النـص :
بغداد ـ الدستور
الحمى النزفية الفيروسية (Viral Hemorrhagic Fevers) هي مجموعة من الأمراض التي تسببها فيروسات مختلفة تؤدي إلى نزيف داخلي وخارجي، وقد تكون مميتة إذا لم يتم علاجها بسرعة.ففي العراق، يُعد فيروس الحمى النزفية القرم-الكونغو (CCHF) هو النوع الأكثر شيوعًا، ويُعرف محليًا بـ"الحمى النزفية".ويشهد العراق تزايدًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالحمى النزفية، مع تسجيل حالات وفاة متكررة في عدد من المحافظات، لا سيما الجنوبية مثل ذي قار، والمثنى، والديوانية، بالإضافة إلى حالات في نينوى وكركوك.وأعلنت كركوك تسجل 4 إصابات جديدة بمرض الحمى النزفية.جاء ذلك بعدما أعلنت وزارة الصحة، أمس السبت، عن تسجيل 14 إصابة وحالتي وفاة بمرض الحمى النزفية منذ بداية عام 2025.وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر ان "عدد الإصابات المؤكدة بمرض الحمى النزفية منذ بداية العام الحالي هو 14 إصابة وحالتي وفاة"، مبينا "سجلنا صباح اليوم حالة وفاة ثانية في كركوك وهو احد منتسبي وزارة الصحة".وأضاف ان "الإصابات توزعت بواقع: ذي قار 6 إصابات كركوك 4 إصابات منها حالتي وفاة المثنى ونينوى والبصرة وبغداد الرصافة إصابة واحدة دون حالة وفاة. وتابع ان "الحمى النزفية هو مرض متوطن منذ أواخر سبعينات القرن الماضي وتم تسجيل إصابات في اغلب بلدان العالم"، مشيرا الى ان "اعداد الإصابات والوفيات خلال العام الماضي كانت قياسية وتمكنا من احتوائها من خلال التوعية الصحية".وشدد على "ضرورة تكثيف الجهود في المرحلة الحالية والتمكن من احتواء هذه الإصابات على هذا المرض"، موضحا ان "المرض هو فايروسي خطير ينتقل من خلال التماس المباشر مع الحيوانات المصابة او التماس مع لحومها وانسجتها او سوائلها وينتقل من خلال حشرة القراد".وأوصى البدر "بخزن اللحوم بدرجة تبريد عالية جدا وتطهى بدرجة عالية جدا إضافة الى ارتداء ملابس خاصة وخاصة الكفوف عند التعامل مع الحيوانات"، مشيرا الى ان "المرض يصيب الابقار والاغنام والمعاز والخيول والجمال أيضا، حيث ان اكثر الإصابات المسجلة هي لمربي الماشية والعاملين معهم".وبين ان "اعراض المرض هي ارتفاع في درجات الحرارة وآلام في مناطق مختلفة من الجسد والشعور بالإعياء، حيث عند تشخيص المرض في هذه المرحلة فاحتمالية الشفاء منه عالية جدا، الا ان تطور المرض والدخول في المرحلة الثانية يكون عبر ظهور حالات نزف من فتحتات الجسم تتبعها مضاعفات وفشل في انحاء الجسم والتي تكون احتمالية الشفاء في هذه المرحلة قليلة جدا".ووفقا لمراقبون فأن "هناك ضعف بالتوعية الصحية في المناطق الريفية مع قلة الكوادر الطبية المتخصصة في التشخيص والعزل وتداخل موسم الإصابات مع مناسبات مثل عيد الأضحى، حيث تزداد عمليات الذبح دون رقابة صحية ودم تفعيل نظام إنذار مبكر للأوبئة".وشددوا على ضرورة "إطلاق حملات توعية حول طرق الوقاية، خصوصًا في القرى والأرياف ورش المبيدات الحشرية لمكافحة القراد وتخصيص مراكز عزل للمصابين في عدد من المحافظات والتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتوفير الدعم الفني واللوجستي مع توصيات بإجراء الفحص البيطري للحيوانات قبل الذبح، وارتداء معدات الحماية أثناء التعامل مع الحيوانات".
|