النـص : تؤدي العقلية الإيجابية دورًا حاسمًا في تعزيز السعادة والطاقة الفردية للاشخاص، وعندما نغرس الأفكار الإيجابية في ذهننا ونعتقد بأن الحياة تحمل الخير والمحبة، فإننا نجذب المزيد من هذه الطاقة الإيجابية. لذا، يجب أن نمارس التفكير الإيجابي، ونعزز حب الذات ونتعلم من التحديات بإيجابية، وقد قال رسول الله (ص): “يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء”، فتفكير الإنسان بنفسه وربه يأثر تأثيراً كبيراً في حياة الإنسان، فإذا يظن بالله خيراً ويتوقع الرحمة والتوفيق فإنه سيعيش مطمئناً وتوفيق الله سيرافقه.ان التفكير الإيجابي بالله والثقة برحمته يقود الإنسان إلى الإيمان بقدراته، والاجتهاد في السعي لتحقيق أهدافه، مستندًا إلى يقينه بأن الله معه، ولن يخذله أبدًا. وهذا ما يعزز الطاقة الإيجابية في داخله، ويدفعه للنجاح والتطور في جميع مجالات حياته، وهنالك الكثير من الأمثلة في حياة الانبياء عن الثقة بالله والتفكير الإيجابي، منها: النبي يونس عليه السلام في بطن الحوت، قد ابتلعه الحوت في ظلمات البحر ولم يفقد الأمل بالله ودعا ربه «لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ»، والنتيجة: نجّاه الله بعد 40 يومًا، وقال تعالى: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ»وعند التفكير في الإيجابية وتحقيق الاهداف، فالأشخاص الذين يتمتعون بتفكير إيجابي يكونون أكثر إصرارًا على تحقيق أهدافهم. بدلاً من الاستسلام عند أول عقبة، ويرون الفشل كفرصة للتعلم والتطور. على سبيل المثال، الكثير من الشخصيات الناجحة في التاريخ، مثل توماس إديسون، (فشل في الكثير من المرات في اختراع المصباح وقال انا لم افشل واستمر وكان يؤمن ان كل محاولة تقربه من الحل) واجهوا إخفاقات عديدة، لكن إيمانهم بقدراتهم جعلهم يستمرون حتى نجحوا.السؤال المهم هنا: كيف تطبق التفكير الإيجابي والتوكل على الله ؟ اولاً: ضع نية صادقة واستعن بالله، ابدأ أي عمل بـ "بسم الله " وتذكر حديث الرسول(ص): <أنما الأعمال بالنيات >، ثانياً: استخدم "لغة إيجابية " ومُرتبطة بالإمان: بدلاً من "قول هذا صعب" ، قل ' الله معي ، وسأجد حلاً ، حول شكواك الى دعاء •< ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري >ثالثاً: تعلم من الفشل بروح إسلامية الفشل اختبار إلهي : كما قال تعالى: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ... وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ» فبعد كل فشل، اسأل: "ماذا علَّمني الله من هذا الموقف؟"، ثم خطط من جديد. رابعاً: احتفل بالنجاحات الصغيرة واشكر الله: قال تعالى (لَئن شكرتوم لأزيدنكم )- اكتب قائمة بإنجازاتك اليومية (ولو كانت بسيطة) وأقرأها مع عبارة "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ".في النهاية التفكير الإيجابي ليس مجردَ نظريةٍ نفسيةٍ عابرة، بل هو (عبادة قلبية) تربط الإنسان بخالقه، وتُذكِّره بأن كلَّ أمرٍ بيد الله، وأن اليأسَ هو بابٌ مُغلقٌ أمام رحمة الله. عندما نثق بأن الله لن يخذل من لجأ إليه، ونُدرك أن التحديات ما هي إلا دروسٌ لإعادة صياغة أرواحنا، نصير أقوى من أي فشلٍ، وأعمق من أي ألم.
|