الجمعة 2025/3/14 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.05 مئويـة
نيوز بار
الفائز بجائزة القلم الذهبي ((شبح مرجانة)) هي تحية للسينما
الفائز بجائزة القلم الذهبي ((شبح مرجانة)) هي تحية للسينما
سينما
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

متابعة ـ الدستور

لم يكن مفاجئاً فوز الكاتب المصري محمود عبد الشكور  بجائزة "القلم الذهبي"، عن روايته "أشباح مرجانة"، بقدر ما كان تتويجاً لمشوار كتابة يزيد عن ثلاثين عاماً، لم يفقد خلاله الشغف والحب تجاه الكلمة قارئاً ومبدعاً. وفي سهرة رمضانية، احتفى منتدى "الاستقلال" في مؤسسة الدستور بالكاتب، وعلى هامش الفعالية، تحدثت "الشرق" مع عبد الشكور حول فوزه فقال: "إن أحد أسباب حماستي للجائزة اهتمامها بالنصوص الأدبية، وإمكانية تحويلها إلى دراما وسينما، وهذا ما كان يحدث سابقاً مع أفلام كثيرة، مثل "الأرض" و"القاهرة 30". أضاف: "لو كنت أملك ثروة، لأنشأت جائزة بهذا التصوّر، لتشجيع تحويل النصوص إلى الشاشة. ولا ننسى أن إحدى جوائز الأوسكار تُمنح للسيناريو المأخوذ عن أصل أدبي"، لذلك فإن جائزة "القلم الذهبي" ستشجع على إنتاج أعمال درامية مهمّة، خصوصاً أنها قُسّمت إلى مجموعة من الأنواع". ورأى أن فكرة الجائزة "توافقت مع ما أنادي به، لأنني آخذ على بعض كتاب السيناريو الشبان أنهم لا يقرأون الأدب، على عكس الجيل القديم الذي كان قارئاً جيداً للأدب. ونستطيع أن نتكلم عن أدباء عظام شاركوا في الكتابة للشاشة، مثل ماركيز ونجيب محفوظ وجان كوكتو". وقال :"يُحسب للجائزة أنها تقيم الجسور بين الآداب والفنون، وتفتح الباب أمام أجيال كثيرة تستحق أن نرى أعمالها على الشاشة، مع ذلك حين سافرت إلى السعودية لم أتوقع الفوز. والفضل للناشر الذي بادر وتقدّم بالرواية لأني غالباً لا أنتبه إلى مواعيد الجوائز".

 

لغط حول الجوائز

 

ماذا عن اللغط الذي يصاحب الجوائز الأدبية العربية عموماً؟ يجيب عبد الشكور: "لا توجد جائزة لا يثار حولها النقاش بما في ذلك نوبل، وحرية النقاش وحتى التشكيك مكفولة بطبيعة الحال. لكن ليس لدي أي شكوك بشأن هذه الجائزة، وإلا ما لما وافقت على الترشّح". وتابع: "أعتقد أنه أمر رائع أن يكرّم الإنسان على مشواره وجهده، لأن الجائزة لا تشير فقط إلى العمل الفائز، بل إلى مشروع الكاتب كله. وربما اختارت لجنة التحكيم روايتي، لأنها تحية للسينما، ومن شروط الجائزة اختيار نصوص تصلح للسينما، لذلك وجدت أن الترشّح لها في محله". وقال: "أحترم من يشكك في أي جائزة أو يختلف معها، لكن عليه أيضاً أن يحترم من يشارك فيها. فالتشكك رأي يخص صاحبه، لكنه لا يلزم سواه، ولا يجب تعميمه على الآخرين كأنه حقيقة مطلقة. أنا مع اختلاف الرأي لكني ضد النفي".

 

روح السينما

 

