصروح الجامعية تعود لتدريس الفكر الاسلامي وتتوسع في دراساته وبمختلف توجهاتها السيسيوانثربولوجية والفيلولوجية والدراسات القرأنية الجديدة وكذلك دراسات ارتبطت بظهور الاسلام السياسي التي توسعت عقب ازدياد اعداد المهاجرين المسلمين الى اوربا وامريكا وعمقتها احداث الحادي عشر من سبتمبر وما افرزته من تطورات واعمال عنف ادت الى ظهور مفاهيم كالاسلام فوبيا والارهاب الاسلامي ، الاسلام وتهديد الحضارة الغربية ،الجماعات المتطرفة والفصائل المسلحة غيرها ، ولكن ما يهمنا هنا هو ابعاد التوجهات الاكاديمية والحضارية لتضمين الدراسات الاسلامية التي تركز على الفهم الاكاديمي والنقدي بعيدا عن التفسيرات النمطية والعدائية للاسلام ومن بينها تعزيز الحوار الثقافي عبر الدين ودراسة التأثيرات الاجتماعية والسياسية التي رافقت نشوء الاسلام من خلال الايات القرأنية وتفاسيرها وترجماتها كذلك التنوع الديني وابعاده في تعزيز التعددية وحوار الاديان ونشر القيم الانسانية والتعايش المشترك الى جانب الاهداف اللغوية والادبية بأعتبار القرأن نص مرجعي لفهم تطور اللغة العربية وتاريخ الاسلام وعلاقاته بالشعوب والاديان الاخرى.
|
المشـاهدات 61 تاريخ الإضافـة 28/02/2025 رقم المحتوى 59915 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |