
![]() |
نهاية رجل شجاع |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
محمد ازريقات عند غروب الشمس اعتادت الحاجة فاطمة الجلوس امام بيتها المحاذي للطريق العام للقرية ( دير مالك ) تنتظره كعادتها مع العمال العائدين إلى بيوتهم قبل ثلاثين سنة عندما قرر نبيل ذلك الفتى ذو الرابعة عشر عاما ترك المدرسة نظرا للظروف الاقتصادية السيئة التي كانت تحيط بالعائلة ، العمل مع والده داخل الخط الاخضر ورغم حداثة سنهِ تعلم مهنة البناء سريعا لما كان يتمتع بالذكاء إلى أن اصبح في عمر الواحد والعشرين ربيعا شابا أمتازت شخصيته بالشجاعة والأقدام إلى جانب روحه المرحة ، عند انتظار المرور بالحاجز سأل أحد اصدقاء والده يمازحه - ماذا تعلمت من الحياه يا نبيل ؟ فأجابه بمقولة الشاعر محمود درويش: - على هذه الأرض ما يستحق الحياة ، هكذا ادرك انتماءه لهذهِ الارض وصعوبة الحياة لدرجة المخاطرة للدخول دون تصريح والتعرض للسجن أو القتل من أجل لقمة العيش وحين يتم منعه من العمل يذهب نبيل لمهنة نقل الركاب من القرية إلى المدينة ولا يخلو الامر من الحاقدين امثال ناصر زميله يدبر له مؤامرة لكي يمنعه من نقل الركاب وعند الظهيرة قام ناصر برفقة خمسة اخرين لضرب نبيل. يحيطون به من كل جانب لكن نبيل لم يخشى كثرة هؤلاء،تقدم نحو ناصر وارتفع عن الارض مسددا ضربة بيده لوجه ناصر فارتعب من معه وهربوا امام شجاعته وبعد هذه الحادثة رجع نبيل للعمل في مهنة البناء ثانية وفي الطريق بين رام الله ونابلس أصاب نبيل نزيف دم حاد بالسيارة التي تقله وتم اسعافه على الفور إلى المستشفى لكن الأطباء لم يستطيعوا معرفة السبب ونصحوا الاب بالسفر للاردن ضروري لعمل فحوصات وظن أهله والجميع المسألة بسيطة لكن اباه لم يترك الأمر، احس ان هناك خطب ما إلى أن استطاع أخذه إلى الاردن وفي ساحة المستشفى ينتظرون النتيجة خرج الطبيب ونظرات الحزن تتجه صوب نبيل إلى أن اخبرهم بالنتيجة تملك الصمت والذهول نبيل وأباه حتى وصلوا إلى البيت ركض نبيل نحو حضن أمه يصرخ معي كانسر كانسر يا امي أحاط اخوته وأخوات نبيل به يبكون من شدة وقع الخبر نظر ابوه إلى نبيل قائلا له_ وقلبه يعتصر بالألم_ مقولته: "على هذه الارض ما يستحق الحياة يا نبيل" هز نبيل راسه وقال : الحمد الله رب العالمين ولم يفقد شجاعته بل ظل صابرا قويا وعاود العمل بنقل الركاب وبين كل فترة يسافر إلى الاردن للعلاج الكيماوي ضد تشمع الكبد ( السرطان ) ومرت الايام وبدت علامات الضعف تظهر على نبيل والمعاناة بسبب ذلك المرض لكنه مافقد الإيمان بقضاء ربه ولا الشجاعة التى يتحلى بها يخفي آلامه عن الجميع ، يقوم بقيادة سيارة الاجرة ويرجع مبتسما رغم تردى حالته الصحية كل ليلة عند الغروب يتبادل الحديث ويمازح اخوته بالجوار سمع صوتا مزعجا خرج نبيل واذ بجاره صاحب بيع الخضار يضع حاوية القمامة عند البيت طلب نبيل منه ابعادها لأنها تجلب البعوض وتتسبب بالاذى لهم رغم علمه بمرضه وجسمه الهزيل لم يشفع لجاره السوء لكى يكف اذاه يطلق صوته لدب الرعب والمباهاة يتقدم نبيل بخطوات ثابته إليه غير مكترث وأذ بجاره يستغرب هذا التصرف يتراجع إلى الوراء امام بأسه وفي الأثناء خرج أهله يقفون جميعا امام هذه الجار الملعون وحضر الناس وفض العراك ومضت سنة كاملة ونبيل يصارع المرض والحياة وما فيها وعند الساعة الواحدة ليلا بالمستشفى فارق نبيل الحياة والابتسامة على وجهه |
المشـاهدات 31 تاريخ الإضافـة 12/04/2025 رقم المحتوى 61477 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |