
![]() |
إسرائيل بعد طوفان الاقصى |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : منذ إعلان قيامها عام 1948، اعتمدت إسرائيل على مجموعة من الركائز الأساسية لضمان بقائها واستمراريتها، شملت (الهجرة اليهودية، التفوق العسكري، الدعم الغربي غير المشروط، والاستقرار الداخلي). غير أن أحداث 7 أكتوبر 2023 شكلت نقطة تحول فارقة، إذ أسفرت عن تصعيد عسكري وسياسي غير مسبوق، كشف عن تصدعات عميقة في هذه الأسس التي لطالما عززت قوة الدولة الصهيونية. ومع تفاقم التحديات الداخلية والخارجية، برزت تساؤلات جوهرية حول مدى قدرة إسرائيل على الحفاظ على تماسكها في ظل هذا الوضع المضطرب. في هذا التحليل الاستراتيجي، نستعرض العوامل التي أدت إلى اهتزاز تلك الركائز، وندرس التداعيات المحتملة على مستقبل الدولة من منظور شامل ومتعمق. الهجرة اليهودية: من التدفق إلى التراجع كانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين هي الأساس الديموغرافي الذي سمح لإسرائيل بالوجود والاستمرار. ولكن في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد أحداث 7 أكتوبر، أصبح اليهود في العالم أكثر تردداً في الهجرة إلى إسرائيل، بل بدأ بعضهم في مغادرتها وذلك بسبب : * تصاعد العمليات العسكرية والخوف من عدم الاستقرار دفع العديد من الإسرائيليين للبحث عن جنسيات مزدوجة. * تنامي مشاعر اللا أمن، حيث أن الدولة التي كان يُعتقد أنها أكثر أماناً لليهود باتت ساحة حرب مفتوحة. * التراجع الاقتصادي وزيادة تكاليف المعيشة أثّرت على قرار الكثيرين بالبقاء أو العودة إلى بلدانهم الأصلية. الأمن: انهيار عقيدة الجيش الذي لا يُقهر منذ 1948، اعتمدت إسرائيل على جهاز أمني واستخباراتي قوي يحميها من التهديدات، لكن هجوم 7 أكتوبر كشف نقاط ضعف غير مسبوقة في المنظومة الأمنية. * الاختراق الأمني الكبير على حدود غزة أظهر عجز الجيش والاستخبارات عن التنبؤ بحدث بهذا الحجم. * زيادة العمليات في الضفة الغربية وتصاعد المواجهات مع المقاومة اللبنانية أثبتت أن إسرائيل باتت محاصرة من عدة جبهات. * أزمة الثقة داخل الجيش، حيث شهدت إسرائيل احتجاجات داخلية من جنود وضباط انتقدوا القيادة العسكرية والسياسية. الردع: من الهيمنة إلى التراجع عقيدة الردع الإسرائيلية بُنيت على استخدام القوة المفرطة لإخافة الأعداء، إلا أن نتائج المواجهات الأخيرة أثبتت محدودية هذه الاستراتيجية. * عدم قدرة الجيش على إنهاء العمليات العسكرية بسرعة كما كان يحدث سابقًا. * تطور قدرات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، بما في ذلك الهجمات الصاروخية التي باتت تصل إلى العمق الإسرائيلي. * تنامي ظاهرة العمليات الفردية داخل إسرائيل، مما يشير إلى تحول استراتيجي في المواجهة مع الاحتلال. الدعم الغربي: من التفوق المطلق إلى الشروط السياسية كان الدعم الغربي، خصوصاً من الولايات المتحدة وأوروبا، أحد أهم مقومات بقاء إسرائيل، إلا أن هذا الدعم بدأ يتآكل وذلك بسبب. * ازدياد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب المجازر في غزة، حيث ارتفعت الأصوات المطالبة بوقف المساعدات العسكرية. * تزايد الحركات المؤيدة لفلسطين في الجامعات والبرلمانات الغربية، مما يؤثر على الرأي العام والسياسات الخارجية. * تصاعد الصراعات الدولية، مثل الحرب في أوكرانيا والمنافسة مع الصين، جعل الأولويات الأمريكية تتغير ولم تعد إسرائيل أولوية مطلقة. الخلاصة القول إن التراجع في الركائز الأربع التي قامت عليها إسرائيل يشير إلى أزمة وجودية قد تؤدي إلى تفككها، خاصة إذا استمرت العوامل الداخلية والخارجية في الضغط عليها. هل ستتمكن إسرائيل من إعادة بناء استراتيجياتها للحفاظ على وجودها، أم أن أحداث 7 أكتوبر ستكون نقطة تحول تاريخية نحو زوالها؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة. |
المشـاهدات 41 تاريخ الإضافـة 10/03/2025 رقم المحتوى 60336 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |