الإثنين 2025/3/10 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
ضباب
بغداد 15.95 مئويـة
نيوز بار
الفيلم ينقد الأبوية القديمة دون اللجوء إلى الإثارة الميلودرامية أو البؤس إن شاء الله ولد فيلم يدين ما يرتكبه المجتمع ضد الأرامل
الفيلم ينقد الأبوية القديمة دون اللجوء إلى الإثارة الميلودرامية أو البؤس إن شاء الله ولد فيلم يدين ما يرتكبه المجتمع ضد الأرامل
فن
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

تواجه النساء في بعض المجتمعات العربية أمورا قد لا تصدق أحيانا، ومن هذه المسائل القمع والهيمنة الذكورية اللذين يصلان إلى درجة كبيرة من القسوة، ومن ذلك مثلا ما تواجهه المرأة التي لا تنجب ذكرا، خاصة في قضية الميراث. المخرج الأردني أمجد رشيد أثار بذكاء هذه القضية في فيلمه "إن شاء الله ولد".كما هو الحال في الحياة الواقعية، أصبحت حقوق المرأة في العالم العربي موضوعا ساخنا في السينما والتلفزيون. وأحد أحدث الأمثلة على هذا الاتجاه ما طرحة فيلم “إن شاء الله ولد”‏، الحائز على جوائز في مهرجان كان السينمائي. الفيلم من إخراج أمجد الرشيد وشارك في كتابته المخرج أمجد رشيد ودلفين أغوت ورولا ناصر.

 

الأبوية الصادمة

 

مع افتتاح الفيلم، نتبع بطلتنا نوال (الممثلة الفلسطينية منى حوا) في محاولة لاستعادة حمالة صدرها العالقة في سلك أسفل شرفتها. تتسبب زلة في سقوطها في الشارع أمام أحد المارة، مما يحرج نوال ويجعلها تختبئ داخل غرفتها في خجل. ومع ذلك، يتحدى الفيلم هذا الخجل في مشهده التالي، حيث تحاول نوال بدء الجماع مع زوجها عدنان، الذي يشكوا من تعب وليس له الرغبة في أن يبادلها تلك العاطفة.‏في صباح اليوم التالي، بينما تحاول ابنة نوال نورا (سيلينا ربابعة) إيقاظ والدها تجده لا يستجيب. تستيقظ نوال التي تبلغ من العمر 30 عاما لتجد زوجها ميتا بجانبها. في خضم الحداد واليأس لإعالة ابنتها نورا (سيلينا ربابعة)، تواجه معضلة أخرى، لعدم وجود أولاد، يحق لصهرها رفقي (هيثم عمري) الحصول على نصف منزلها وشاحنتها. بطبيعة الحال ترفض نوال تلك الحقيقة الصادمة. لأنه إذا ما قبلت رغبة شقيق زوجها في البيع سوف تجد نفسها في الشارع.ننتقل من جنازة عدنان ونوال الحزينة ملفوفة بالملابس ذات اللون الأسود، إلى مسألة أكثر تعقيدا، كأن هذه المأساة لم تكن كافية لنوال، فهي تعلم أن زوجها لم يوقع على الوثائق التي تخص ملكية الشقة على الرغم من أنها دفعت معظم الرهن العقاري من العمل كممرضة لعائلة مسيحية ثرية، مما يعني أن أقارب زوجها ستكون لهم حصة في العقار وفي الشاحنة. يقترح رفقي شقيق الزوج المتوفى بيع الشاحنة الصغيرة لتسديد دينه. لكن نوال ترفض التخلي عن السيارة بسبب الذكريات المرتبطة بها. ما يتسبب في انطلاق شرارة الخلافات بين الاثنين والتي سرعان ما تتحول إلى معركة قضائية، حيث يطالب رفقي بالمال المستحق له وحقه في ورث شقيقه.تدرك نوال أن الطريقة الوحيدة التي يمكنها من خلالها إطالة إجراءات المحكمة والحصول على المال هي التظاهر بأنها حامل، لكن هذه الكذبة تأتي على حساب نوال ومن حولها. في هذه الأثناء، تقع لورين (يمنى مروان)، ابنة العائلة المسيحية التي تعمل عندها نوال، مع زوجها في أزمة شخصية بسبب خيانته لها. تتنقل نوال بين سجنين مجازيين: العمل كممرضة لامرأة مشلولة ومنزلها في عمان من أجل رعاية ابنتها. وفاة زوجها تكتشف سلسلة من الأسرار عنه، يظهر أنه عاطل عن العمل خلال الأشهر الأربعة الماضية، ومدين لشقيقه رفقي بالمال، بينما كان على علاقة غرامية سرية.الشقة التي تعيش فيها هي وابنتها نورا متواضعة، مع تصميمات داخلية قديمة، مضاءة بالوهج الأصفر لمصابيح الأرضية. تدفع لامرأة مسنة في شقة مجاورة لرعاية نورا حتى تعود من العمل كل يوم. ‏تأخذ نوال وسائل النقل العام من الحي الشعبي إلى عمان الغربية الأكثر ثراء، حيث تعمل راعية لسيدة عاجزة من عائلة غنية. في العمل هي مجتهدة وتبقي رأسها لأسفل. على الرغم من أنها لا تعرف كيف تقود السيارة، ترفض نوال بيع الشاحنة الصغيرة. إذا أجبرت على بيع الشقة، فقد تفقد أيضا حضانة نورا إلى رفقي. بعد جرها إلى المحاكم وتفضيلها بيع أثاثها الخاص على السماح له بالسيطرة على حياتها.تبنى المخرج قالبا أكثر واقعية لاستكشاف هذه القضية. في هذا العمل الواقعي تواجه الأرملة نوال القوانين القديمة لمجتمعها الأردني، وهي تكافح من أجل ميراثها الشرعي في ظل تشريع السيادة فيه للرجل. يوضح الفيلم بأنه طالما أن الزوجة لم تنجب ولداً فإن الميراث من حق عائلة الأب وإذا لم يكن هناك وريث ذكر لرجل توفي دون توقيع وصية، ممتلكات المتوفى لا تذهب فقط إلى الزوجة والابنة ولكن يشاركها أشقاء الزوج المتوفى. عندما تشتكي نوال وتتفاعل مع التهديد بفقدان منزلها، يأخذها كل من حولها (شقيقها) على أنها تبالغ في مطلبها ومندفعة، بينما يخبرها ألا تقلق، وأنه إذا تركت دون منزل، يمكن لرفقي أخ زوجها أن يتولى حضانة نورا بينما تبحث عن زوج آخر.تنقل الممثلة القديرة منى حوا يأس نوال وصراعاتها الأخلاقية بشكل مثالي. السيناريو الذي لا تشوبه شائبة من تأليف دلفين أغوت ورولا ناصر وأمجد الرشيد نفسه ينسج بدقة التعقيدات المختلفة في حياة نوال. وهكذا، فإن نوال الأرملة حديثا ليس لديها وقت للحداد وبدلا من ذلك، تتورط في معركة قانونية مع شقيق زوجها رفقي، في محاولة يائسة للحفاظ على المنزل الذي يأويها هي وابنتها. تحاول الكذب بِشأن حملها كي تؤخر إجراءات المحكمة لمدة تسعة أشهر بناء على وعد محتمل بوريث ذكر.أحد الموضوعات القوية للفيلم هو الصراع الناشئ عن قوانين الميراث، والتي تسمح لأشقاء الزوج المتوفى بالمطالبة بنصف أصوله، حتى لو كانت الأرملة نفسها قد دفعت ثمنها. من خلال هذه العدسة، يسلط الفيلم الضوء على التطبيق القديم للشريعة الإسلامية والقمع الهيكلي المستمر للمرأة في الأردن.الفيلم ذكي للغاية في إظهار كيف يؤثر النظام الأبوي على النساء المختلفات، بغض النظر عن مستواهن الاجتماعي والاقتصادي، وذلك بفضل الحبكة الفرعية عن الشابة لورين، وهي تنتمي إلى عائلة ثرية ومتزوجة من رجل غير مخلص لها ويعاملها بشكل سيء. كلاهما يجد في الآخر الدعم الوحيد في مجتمع يتوقع من النساء الخضوع لانتهاكات الرجال، ويحكم عليهن إذا كافحن من أجل المساواة. الحبكة الفرعية لابنة صاحب عمل نوال المتمردة تسلط الضوء على الاختلافات بين الأجيال. تؤمن لورين بالإرادة الحرة للمرأة وتعارض ديناميكيات السلطة الذكورية القائمة على النوع الاجتماعي في الأردن. في حين نوال لا تزال تحترم قيمها الدينية ومعاييرها الثقافية. إنه بيان واضح بأنه ليس الدين أو الثقافة اللذين يحرضان على التمييز، ولكن تفسيرهما المظلل والخاطئ من قبل الناس هو الذي يسبب الأذى. تدخل الممثلة الفلسطينية منى حوا في جلد شخصيتها لتقديم أداء شجاع ومؤثر في هذه الدراما التي تتمحور حول التمكين الذاتي للمرأة في مجتمع غير مستعد بعد لمنحها حقوقها.

 

صداقة امرأتين

 

تحمل السينما في الأردن أهمية ثقافية وفنية ومجتمعية كبيرة. وقد لعبت دورا أساسيا في عكس واستكشاف جوانب مختلفة من التقاليد والتراث والقضايا الاجتماعية الأردنية. وكانت بمثابة منصة لرواية القصص وتعزيز الحوار وتسليط الضوء على مواضيع مهمة. غالبا ما تتناول الأفلام الأردنية مواضيع مثل الهوية والعادات الثقافية والتغيير الاجتماعي والتحديات التي يواجهها مختلف الأفراد والمجتمعات.في السنوات الأخيرة، اكتسبت السينما الأردنية اعترافا وتقديرا في مهرجانات سينمائية دولية مرموقة. وقد حظيت أفلام مثل ‏‏”ذيب” (2014) للمخرج ناجي أبو نوار، بترشيحات وجوائز في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية. فيلم “إن شاء الله ولد” الذي صُوّر في عمّان بدعم من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، يعالج القضايا الاجتماعية الموجودة داخل البلاد، ويدين أيضا المجتمع الأبوي الذي لا تزال العديد من البلدان تتمسك به.نشاهد قصة نوال الأرملة التي تواجه قضية الميراث، في نفس الوقت قصة لورين المرأة المسيحية التي تعاني من تعنيف زوجها ورفض أسرتها الانفصال والقوانين الدينية التي تمنع هذا الطلاق، فكلاهما تعاني القيود المجتمعية والتمييز الذكوري، ومن هنا تنطلق الحكايات التي تجمعهما حيث تحاول لورين الإجهاض لرفضها الإنجاب من زوج لا تحتمل الحياة معه. بينما بسبب قوانين الأحوال الشخصية البالية في الأردن، تجد نوال نفسها تحت رحمة شقيق زوجها رفقي الذي يتبين سريعاً بأنه يطمع في ممتلكات أخيه. السيناريو يتناول العديد من المواضيع الشائكة المألوفة، من خلال معالجة قوانين الميراث وحقوق الإجهاض والوضع غير المستقر للأرامل في المجتمع الأردني دون اللجوء إلى الإثارة الميلودرامية أو البؤس، ينسج رشيد نقدا مقنعا للممارسات الأبوية القديمة.‏ يطرح الفيلم حوارا ضد الموروثات الدينية، ويستكشف أيضا كيف يستمر المجتمع الذي يهيمن عليه الذكور في السيطرة على الرغم من أنه يبدو حميدا وإنسانيا على السطح.في مشادة في قاعة المحكمة بين الأرملة نوال وشقيق زوجها رفقي، تصور منى ببراعة غضب نوال من الظلم الذي لحق بها من قبل أقاربها والدولة. وبنفس القدر من القوة تأتي يمنى مروان في دور لورين، التي تعد علاقتها بنوال واحدة من أبرز أحداث الفيلم. ‏تفعل نوال الشيء الوحيد الذي يمكنها التفكير فيه للحفاظ على أمر القاضي، تدعي أنها حامل.في مقابلة معه أكد مخرج العمل أمجد الرشيد أنه حرص على إنجاز هذا الفيلم بسبب موضوعه المنتشر على نطاق واسع في المجتمع الأردني، إذ كان يسمع من أي شخص يطرح عليه فكرة العمل بأن “هذا الأمر حصل مع أختي أو جارتي.وبينما تقاوم نوال مطالب رفقي، مؤكدة أن مهرها هو الذي دفع ثمن الشقة، فإنها تجد نفسها في مستنقع قانوني يزداد سوءا بسبب إهمال زوجها في التوقيع على الأوراق التي كانت ستجعل نوال وريثة الشقة التي دفع لها مهرها وجزءا من راتبها. يقدم حسن (‏‏إسلام‏‏ العوضي) زميل نوال في العمل كتفا رحيما تسند عليه، ويعرض عليها المساعدة المالية أو إعطاءها دروسا في قيادة السيارة.في نهاية المطاف، تدرك نوال أن الطريق الوحيد للاستقلال الحقيقي لها ولابنتها هو الاعتماد على الذات. ‏حتى تفاعلاتها مع النساء الأخريات طوال الفيلم محفوفة بالتناقضات. صاحبة عملها ‏‏سعاد (سلوى نكارا‏‏) عالقة في المظاهر، فقط في ابنة سعاد لورين (‏‏يمنى مروان‏‏) تجد نوال الصداقة، على الرغم ما يبدو من اختلاف قيم بين المرأتين في بداية الفيلم. وفاة عدنان تلقي بنوال في حالة من الفوضى تخشى أنها لا تستطيع الإبحار فيها، لكنها تدبر أمرها بطرق حازمة في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى يائسة. لمنع شقيق زوجها من الاستيلاء على المنزل الذي تعيش فيه هي وابنتها نورا.نوال، على الرغم من خجلها في البداية والإلقاء بها في دوامة من الصدمة والحزن بسبب وفاة زوجها عدنان المبكرة، لكنها ليست من النوع الذي يمكنه الاستسلام بسهولة، تبدأ في مواجهة شخصيات مثل صهرها أو صاحبة العمل وحتى أخيها الذي يتخلى عنها مما جعلها تقول له في النهاية: “أنا لست أختك.” تحارب من أجل حقها في شقتها الصغيرة المليئة بالفئران في عمان، وحضانة ابنتها نورا والشاحنة الصغيرة التي لا تستطيع قيادتها، ولكنها تتوسل إلى ابنة صاحب عملها الثري المتحررة نسبيا والصريحة لورين الحامل التعيسة بسبب خدع وخيانة زوجها، تطلب منها نوال أن تقوم بإجراء اختبار الحمل باسمها. في المقابل، توافق نوال على مساعدة لورين على الإجهاض على الرغم من وازعها الديني مما يؤدي إلى عواقب متصاعدة.نوال ليست من الأشخاص الذين يأخذون الأشياء مستلقية على الأرض. وعندما سئلت عن المثال الذي تأمل أن تضربه لابنتها الصغيرة نورا أجابت نوال: “على الأقل لن تكون جبانة.” ‏الفيلم ‏‏هو الظهور الأول لأمجد الرشيد، الذي أصبح في وقت سابق من هذا العام أول مخرج أردني يأخذ فيلمه إلى مهرجان كان، حيث عرض لأول مرة في أسبوع النقاد وحصل على جائزته. ومنذ ذلك الحين، يقول المخرج الرشيد، إن “القصة مستوحاة من قريبة له كانت في وضع مشابه جدا، وبينما سمح لهذه المرأة في النهاية بالبقاء في منزلها، إلا أنها جعلته يتساءل عما كان سيحدث لو رفض أهل زوجها. ماذا لو قالت لا لكل هذه القوانين والتقاليد؟ هل من الممكن للمرأة أن تقول لا في هذا المجتمع؟ آمل أن يفتح هذا الفيلم محادثة، في الواقع كانت هذه نيتي الرئيسية، لدفع الناس إلى إعادة تقييم ما تم تطبيعه. أن نسأل عما إذا كانت هذه القوانين والتقاليد لا تزال مناسبة لمجتمعاتنا الحديثة، أو إذا كانت تشكل عقبة أمام تطورنا.”

 

نصف المجتمع

 

ينسج المخرج نهاية سعيدة فجأة من العدم وتصبح نوال قوية وواثقة من حالها في التمكين لدرجة أنها تصفع أحد المتحرشين في الشارع. ‏‏يتحرك فيلم “إن شاء الله ولد” مثل فيلم إثارة أنيق ومهم، لكنه مليء بالألغاز التي لم تحل وعلامات الاستفهام في الحياة الحقيقية: “الهاتف المقفل الذي لا تستطيع نوال تخمين كلمة المرور الخاصة به. الواقي الذكري الذي تجده في سترة عدنان. تسريح عدنان من العمل الذي لم تكن تعلم به من قبل. كل ذلك يعود إلى نفس الشيء، المجتمع الذي يهيمن عليه الذكور والذي يسيطر على كل شيء، النساء والأقليات وكل شخص مختلف قليلا. إذا كانت النساء، وفقا لهذا القول المأثور، يشكلن نصف المجتمع، فكيف يفترض بنا أن نعمل أو نتطور إذا كان هذا النصف يعاني من عدم المساواة والقمع؟” كما يوضح مخرج الفيلم. يكمن الخصم الحقيقي في سوء تفسير القوانين الدينية وتطبيقها الذي عفا عليها الزمن، مما يديم عدم المساواة بين الجنسين ويحرم المرأة من حقوقها المشروعة. في بعض النواحي، قد يكون هذا سوء تفسير متعمد من قبل أولئك الذين يستفيدون من هذا التطبيق للعمل لصالحهم. “‏إن ‏‏شاء الله ولد”‏‏ يقدم الحياة في العاصمة الأردنية عمان على أنها مرآة عاكسة للتناقضات المتأصلة في شخصية نوال، حيث يكون شد الحبل بين المعتقدات القديمة والأعراف الحديثة حاضرا دائما في الحياة اليومية – خاصة إذا كنت امرأة. من المفترض أن تعود نوال إلى المنزل قبل حلول الظلام بسبب ظروف فترة الحداد، لكن عملها يتطلب ساعات طويلة لا تستجيب لمثل هذه المتطلبات. عندما تحصل على توصيلة من زميل لها إلى المنزل في الوقت المناسب، يشكك رفقي في سلوكها كأم ويسحب البنت منها. في بعض الحالات، تشعر أن نوال تريد تحدي معايير النظام القمعي في الأردن، لكنها أيضا امرأة مقيدة بعقيدتها وقواعد مجتمعها. يتعمق الفيلم في العديد من الموضوعات المثيرة للتفكير، ويتطرق إلى الأعراف والصراعات المجتمعية العميقة الجذور التي تواجهها المرأة.من خلال رحلة نوال، يدفع الفيلم المشاهدين إلى التساؤل وإعادة تقييم التحيزات والتوقعات السائدة المحيطة بالميراث. يرسم الرشيد صورة حية للتحديات التي تواجهها نوال، ويجمع القيم التقليدية مع رغبات وأحلام امرأة مصممة على تأمين مستقبل عائلتها. الفيلم يتحدى الأعراف المجتمعية ويقدم استكشافا لنضالات النساء من أجل المساواة والعدالة.ترك المخرج أمجد الرشيد نهاية مفتوحة مبررا ذلك قائلا “لأن في الحقيقة ليست المشكلة أن يكون عندها ولد أو بنت، المشكلة كيف نفكر فيهما، في النهاية الولد والبنت رزق من عند ربنا، وكلنا مؤمنون بهذا الحكي، وليس هناك رزق أحلى من رزق، النهاية سؤال يحمل سخرية من المجتمعات التي تفضل الولد على البنت.” وتابع متحدثا عن الفيلم “في الواقع قضية العمل حقوقية قبل أن تكون قضية امرأة، المجتمعات العربية تقول المرأة نصف المجتمع، فكيف تتطور هذه المجتمعات إذا كان نصفه لا ينال حقوقه.”

 

علي المسعود

المشـاهدات 10   تاريخ الإضافـة 10/03/2025   رقم المحتوى 60289
أضف تقييـم