متابعة ـ الدستور

تقودنا مقولة "أعطني مسرحاً وخبزاً أعطيك شعباً مثقفاً"، إلى أهمية دور المسرح في تكوين المجتمعات وتقويم سلوكياتهم.المسرح مرآة المجتمع، ومدرسة تُعد الأجيال وتزرع القيم الفاضلة داخل المجتمعات على اختلاف اللون والعرق والدين واللغة، وزيادة الوعي لديهم.في مهرجان الشهيد يكتا هركول بنسخته السابعة، كشفت مواهب فذة واعدة عن نفسها وقوة أدائها في التقديم، ألهبت الفرق أرضية المسرح بإبداعها وشعّ نور الفن المسرحي الرقي.كانت مدينة قامشلو يوم 27 آذار على موعد مع انطلاق مهرجان الشهيد يكتا هركول بنسخته السابعة، تحت عنوان "الوطني الحقيقي هو فنان شجاع".واستضاف مركز محمد شيخو للثقافة والفن أول عرض مسرحي يوم 5 نيسان، إذ وصل عدد الفرق المشاركة في مهرجان الشهيد يكتا هركول إلى 11 فرقة مسرحية، كردستانية وسورية وواصلت عروضها المسرحية حتى يوم 10 نيسان.ومن مدينة الرشيد، قدمت فرقة "الرقة للفنون المسرحية"، عرضاً مسرحياً بعنوان "كوميديا الأيام السبعة"، من تأليف علي عبد النبي الزيدي وإخراج عبد القادر عبود، وهذه المسرحية مشهورة في العالم العربي، تدور أحداثها عن طاه يستغل بساطة حياة جد وحفيدته ويمارس طغيانه عليهم.في صرخة كردية بوجه التاريخ، قدمت فرقة مسرح "الجبل" عرضها المسرحي حمل عنوان "الصورة"، من تأليف سما زيلان، وإخراج سمكو جودي، صورة بمثابة قنبلة مدوية بوجه الذكورية والأنظمة القامعة التي صادرت الحياة من أجساد النساء، وجردت المرأة من صوتها وقرارها.سلطت فرقة "الشهيد أوصمان" من خلال مسرحيتها بعنوان "البارانويا" من تأليف عباس الحايك، وإخراج محمد عمر، الضوء على تأثير القيود الاجتماعية والتنشئة الأسرية الصارمة على شخصية شاب يفقد قدرته على اتخاذ القرارات نتيجة تراكمات نفسية وضغوط عمل.بعد عقود من الزمن، اعتلى أحفاد سلطان باشا الأطرش من مدينة السويداء خشبة المسرح في مدينة قامشلو، وقدمت فرقة "مديرية الثقافة"، عرضها المسرحي بعنوان "إيجار"، من تأليف علي عبد النبي الزيدي وإخراج معن دويعر، استعرضت آلام الأمهات المكلومات في الحرب، ومعاناة ومأساة كأكبر خاسرة في الحروب.أجمع المهرجان أوصال جغرافية كردستان المستأصلة، ومن جنوب كردستان قدمت فرقة "رفاق كزيزة" من مدينة السليمانية، عرضها المسرحي بعنوان "الموسيقا الحمراء"، من تأليف وإخراج كزيزة عمر، والذي ألقى الضوء على الصعوبات والمعاناة التي تواجهها المرأة في الحياة، والعقبات التي يخلقها الرجل وتصبح عقبة أمام طريقها.أعادت "حنين" تذكير المجتمع على خشبة المسرح بأن تزويج طفلة قاصر برجل بعمر والدها جرم يجب ألّا يرتكب، خلال عرض مسرحي قدمته فرقة "المسرح" بعنوان "حنين"، من تأليف عباس الحايك وإخراج عبد الرحمن إبراهيم.أثارت فرقة "رنيم" الضجة على خشبة المسرح، حيث قدمت عرضاً مسرحياً بعنوان "بلا أوراق" ليذكر أن الشعب الكردي يعيش على أرضه التاريخية، لكن لا يمتلك وثائق ومستندات، وهضمت الحكومات حقوقه ولم تعترف بهويته.ومن مدينة كركوك الكردستانية، كنز التاريخ، قدمت فرقة "SIYÊ"، عرضاً مسرحياً ايمائياً بعنوان "أنا وأنت 9 أشهر"، من تأليف وإخراج قاسم عبد الستار، أذهل الجمهور، يعتمد الفن الإيمائي المسرحي على إيصال الأفكار دون الحاجة إلى لغة اللسان ويعتمد في تغيير ايماءات الوجه والتحكم في حركات الجسد.جسدت فرقة "أركيش" القادمة من مدينة أورميه في شرق كردستان، عرضها المسرحي بعنوان "سبي رو"، من تأليف آرشك رؤوف كونبدي وإخراج مايده دارلكي، روت حملات الأنفال التي ارتكبها نظام صدام حسين البائد بحق الشعب الكردي في جنوب كردستان.وأعادت فرقة "تياترا هنار" إلى أذهان الجمهور خلال عرضها المسرحي المعنون "رصاصة واحدة"، من تأليف صباح الأنباري وتحضير وترجمة محمد أشرف وإخراج شفزان فواز محمود، بطش المجموعات الجهادية المتطرفة، ومقاتل محاصر يدافع عن وطنه لإنقاذ الإنسانية من عنف "الإرهاب".وصدمت "شهنازي" وهو عرض مسرحي من تأليف وإخراج وليد عمر، قدمته الممثلة المسرحية نجبير غانم، الجمهور بإدائها السلس في تجسيد دور عدة شخصيات حيث أوصلت "شهنازي" رسالة مفادها إن هناك عقلية لا تولي أي اعتبار للمرأة، تريد وأد حقوق المرأة، تكون تابعة، فثرثرة النساء، وسخرية المجتمع لها، جعلت شهناز عاجزة عن تحقيق أحلامها.وأغنى مهرجان الشهيد يكتا هركول بثلاث محاضرات تضمنت المحاضرات عن "السينوغرافيا وباب الدخول إلى النقد"، "أهمية المسرح في بناء الفرد والمجتمع"، "أهمية الإضاءة وعلم الألوان وتقسيماته".