النـص : ماعدنا صغارا حتى نتصرف بعبثية ننظر الى الحياة بعين التعالي اللاابالية نهمل انفسنا نتركها كريشة فوق قمة الخطر لتقرر الريح مصيرها القلق الذي لايعرف الانصاف ما عدنا صغارا حتى نمسك بأي يد تمد لنا ونثق بكل ابتسامة نضنها تبرق بالبراءة . لكنها تقطر سما زعافا وتتركنا وسط اليم زورق معطوب تتناهشه الامواج المتلاطمة.كم انا قلق عليك وانت تسيرين فوق سلك معلق ثبت طرفاه بين قمتين شاهقتين. الا تخشين على روحك من السقوط في المنحدرات وانت تسمحين للريح الرعناء دفعك بقسوة كورقة ممزقة كريشة يابسة لا روح فيها تتلاقفها الجهات المستعدة للفتك. تدوسها العجلات المسننة. هل تعلمين ان الوصول الى الضفة الاخرى انتحار وستجابهين البحر بقدميك وتقاومين بيديك شراسة النار المستعرة وستستقبلين بصدرك خناجر الغروب. وزمهرير الليالي المغلفة بالثلج كحمامة منزوعة الريش تبكي الدفء والنوم في جوف العراء لقد مرت سنين ايتها الغائبة الشريدة وانا مشغول بالسؤال عنك وبالبحث عن اثر ياخذ بيدي اليك . لقد اخبرتني الطيور انك تجاوزتي حدود المسافات . وكان لك في كل زاوية موقف وحضور وذكريات . كم تمنيت ان يعيرني الطير جناحيه لاعبر الشطوط والبحار والمحيطات لابحث عنك وسط خبايا دهاليز المدن التي تستبدل ثيابها في كل يوم وتغير شكلها في كل لحضة. هل تعلمين ان التعامل مع الاشكال الهلامية الغير منتظمة والغير مستقرة صعب للغاية وان عبور الانهار المجهولة الاعماق المبهمة في ما تخبأ بين ضفتيها من حيوانات تحيا على الافتراس والقتل خطر للغاية لقد تعبت اجنحتي وخارت قواي وما عادت ساقاي تحمل اجزاء جسدي المتهالك المبعثر وان المبيت في عرين الوحشة يشكل هاجسا ومصدر قلق دائم ها انذا اشبه بغزال بري غدرت به ساقه المكسورة فأنزوى في مكان يضن انه بعيد عن خطر مخالب الاعداء وعن رذاذ المطر وصقيع الشتاء . لكنه لايعلم انه كان قاب قوسين او ادنى من الهلاك سيدتي ما عدنا مجانين نركل ايامنا ندوسها بالاقدام نبعثرها كدقيق فوق المنعرجات المكتنزة بالصريم. نطلق العنان لامواج النهر المتلاطمة ان تكسر ذراع الضفة الخاوية ليجتاح ماؤها حقول الورد الذي زرعناه ليحولها الى هشيم محطم متناثر .ليلة البارحة نظرت في المراة وجهي الذي كان اشبه بالارض البور الخالية من الاخاديد والسواقي والشقوق هاهو اليوم يبكي النظارة والصفاء والبراءة.. بعد ان داهمه سيل الشيب على حين غره. وغيرت ملامحه التجاعيد والخطوط والثنايا . وراح يندب الابتسامات التي غادرته الى الابد واختفت اختفاء الثلج من على السطوح الملتهبة.وحلت محلها الاضطرابات والانفعالات والاحساس بانعدام الامل والنفور من كل شي جميل. هاهو الاكتئاب المضني اجهز على مزاجي وغير من طريقة تفكيري ومشاعري واصابني بالحزن المستديم وفقدان الاهتمام .وها انذا اتناول جرعات من فواجع الارق المتطفل ..لاأحد يؤازرني أو يواسي عيوني التي اجهدتها حروق الشمس. او يرفع شي من انقاض خراب الروح المتنشرة فوق امكنة الذكرى. او يبعد عن وجه القصيدة غبار الفصام وبقايا التلوث . وانفعالات النخل المقطوع الراس اريد ان اجمع اجزائي المتناثرة كشظايا ضوء تناثر اشلاءا فوق تراب الطرق الممهورة بالوجع الدائم اريد ان افتح عيني لاراك امامي- حبيبة تسكن روحي مطرا قمحا وغابات رخام . وتسبح في وجداني وبين ضلوعي كسرب حمام لن اسمح للزمن للجاحد ان ياخذك مني ثانية.. لقد خلقنا لبعضنا البعض. فنحن نصفان يكمل أحدنا الآخر،عودي لاتنتظري لملمة السرب او عودة نيسان..فانا من دونك انسان يحيا وراء الازمان.
|