
![]() |
فوق المعلق في أتون الصداقة مرة اخرى ؟ |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
كم أفسدت الظروف صداقات الناس وبددت مودتهم ، وتحولت إلى قسوة بعد ان كانت تقاس بطيب المعشر الذي كان ؟ ،وكم روعت مشاهد الجفاء بين الناس تاريخ المودة الذي كان ؟ وكم غدى فعلا ً مثل السياسة من تاثير على أمزجة الناس خاصة وعامة ،
حين تشبثوا بمنطق ( اصدقاء الأمس أعداء الغد! ) سيئ الدلالة ، ليتبدد الحاضر المؤتلف المشحون بالشكوى وعدم الرضا ، ويستحيل الى واقع جديد تؤطره المناكفات والتضارب والتنافس والتنابز والعداء للآخر ، ليتحول اولئك الذين كانوا يوما ً بمنتهى الود ًإلى خصوم شرسون بل محترفون الطعن في مسيرة ومسار الاخر، حتى لو امتلك رصيدا ً طيبا من تاريخ مشترك لم يتمكنوا من الحفاظ عليه من اجل الديمومة والاستمرار في حدود العشرة ، التي من الواجب ان تستمر ،
انه عالم اليوم للاسف المنقلب والمتقلب الأمزجة والمتنوع الوجوه والممتلئ بالحكايات التي تكاد لا تصدق التي تسمعها وتعيشها ، سيما وانت تعرف اشخاص كانوا من اقرب الأصدقاء لبعضهم ، لكن إيقاع الحياة الحديثة، والمصالح المتضاربة أوصلتهم إلى مرافئ النسيان والجفاء ، وتبديد كل ذلك الإرث المعرفي المميز بينهم وبين الأصدقاء المقربين الذين تلاشوا في زحام المشهد الحياتي الصادم ، الذي تغير إلى طريق الخذلان و الانكسار عند بوابات المدن المقفلة في الود والتزاحم على حياة آفلة مازالت تتراجع في ظروفها وتكسر ومعابرها الإنسانية ، وكأن الذي حدث مجرد ذكرى تلاشت في عوالم النسيان والأفول الاجتماعي ومسح حسنات الأمس والتنكر للمواقف ،
ابة ظروف تلك التي تجعلك تدفع كل تلك الضرائب الباهضة الثمن حين يتعمد الاقربون ان يخسرون صداقتك، ومودتك لهم واعتقادك السابق بأنهم لن يتكرروا في حياة الأمس يوم كنت تظن انهم رصيدك وسندك ، في دنيا ملتبسة ، و عند طوفان الزمن الوقح الذي عاشته الناس وتصلبت قلوبها وصارت مجرد مضخات دم لاتعرف معنى وقيمة الآخرين من حوّلها ، جراء الطمع والتنافس والنكوث من مواثيق الصداقة الحقة و فقدان القدرة على التميزّ ، لتستحيل وجوههم إلى مجرد ذكرى سراب يتبدد عند قارعة الايام الغابرة .
وتسال نفسك بصمت وحيرة ما الذي جعل الناس تتغير لذاك الحد من التراشق بالكلمات واللوك في الأعراض والتنصل عن المواقف الجيدة التي صنعتها لهم ! ؟
ما الذي جرى لرؤوسهم التي صارت حجر وقلوبهم التي تحجرت وإنسانيتهم التي زاغت عن مسارها لترحل إلى موانئ الخراب ، لا تعرفها تجعلك تشكو لنفسك وللمقربين ، اي زمن ذلك الذي جعلك تصدق ؛ ان اصدقاء اليوم هم أعداء الغد ، وان لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بل هنالك مصالح دائمة ، وان الزمن كفيل بنزع دسم العلاقات الإنسانية حين تستحيل المصالح هي المعيار بين الناس ، كما يظن الكثير من الخاسرين في زمن الصدفة او لنقل الصدمة !؟ |
المشـاهدات 25 تاريخ الإضافـة 15/04/2025 رقم المحتوى 61708 |