الجمعة 2025/5/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 31.95 مئويـة
نيوز بار
رؤيا بغير العين
رؤيا بغير العين
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

                       

 

حسن احمد سمارة

رؤيا بغير العين

تتجلى ما وراء خريطة الجسد

وعمــق الخيال سراً

على مضض رفقاً

لا تجزي بأنيابك العاجيه

شفتيك الغضه القرمزيه

حتى تتلي قصيدتي

على مسامع البحر ... والسماء

على مسامع الكناري .... والنساء

قبل ان يلقي الليل معطفه

البنفسجي على اكتاف الفجر

ويغادر النعاس اجفان الطير

والكاد حين يعتلون المعاول

للكفاح مع الصباح يتأملون

قليلاً من ارغفة الشعير

للأحشاء الخاويه كحواصل الطير

الرابطة على بطنها رحى الصوان

وبين اصبعيها خيط دخان

*************

وتلك الشفاه اليابسه

ترجو البلل من سحابةً عابره

لينبت فوقها العشب والارجوان

وحبيبتي تغسل وجهها

صباحاً بماء الورد

لتزهو القبلات فرحاً ... والوان

وللنبيذ المعتق اصدقاء

للمساء .... وللغناء

قليلاً من المارتيني ... قليلً من الشمبانيا

لتلك الكؤوس الفارغة

خلف ابواب الابنوس

فوق منضدة البلوط

وفوق تنهدات صدور الرخام

ليعلو الصمت فوق الكلام

وليعلو الغناء فوق الغمام

********

رؤيا بغير العين

والقادم لي من العمر الاتي

والماضي ادبر بما حمل

من الأفراح والمآسي

والأيام في جعبتها

ماتخفيه عن التكهن والاماني

***********

يطير الحمام اسفل الغمام

يرفو بأجنحته البيض

فوق اسطح المتعبين

السماء ليس لها سوى ثوبان

للصباح .. وللمساء ولها مصباحان

واغنيتين شدو العندليب

في حقل الاوركيد

شجن النايات لليل والطرقات

وزفير النوافذ من لوعة الآهات

***************

فنجان قهوة برفقة جريدة

عند الصباح

والقهوة المرة للمساء

الشفاه الباردة ترشف

دف الشفتين

امرأة خرجت من عباءة الماضي

تخضب شعرها الأشيب بالحناء

ووجها في المرأة يسافر بعيداً

والشفتين السمُر ترنم بهدوء

المواويل المنسية في شجن

وتمسح من وجنتيها ماتذرفه العين

************

تنام مهجتي فوق راحتي

وتتخلل اصابعي الخمس عتمة الكستناء

وتذوب عتمه الليل الدافئة

في حدائق حبيبتي

لاليل خلف الليل

هناك..فجر خلف الستائر البيض

ولا نهار خلف النهار

هناك.. غروب في الانتظار

*******

رؤيا بغير العين تسمع ما يدور بصمت

خلف الحانات الحمراء

المساء هناك يجلس

للشمبانيا ... وللغناء

في الهزيع الأول

من الليل والهزيع الأخير

عندما تحتدم الكلمات

في المقاهي البالية

وخلف الجدران المحدبة

قليلاً من الشتائم لايضر

بين الخلان والأحبة

لحظة غضب عابرة

والافراط فيها مرٌ ... مرٌ

ترتعد الوجوه المصفرة

وهناك من يتجرع الصبر

كثرة المزاح ... والتنمر

تثير الضغائن مع الوقت

ويغيب الوعي عن العقل

كثرة المزاح تثير الضغائن

قليلاً من الشتائم لاتضر

والإفراط فيها مرٌ ... مرٌ

فلا تقلب بين اصابعك

اوراق العمر المنصرمة

**********

لا بصر للأعشى بغياب الضوء

الزاوية الميتة تخدع العين المجردة

وتغيب الرؤيا ... الرؤيا قليلاً

لحين انبلاج ابتسامة القمر

وضحكة ثنايا الفجر

********

لا ... لست وحدك هناك

خلف الجدران الرمادية

الباردة ... والقاتمة

وهي تقضم الوقت

من اجزاء العمر

الرؤيا بغير العين هناك

ترقب بقعة ضوء القمر

على وجه الجدران الكئيب

والذكريات الاليمة

لا تطمس من اجندة

من الذاكرة العميقة

***********

رؤيا بغير العين لا تقرأ الاشياء

تلمس الهواء ... والوجوه ... والماء

خريطة جسد انثى

ترسمها الزنابق على  صفحة الماء

الشهوة الباردة

زهرية خزف فارغة

ان لم تعانقها الازهار ... والماء

حينها يغادني النعاس

ويومض الألق في العينين

وارتدي معطف الليل

والمس الغمام ورذاذ المطر

يرش موسيقى ... ويرش عطر

ويلين بين يدي الرخام

ويتنفس الهمس ويصمت الكلام

************

السنون تمضغ ايامي ولا تشبع

على مهل ... على مهل بلا شعور يذكر

الشباب يمضي حلماً ... حلماً

وعلى مهل ويذبل الورد

المتبصرون من يقظة الحلم

يرقبون في وعي الغد

المشـاهدات 129   تاريخ الإضافـة 10/03/2025   رقم المحتوى 60298
أضف تقييـم