السبت 2025/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
نيوز بار
نافذة من المهجر مفاوضات واشنطن – طهران ...تساؤلات وترقّب
نافذة من المهجر مفاوضات واشنطن – طهران ...تساؤلات وترقّب
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

 

 

من المنتظر أن تنعقد هذا اليوم السبت الجولة الثانية من مفاوضات واشنطن _ طهران، بعد أن انتهت الجولة الأولى يوم السبت الماضي في مسقط وبرعاية سلطنة عمان، وجميع المتابعين لما جرى في الجولة الأولى، يؤكدون على أن ما حدث فيها هو عبارة عن جس نبض بين الطرفين.

لذلك يكون ما سيحصل في الجولة الثانية التي تعقد في روما برعاية من سلطنة عمان أيضا , هو ما يمكن أن يعوّل عليه، وما يفضي إلى نتائج بات العالم وخصوصاً منطقة الاحتدام (الشرق الأوسط) منتظراً تداعياتها التي ستترك آثارها المباشرة عليها، وأهم هذه التداعيات اقتصادية وسياسية وعسكرية.

ومن المسلّمات المعلنة لدى طرفي التفاوض , أن واشنطن تهدف إلى وقف أنشطة طهران الحساسة في تخصيب اليورانيوم والتي تعتبرها إلى جانب إسرائيل وقوى أوروبية سبيلا لامتلاك سلاح نووي. فيما تقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط.

وهكذا يمضي الطرفان , بين الملفّات التي يحمل كلٌّ منهما المواد التي وضعها بغية التفاوض عليها , وبين تساؤلات المراقبين والمعنيين وقلق الشعوب التي تتوقّع ما سيحصل في حالة تعثّر هذه المفاوضات , أو ربّما يكون فيها الاتفاق على رؤى مشتركة تقدّم فيها تنازلات معيّنة .

ومما ذكرته إيران بعد جولة المحادثات الأولى التي عقدت في مسقط أن محادثات الجولة الثانية مع الولايات المتحدة ستبقى "غير مباشرة" بوساطة عمانية، وستركز حصرا على الملف النووي ورفع العقوبات.

فيما صرّحت إدارة ترامب عن رضاها عن الجولة الأولى من المحادثات في عُمان، وقالت إنها "سارت وفقا للخطة الموضوعة وحققت هدفها المتمثل في تغيير شكل المحادثات من غير المباشرة -عبر وسطاء- إلى المباشرة، حيث يتبادل المسؤولون أطراف الحديث مباشرة.

وكان المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، قد أجرى محادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، دامت لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، وشهدت تبادلا للآراء من خلال وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي...

يذكر أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي قد أكد أنه سيزور طهران قبل الجولة الثانية من المحادثات، في خطوة يرى مراقبون أنها قد تكون لبحث سبل تحسين وصول مفتشي الوكالة إلى برنامج طهران النووي.

وإذا كانت الزيارة قد حصلت أم لا , فإنها في رأيي خطوة دعائيّة القصد منها الإعلان عن جديّة أمريكا في معالجة المواقف سلميّاً , والتعامل مع إيران تعاملاً إيجابيا من أجل تحقيق أهداف تنفع الصالح العام .... مع علم الجميع بالتحشيدات العسكرية الأمريكية الكبيرة في الخليج العربي والتي تشير إلى عمل عدواني واسع.

إن التساؤلات المتشعّبة حول طبيعة المفاوضات , وما يجري فيها على الصعيدين المعلن والسرّي , هي تساؤلات تستقصي ما يمكن أن يحصل بعد هذه الخطوة , هل تصرّ أمريكا على مطالبها والجميع يعلم أن في مقدّمتها أمن إسرائيل ومصالحها الستراتيجيّة في المنطقة , وهل تصرّ إيران على مطالبها لتحقيق ما تراه حقّاً مشروعاً لها في الحفاظ على أمنها المتضمّن مصالحها , التي هي واضحة أيضاً في المنطقة ؟

الترقّب , والمخاوف أيضاً هي المشاعر السائدة الآن في المنطقة , والخشية الأكبر هي من انهيار هذه المفاوضات أو وصولها إلى طريق مغلق , أو هناك الاحتمال الآخر وهو يتعلّق – ربّما – بصفقات سرّية غير مستبعدة , فإيران بلد براغماتي يسعى لتحقيق مصالحه الوطنية التي تحفظ وضعه كبلد قويّ يمثل ثقلاً دوليّاً ومعادلة صعبة في الشرق الأوسط ...

ما أتمنّاه لبلدي العزيز أن يكون بعيداً عن نيران الأذى الذي قد يحصل , وأن نحافظ على ثوابتنا الوطنيّة بعيداً عن الخضوع إلى مصلحة طرف دون آخر على حساب مصلحتنا العامة , التي تقتضي أن نحافظ على أبناء شعبنا وننأى بهم عن أيّ معادلة معقّدة تزيد متاعبنا التي تحمّلنا ما يكفي منها وصبرنا على كوارثها , وما تغرّبنا في البلاد البعيدة إلا جزءا من المعاناة التي تحملناها زمناً طويلاً ....

نسأل الله العليّ القدير أن يقدّم ما فيه الخير والسلام والأمان للجميع .

المشـاهدات 38   تاريخ الإضافـة 19/04/2025   رقم المحتوى 61782
أضف تقييـم