
![]() |
تقاسيم على الهامش |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
(( الومضة ،، عوالم رؤيا وحكايات ))
كيف نكتب القصة ؟! ولماذا نكتبها ؟! وهل ثمة أشكال جديدة لها ؟! وأي تجنيس سنطلقه على الشكل الجديد ؟! تساؤلاتٌ كثيرة تراود خيالات الكتّاب والقصاصين ، ومَنْ يروم السير في عوالم الحكي ، ومنذ بدء الخوض فيها ، كانت هناك القصة الطويلة ، التي تحولت تسميتها الى رواية ، ليتم التمييز بينها وبين القصة ، ويكون تجنيسها مقارباً وملائما لما هي عليه من أزمان وشخوص وأماكن وأحداث ،بل وحتى عدد الصفحات أيضاً، لأن القصة ، والتي أطلق عليها القصيرة لا تتجاوز صفحاتها أصابع اليد ، بعد ذلك جاءت الأقصوصة والتي لا تتجاوز الصفحة أبدا ، ثم القصة القصيرة جداً ، والبالغة القصر، وأخيراً وليس بآخر أبدا ،تجيء الومضة !! الومضة ، هي البرق الخاطف ، أو لمحة الضوء السريعة ، أو الشعاع الذي يبرق وينطفئ برمشة عين ، لكن هذا الضوء ، أو هذه الومضة ستكشف المكان بشكل كامل ، وتعطينا صورة واضحة عنه ، رغم الظلام الدامس، وعليه لابد أن تكون قصة الومضة بهذا الشكل حتماً !! هذا ما اشتغل عليه القاص ( عبد الكريم السامر ) في تجنيسه لقصصه التي نشرها في مجموعته الثانية ( زنزانة ) ، مثل هكذا قصص نُشرت هنا وهناك في صحف ومجلات من قبل كتّاب عراقيين وعرب وأجانب ، لكنها لم تجمع في كتاب خاص بها ، لهذا استبق السامر الآخرين وجمع ( 80 ومضة ) أو قصة في ( 98 صفحة من القطع المتوسط ) زينتها رسومات الفنان خالد خضير الصالحي ، ليعلّق على غلافها ثريّا موسومة بــ ( زنزانة )والصادرة عن داري الجنوب وأمل الجديدة . لأتوقف قليلا عند ومضاته ، التي لم تتعدَّ أطولها ( 6 كلمات ) ، إنها جملتان قصيرتان ربط ما بينهما بفارزة استدراكية ، كانت محطة عبور بين عالمين ، أراد السامر أن يمنحنا فرصة التأمل فيما يريد قوله من أحداث وحكايات ومواقف اختصرها بالفارزة هذه ، ليترك لنا التأويل بعد الغوص في عوالمه !! لماذا اشتغل بهكذا عمل ؟! ربما يتساءل البعض ، أو يقول :ــ ما فائدة جملة من ست كلمات تفصلها فارزة؟! مالذي سنفهم منها ؟! الجواب :ــ كيف سيكون الإبداع إذاً ؟! إذا لم يجعلني الكاتب ، أنا المتلقي أعيش مع حروفه ، أغوص فيما بينها ، لأسبر فحواها ، فالجملة هذه عبارة عن عوالم متعددة من الحكي اختصرها الكاتب وترك لخيالاتنا ركوب الأمواج ، مثلاً :ــ ( عندما يصاحبها الليل ، فترتدي عريها ) قصة (عري ) ص 74 (كلّما اشتقت اليها ، قبّلتُ شاهدتها ) قصة ( شاهدة ) ص28 (خارج الزنزانة ، العالم محاصر ) قصة ( زنزانة ) ص92 في تجربته الجديدة هذه يعطينا السامر عبد الكريم وجهة نظر جديدة ، بأن هناك فتوحات جديدة في عوالم القصة والشعر والرواية علينا أن نبحث عنها ، وهناك مَنْ سيخوض في تجاربها ، وحتما سنقرأ أساليب جديدة لم يتطرق اليها الكتّاب والشعراء !! بعد ( ثلاثية الشجرة ) يجيئنا الآن بـزنزانته التي جعلت العالم فرحاً بها ويرغب في البقاء بداخلها خوفا من ( كورونا ) الذي غيّر مسار الحياة وشلّها بالكامل ، ما جعل الناس جميعا يعيشون في زنزانة لا يريدون الخروج منها كي لا تصيبهم العدوى !! بين ( رسم ) ومضته الأولى ص13 ، ومروراً بــ 78 ومضة نصل الى ( زنزانة ) ص92 ، نتوقف متأملين عوالم السامر ونذهب بخيالاتنا بعيداً ، وهذا ما أراده منا دون أن يمنحنا وصفا مكانيا ، أو زمنا حتى !! ومضاته تخلو من الزمان والمكان ، لأنها عوالم خاصة بذاتها وأماكنها وأزمانها التي سنكتشفها بتأملنا قليلا عن فارزة الاستدراك !!! |
المشـاهدات 55 تاريخ الإضافـة 13/04/2025 رقم المحتوى 61602 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |