النـص : المرأة في الإسلام تتربع على عرش بيتها، فهي حرة في مالها وحرة في عملها، ما دام أن الرجل يراعي أنوثتها وحيائها وعفتها ولا يتعارض مع أمومتها. فالمرأة منذ نشأة الإسلام ونفياً لكل ما يُزعم عن تخلّفها وعبوديتها، كانت أماً وسيدة أعمال ومحاربة وطبيبة تتمتع بحقوق وترقى إلى منزلة مميزة تجعلها ملكة، ولكن اليوم ومع اجتياح موجات العولمة والعلمانية والتحرر لبلاد المسلمين وغياب القيادة الحكيمة والإعلام الهادف، أصبحت المرأة المسلمة الهدف السهل الاختراق والخليّة القابلة لبث سم الأفكار والصور الفارغة والمغلوطة.لقد مللنا من الكتابات العلمانية الخبيثة ومن الإعلام المضلل المأجور في بلاد المسلمين الذي ينادي بتحرير المرأة وإعطائها ما يسمى حقوقها، ويتهم مجتمعات المسلمين بالتقصير في حق المرأة. إن المطالبة بحقوق المرأة على الطريقة الغربية مؤامرة مكشوفة هدفها إفساد المرأة المسلمة وجعلها تقترب من نموذج المرأة الغربي المنحط. أما من يسير في هذه المؤامرة فهو يحاول تضليلاً أن يُظهر نفسه أنه يريد النهضة والحرية للمرأة –حسب زعمه– من رجعية ديننا وعقد تقاليدنا وتسلط آبائنا وأزواجنا ودكتاتورية مجتمعاتنا. وهؤلاء انتفضوا دجَلاً للاهتمام بشؤون المرأة مدعين خوفهم على حالتها النفسية والصحية، وأنهم يخشون عليها الكبت الديني والعرفي، وأنهم يريدون لها أن تثق بنفسها وتمتع بشبابها وجمالها والتعبير الحر عن رأيها وإبداء مفاتنها لإبعادها عن طهرها وعفتها تحت شعاري الحرية والمساواة الخبيثين.إن الحرية في الغرب معناها إباحية المجتمع وتحرره وتحلله من كل القيم التي ترفع من شأن الإنسان. أما الحرية والحقوق التي يُنادَى لها للمرأة المسلمة هي أن تصبح كشأن المرأة في الغرب متفلّتة من أية ضوابط أخلاقية وسلعة يستغلها المجتمع أبشع استغلال. وإن أبرز ما يسميه الغرب حرية المرأة هو انقيادها وراء ادعاءات جوفاء وشعارات ساذجة أزالت ما تبقى لديها من الحياء ونزعته منها، محاولة في كل ذلك إعطاءها "حقوقها"، وهذه الشعارات التي سعت جاهدة إلى تشويه صورة المرأة ودورها الحقيقي في الحياة.لذا لكل امرأة تريد أن تتحرر وتعلي من شأنها وتثبت نفسها أقول: ثوري ولكن ثوري بعقل وذكاء وليس بهوس وانخداع، ثوري على أغلال المفاهيم المغلوطة عنكِ والأدوار المستحدثة التي أُنيطت بكِ وسلختك من دورك الأساسي. تحرري من سراديب الموضة ومزاعم التحرر واعلمي أن حريتك تنتهي عندما تصبحين أسيرة صور ومفاهيم وموضة تُرسم لكِ وتُحاك وتُعلّب وما أنتِ إلا أنسب من يلبسها ويتلقّفها. كوني حرة في انتقاء موضة ما يحاكي واقع الكيان الذي ذكرته في أول المقال كيان العقل والروح والجسد. كيان قائم على العفّة والحياء والحكمة والفكر والحرية التامة في إطار العبودية لله.
|