من يقرأ "أشباح مرجانة" والاسم هنا يشير إلى صالة عرض سينمائي، يلحظ بسهولة الانشغال بعالم السينما في المتن والبناء الفني نفسه، لذلك يقول عبد الشكور: " المقصود أن تكون بهذه الطريقة، إذ لا يعقل أن تكون الرواية عن السينما وتقدّم تحية للأفلام، ولا يفرض الشكل السينمائي نفسه. بينما روايتي الجديدة "نور كموج البحر" مالت أكثر إلى الوصف. وكنت واعياً لهذا البناء الدرامي، لكن ليس من منطلق أن تتحول إلى فيلم في المستقبل".المعروف أن صاحب "كنت صبياً في السبعينيات" تأخر في نشر الكتب حتى بلغ الأربعين، واشتهر بكتبه النقدية في السينما والأدب، لكنه خلال السنوات الثلاث الماضية نشر ثلاث روايات، فما سبب هذا التحوّل؟يجيب عبد الشكور: "مجرد صدفة، سبق أن كتبت في بداياتي القصّة القصيرة وبعض النصوص الشعرية، قبل أن أحترف النقد والصحافة، فحبي للأدب سابق لعملي في الصحافة، وعموماً لا أميل إلى التصنيف الضيّق. أظن أن رواية "ألوان أغسطس" حررتني من الخوف ومن الآخر ومن الفقد، لذلك أعتبر الكتابة اكتشافاً لذاتي بغض النظر عن النوع، وأعطتني الرواية ما لم تعطه لي النصوص المباشرة، لأنها عبارة عن مجموعة أقنعة أستطيع من خلالها أن أتحرر من الخجل وأعبّر بحرية أكبر". وأكد أن النقد خدمه كروائي، لكن حين أكتب نصاً روائياً، أتحرر من شخصية الناقد وأكون أقرب إلى اللاشعور، وغالباً ما أخرج عن "التصوّر العام" الذي أضعه أثناء الكتابة، لأن أهميته تكمن فقط في مساعدتي على بناء النص وخلق إيقاع له". ولفت إلى أن بعض رواياته "كسرت قواعد نقدية أعلم أنها صحيحة، لكني هنا لم أعد ناقداً، وإنما أريد أن أعبّر بطلاقة عن أحاسيس معيّنة من دون قيود. وبصفة عامة لا يمكن أن أستمر كناقد أو روائي لو فقدت الحب. ولا تشغلني قولبة الآخرين لي. وإنما جائزتي الحقيقية أن أنقل فكرة مجرّدة يتفاعل معها المتلقي بحب".وقال: "أعترف أني قبل أن أنشر رواياتي في الفترة الأخيرة، فكّرتُ في كتابي "كنت صبياً في السبعينيات" كمشروع روائي ثم فضّلت أن يبقى عابراً للنصوص".

 

صداقة أعوام

 

خلال الأمسية، تحدث الكاتب والناقد إيهاب الملاح عن محطات في حياة المحتفى به، وصداقتهما التي تزيد عن عشرين عاماً، وعملهما معاً في "مجلة أكتوبر"، ورأى أن تجربة عبد الشكور النقدية "تتشابه مع الناقد الراحل محمد مندور، وهي تتسم بالعمق والبساطة في آن".كما كشف سراً لا يعرفه الكثيرون عن عبد الشكور، "فهو تمرّد على التعيين معيداً في كلية الإعلام، على الرغم من تفوقه الدراسي وفضّل أن يكون صحافياً".بدوره تحدث مدير الأمسية د. يسري عبد الله، عن نقد النقد كمدخل لقراءة مشروع محمود عبد الشكور، معتبراً أن الأخير "ناقد مارس الكتابة الأدبية، وتجلى هذا في روايته الفائزة بجائزة القلم الذهبي "أشباح مرجانة"، وإن كنا نلحظ الحسّ الإبداعي والروائي في كتابيه  "كنت صبياً في السبعينيات، سيرة ثقافية واجتماعية"، و"كنت شاباً في الثمانينيات".وقال إن عبد الشكور "قدّم من خلالهما تأويلاً للواقع الثقافي والاجتماعي، واتكأ على ثنائية الخاص والعام، والجدل السلس بينهما بلا افتعال. في الكتاب الأوّل يجد القارئ نفسه في المفتتح والختام بين جنازتين: جنازة عبدالناصر، وموت السادات، وبينهما ملامح التحوّلات المفصلية في عقد السبعينيات المفتون به ذاكرة الصبي، والتفاصيل الصغيرة في كرة القدم والسينما والغناء والثقافة والمجتمع". وأشاد عبد الله بما أسماه "التدفق الحكائي"، حيث  النصوص "مكتوبة بطريقة سرد السيرة مع إعمال عين الكاميرا في  رصد وتتبع الأحداث والتفاصيل، والصور واللحظات التي يزخر بها الكتاب. وتبدو الكاميرا أكثر تفعيلاً في كتابه الآخر "كنت شاباً في الثمانينيات".

 

في مديح الفلسفة

 

وفي ختام الأمسية قدّم عبد الشكور مداخلة تحدث فيها عن والده أستاذ الفلسفة وتلميذ زكي نجيب محمود، "الذي كان يُدخل الفلسفة في حياتنا اليومية بطريقة ذكية".وقال حول "أشباح مرجانة": "كنت أملك أرشيفاً كبيراً خاصاً  بصالات السينما وتاريخها في مصر، لكن فكرة الرواية جاءتني بسبب صورة صالة سينما صيفية في حي المنيل، ويطل في الخلفية شراع لقارب في النيل، فسألت نفسي: "هل أستطيع أن أحكي تاريخ مصر عبر ثلاثة أجيال ومن خلال قصة دار عرض سينمائي، ولماذا تتحوّل أحلام تلك الأجيال إلى كوابيس؟"

المشـاهدات 34   تاريخ الإضافـة 13/03/2025   رقم المحتوى 60442
أضف تقييـم