الثلاثاء 2025/4/1 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 19.95 مئويـة
نيوز بار
نافذة من المهجر اغتيال الفرح العراقي
نافذة من المهجر اغتيال الفرح العراقي
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

 

 

 

في البدء أهنيء العالم الإسلامي والإنسانية جمعاء بحلول عيد الفطر المبارك أعاده الله تعالى على الجميع بالخير واليمن والبركات والمحبة والسلام والتآخي، وأن يعمّ الأمن والأمان على أهلنا في فلسطين الغالية وكل بقعة في العالم تتعرض إلى المواجع وعدم الاستقرار والإرهاب بكل أنواعه ، وأن ينتهي الفقر ويعم العدل في أرجاء المعمورة...

أودّ في مقالي اليوم الحديث عن الحزن والغضب الذي انتاب أبناء شعبي في وطني الحبيب، وهم يشاهدون منتخب البلاد الذي لعب تحت راية الوطن وعزف له النشيد الوطني قبل بدء المباراة التي جمعته  مع المنتخب الفلسطيني ، ضمن المنافسات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٦...

وعلى الرغم من أنني بعيدة عن الرياضة ، ومنافساتها والانفعال والحماس الذي تولّده عند إقامة أي مباراة، لكنني عندما يلعب منتخب العراق أجد بيتي يتحوّل إلى كتلة تفاعل مع المباراة فأجدني معهم متابعة متحمّسة مشجعة لأبناء بلدي وهم يخوضون المباراة ويتطلّعون لبثّ الفرح بين أبناء شعبهم الذين يعيشون معهم لحظات التوتر أثناء دقائق المباراة... ولعلّ ما عشته من حزن في بيتي مع عائلتي الصغيرة، هو صورة مصغّرة للحزن الشامل الذي عاشه العراقيون بعد إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية بإعلان تفوّق المنتخب الفلسطيني وخسارة منتخبنا، بمباراة كنت، مع جميع المتابعين والمعنيين، نعتبرها  مباراة مضمونة النتيجة لصالح المنتخب العراقي، وهناك عوامل عديدة تدعم هذا التصور، منها تاريخ لقاءات المنتخبين والأرقام التي تفرزها هذه اللقاءات إضافة إلى الإمكانيات الفنية للاعبي منتخبنا، وكون العديد منهم يلعبون مع فرق جيدة ولهم حضورهم المؤثر في المستطيل الاخضر.

ولأنني، كما ذكرت قليلة المتابعة للرياضة بعمومها، إلا أنني لاحظت ان هناك ما يصرّح به المراقبون والعارفون بشأن أوضاع الرياضة في العراق وخصوصاً بكرة القدم، أن هناك خفايا واسراراً، ربما ستكشف لاحقاً، ولكنها تدعو حقاً للتساؤل حول طبيعة الرياضة التي كنت أظنها بعيدة كل البعد عن الدسائس والمؤامرات وأنها تحمل النبل والنقاء والابتعاد عن كل ما يسيء للإنسان والمجتمع والسمعة الوطنية، ولا أريد الخوض في هذا الأمر الذي يؤلمني حقاً، وخصوصاً بعد أن لاحظت اغتيالاً قاسياً للفرح العراقي، بدأ من مباراتنا مع المنتخب الكويتي في مدينة البصرة العزيزة وتواصل في المباراة الثانية مع المنتخب الفلسطيني في عمّان وخروجنا بنتيجة بائسة ومستوى فني هزيل، كما أشار إلى ذلك المحللون الرياضيون وهم يتحدثون باستغراب عن ما وصل إليه المنتخب الذي وصف بأسود الرافدين....

ومع أن الرياضة كما هو معروف للجميع تحتمل نتيجتي الفوز والخسارة ، ولا يوجد في العالم _حسب علمي _ منتخب مهما كان مستواه الفني لم يذق طعم الخسارة، وكذلك لا تعني خسارة مباراة أو بطولة ما نهاية العالم، ولكن على جميع المعنيين أن يراجعوا مسيرة المنتخب العراقي وعموم الرياضة في الوطن، فنحن نلاحظ غياب العراق عن كل البطولات الدولية والقاريّة ومشاركاته الخجولة التي لا تلفت انتباه أي متابع، َوهذه المراجعة يجب أن تُبنى على الصراحة والشجاعة ونكران الذات والابتعاد عن المصالح الشخصية الضيقة، وأن تُحدّد المشاكل والأزمات ويتم معالجتها بدقة ونزاهة وإعطاء كل ذي حق حقه...

وعند الحديث عن المباراة الأخيرة وتداعياتها من أحزان وانفعالات، ارتبط بعضها بممارسات غير مقبولة من ثلة من المشجعين والجمهور، أثارت صدىً غاضباً وردود أفعال متشنجة، أظن أن علينا أن لا نبالغ في هذا الأمر وأن لا نصعّد في الموقف حدّ المسّ بثوابت وطنية وإنسانية، فلكل فعل وممارسة ردّ فعل مناسب وإجراءات قانونية ودبلوماسية بالإمكان سلوكها وعدم الانجرار للتعامل المنفعل إزاءها، فالجمهور لا يمثّل إلا الرأي الآني المنفعل مع مجريات المباراة وأحداثها، وانا هنا لا أبرر الإساءة التي وجْهت وهي إساءة مرفوضة، ويجب أن لا تمرّ بشكل عابر، بل يجب تحمّل المسؤولية في ردعها بالطرق الهادئة السليمة المبنية على تطبيق القانون والمحاججة ، لا بأسلوب مقابلة الإساءة بإساءة مثيلة، وتبقى المنافسات الرياضية فضاء ودّ ومحبة، والذي يبذل مجهودا أكبر يحصل على النتيجة الأفضل، مع تمنياتنا لفريقنا الكروي ولكل مجالات الرياضة في العراق أن توفق وتتقدم وتحقق النتائج التي تغرس الفرح في قلوب أبناء الشعب العراقي، وهذه الأمنيات لا تتحقق إلا بجدية العمل وتشخيص الأخطاء ووضع المعالجات المسؤولة التي ستعيدنا ان شاء الله تعالى لمكانتنا الدولية التي نستحقها في كل المجالات الرياضية وغير الرياضية، والله الموفق والمعين..

وكل عام والجميع بخير

المشـاهدات 58   تاريخ الإضافـة 29/03/2025   رقم المحتوى 61072
أضف تقييـم