الإثنين 2025/3/31 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 18.95 مئويـة
نيوز بار
عذرا
عذرا
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن العكيلي
النـص :

عذرا لم تعد قدماي تحملني حيث المرفأ الذي حملك على كلتا جناحيه صوب الممالك المفتوحة الابواب والمتحفزة لجذب واستقطاب الطيور التائهة والمبهورة برؤية العوالم المتأنقة والمرتدية ثوب الجمال الرباني ..لم أعد اهتم بترتيب . ومراجعة كتاباتي وترقيم وتذييل اوراقي والنظر الى الافاق بجدية فلطالما حدقت عيناي في اواخر وبدايات المسافات فلم تلحظ مايحرك ويزرع بذرة الفرح في اعماقي فكل الطيور الذاهبة والايبة  مشغولة بالخطر المحدق تحتها وفوقها وبعد المسافات المغلفة بالاسرار كي يتسنى لها الوصول الى بغيتها بأمان..عذرا ايتها الموانئ التي لم يسدل لها ستار ولم تغلق شبابيكه بوجه القادمين عبر البحار. لقد انهكني التحديق في الوجوه والجلوس تحت مظلة الانتظار لعلي افوز بلقاء من احب ولكن ساحة الوصول الممتلئة بالمسافرين تمتلأ وتتبخر في كل مرة ولم يبق في اجوائها سواي واعود ككل مرة الى غرفتي بقدمين تخطان ندما واسفا .لقد انهكني البحث عنك قدماي التي عبرت الصحارى والبحور مكبلة بسلاسل الوجع والمرارة ممهورة بختم الذل والخسارة تسحب جسدا منهك القوى شاحب الوجه محطم الاعصاب ..يالهذه الجهات التي تحولت الى رماح استنفرت انصالها لتغرزها في صدور الغرباء الى سيوف باترة تقطع اوصال الاجنحة وترميها ريشا فوق رمال الصحراء سيل لجب يسحق باقات الورد ويحولها اشلاء ..تسألني غرفة نومي وفراشي والاوراق المتناثرة فوق رفوف المكتبة عن سر الارق المتجذر في اعماق الراس والذائب في اعماق الجسد المنهك والقلق الواضح في حركات العين المتسارعة وارتجاف الاصابع بين الرياح وبين المطر..ان سر القلق الكامن بين ظلوعي هو خوفي عليك من ان يتلاشى عمرك وسط رمال الصحراء  كقطعة ثلج تركت فوق الرمل الملتهب فانا لااقبل ان تسقطي ككرة دفعتها الريح داخل عنق البئر الاعمق من كل الابار.. سيذبل جيد الورد النظر وتجف الجذور ويموت الورق والسيقان وستنهاري انهيار بيت اثري نخرت جدرانه العث والفئران .حدثني القمر ان حبال الضوء الساقطة فوق الارض ترفض ظل الغرباء كجسم غريب لايالفه الجسد ولا يرضاه المكان وان الافق يحرك ذئاب الليل المتعطشة للصهيل والعواء لتوغل مديتها في جسد الطير العاشق للهجرة ويشحن في اوردة الشطأن دماء الحقد الاسود كي تصبح جرفا من جمر يحرق ريش الطير المتعلق باغصان التيهان ..عاد الخريف ياشجر التين تهيأ لفصل طويل ستنكشف فيه عورتك وستبدو فيها واضحة كالشمس يراها القاصي والداني.. اوراقك التي كنت تتباهى بها ستصبح تبنا تحت اقدام الفيلة ولن تاكلها الحيوانات العاشقة للعلف الاخضر . وستغادر الطيور اغصانك العارية كرمح رديني. حيث الاشجار المرتدية ثوب الخضرة الدائمة تحرق الغيرة اوصالك تتشضى كالزجاج المهشم اوصالك تشعل النار بين تجاويف اوردتك تدفعك الريح بقسوة بين فكي العاصفة المتوحشة الحادة الاسنان لتلتهمك بلا وازع من ضمير ..عد قبل ان يغزو الشيب مفرقك ويحني التعب والاجهاد ظهرك وقبل ان تعتذر ساقيك عن حمل اجزاء جسدك المتهالك وقبل ان يدب العجز والخوار مفاصلك . فالبقاء وسط اتون معركة غير متكافئة لن تجني منها سوى الهزيمة والفناء. فأنا اخشى من ان يفقد قلمي صبره ويرمي محبرة الثقة داخل اعماق البحر ويطفو زبد الذكرى فوق الموج الاحمق ليحكي قصة خذلان الاجنحة المعطوبة وحرمان القبرة من رؤية مسكنها المتعالي فوق الاغصان..اخشى ان اخسر بصري وانا المتلهف لرؤية وجهك ثانية . هل تعلمين ان هناك اختلاف كبير بين النظر اليك بعينين سليمتين  وبين عينين فقدتا متعة النظر.فالنظر الى صورك المعلقة على الحيطان والمخبأة بين حقائب السفر يشبه اكل فاكهة مقطوعة فقدت لونها وطعمها ورائحتها ..لاتدعيني اقول والالم يعتصر فؤادي هنيئا للوشاة الذين اشعلوا الشموع وعلقوا الزينات فوق كل مكان احتضن اصواتنا وانفاسنا وكل اماكن الذكرى باطواق الياسمين ..تعالي مدي يديك الي لنلتقي رغم انف الوشاة .رغم انف الظروف التي لاترحم.

المشـاهدات 46   تاريخ الإضافـة 25/03/2025   رقم المحتوى 60959
أضف تقييـم