الأحد 2025/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 31.95 مئويـة
نيوز بار
ضرورة تفعيل المنظومة الأخلاقية في الجامعات العراقية
ضرورة تفعيل المنظومة الأخلاقية في الجامعات العراقية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.م.د. صدام العبيدي
النـص :

 

 

المنظومة الأخلاقية مجموعة من القيم والمبادئ التي تنظم سلوك الأفراد في المجتمع، ويعد الخروج على هذه القيم والمبادئ بمثابة الانحراف عن قيم الجماعة ومثلها العليا، والمجتمع العراقي على مر الأزمان كانت تحكمه مجموعة من القيم الاجتماعية والأخلاقية من أبرزها الحياء والعفة والمروءة والصدق والأمانة والغيرة والشهامة وغيرها من القيم والمبادئ، إلا ان منظومة القيم هذه قد تعرضت خلال العقود الأخيرة للاختلال لأسباب كثيرة يقف في مقدمتها ضعف الوازع الديني، والانجرار وراء الشهوات، وارتكاب المعاصي والمنكرات، وابتعاد المجتمع المعاصر في كثير من الأحيان عن مبادئ الأخلاق والحياء والمروءة والعفة في الأقوال والأفعال، واختفاء كلمة عيب التي كنا نسمعها من الكبار على كل فعل وإن كان يسيراً إن كانت فيه مخالفة للقيم والمبادئ والأخلاق أسباب كثيرة أدت إلى ما يعانيه المجتمع المعاصر من خلل في المنظومة الأخلاقية على مختلف المجالات. إلا ان أخطر اختلال في المنظومة الأخلاقية ذاك الحاصل في مجال التعليم وفي الحرم الجامعي الذي من المفترض أن تعلم فيه مبادئ الأخلاق وتدرس قيمه، فاختلال قيم الاخلاق في الجامعات في الوقت الحاضر يشكل سابقة خطيرة لم تعرفها جامعاتنا في العقود الماضية حينما كانت تعلم الأخلاق والأدب إلى جانب العلم والمعرفة، لكن الواقع تغير كثيراً في وقتنا الحاضر فالجامعات للأسف الشديد قد أصبحت في كثير من الأحيان مكان للمواعيد واللقاءات الغرامية بين الطلاب والطالبات، ومكان لعرض آخر ما وصلت إليه صرخات الموضة في مجال الملابس والمكياج، حتى صارت الجامعات كأنها أمكان للأزياء، فصار الكثير من الشباب والبنات يستغرقون ساعات أمام المرآة للبس والتزين قبل الحضور للدوام وكأنهم يحضرون إلى حفلة وليس إلى مكان لتلقي العلم والمعرفة، وصارت حفلات التخرج التي تقام لإبراز مكانة وفضل العلم وفرحاً وابتهاجاً بإنهاء أهم مرحلة دراسية في حياة الطالب وحصوله على مرتبة من التعلم تؤهله لأن يؤدي رسالته العلمية في الحياة من خلال تخصصه عبارة عن غناء ورقص، يتنافس فيها الطلبة من الشباب والبنات لا بل قد تفوق الشباب على البنات في ذلك وكم رأينا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بعض من الخريجيين في حفلات  التخرج من يضع قطعة من القماش على خصره وهو يرقص أمام زملائه الشباب والبنات من غير خجل ولا حياء، حتى أصبح الرقص في حفلات التخرج من قبل الشباب أمراً طبيعياً وغير مستنكر وكأن حفلات التخرج لا تقام إلا بالرقص! في حين كان من المفترض أن تكون هذه الحفلات على درجة من الرقي والحشمة كما كانت عليها حفلات التخرج في السابق، كون هؤلاء الخريجيين من المفروض أنهم يمثلون النخبة المتعلمة والمثقفة في المجتمع فهم قادة المستقبل وبناة الدول. ويزداد الخرق على الراقع كما يقال، وتعظم المصيبة عندما يخرج عن قيم الأخلاق والحياء والعفة البعض من أساتذة الجامعات فيلجأون إلى الابتزاز للوصول إلى ممارسة أفعال دنيئة وغير أخلاقية، فتظهر لنا بين الحين والآخر بعضاً من تلك الممارسات من بعض هؤلاء الأساتذة، فمن عميد كلية في جامعة البصرة يجعل من مكتبه مكاناً لممارسة الأفعال اللاأخلاقية مروراً بأستاذ يرتكب جريمة قتل لزميلته، إلى أستاذ يمارس فعل لا أخلاقي مع طالبة في سيارته المظللة ويرتكب جريمة قتل بحق رجل أمن للتغطية على فعله الشنيع في جامعة تكريت، فهذه الأفعال لا شك أنها تسيء للأستاذ الجامعي الذي يفترض أن يكون قدوة في العلم والأخلاق، لكل هذا لا بد من تفعيل قيم الاخلاق في جامعاتنا وكلياتنا من خلال تدريس الأخلاق في كل مراحل الدراسة في الجامعات ولجميع الاختصاصات من خلال إعداد منهج متكامل لذلك، كذلك تفعيل مبدأ الثواب والعقاب على الأساتذة والموظفين والطلبة على حدٍ سواء من خلال تكريم المتميز ومعاقبة الأستاذ والموظف المخالف للقوانين والأنظمة والتعليمات مهما كان مركزه ومنصبه، وكذلك تطبيق تعليمات انضباط الطلبة بلا هوادة ولا تهاون، كما لا بد أن يكون للعائلة وللمجتمع وللمؤسسات الدينية والإعلامية دور كبير في تفعيل المنظومة الأخلاقية في المجتمع العراقي بصورة عامة من خلال تسليط الضوء على قيم الأخلاق والحياء والعفة والشرف، وتفعيل المنظومة الأخلاقية ضرورة حتمية في ظل الأوضاع والتحديات التي تواجهها مجتمعاتنا المعاصرة.

 

المشـاهدات 32   تاريخ الإضافـة 20/04/2025   رقم المحتوى 61797
أضف تقييـم