
![]() |
في ذكرى ((شاعر النخيل)) ..حمزة الخفاجي |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
عبدالهادي البابي
لطالما كنت أصغي بعمق لمفردات الشاعر المرحوم حمزة الخفاجي وهو يلقي قصائده في المهرجانات أو الجلسات الخاصة التي جمعتني به ..وكنت أقف باعجاب أمام عباراته الريفية الخالصة ..لإنه يحيط شعره بكل مافي واقعنا المتعب من ملامح الصدق والعفوية والشفافية ..فهو يرسم في قصائده ملامح إنسانية تجعلنا نطل صوب عالم مدهش نرى فيه شكل أحلامنا المؤجلة التي طال أنتظارها ..فشعره ينطوي على قدر عال من الحماسة المحببة الى نفوس أبناء جيله الذين عانوا من الأوضاع السياسية المتقلبة والأحوال الإجتماعية المضطربة.. فنسمعه يقول :
الحزن حطْ بينَه نيشان
وماظًـل للفـرحْ عـنوان..
دنيَه مصاحبه الغمان
العله ظهور اللـيالي
تشلبو الحيطان !!؟
وفي قصيدة أخرى نراه يستنهض الوطن والتاريخ وأحراره فيقول:
شما تزرع يصير..
بس بشرط تسـﮝـيهه غيره
وﮒطره وشـوية ضمير..
وهـيه التخضر كرامه..
وآخ يا چلمة كرامه
الـراحـت وماظن تعــود
إحنه محتاجـين منكم
إليملك العـﮝـل الچبـير
خل يفهــمنه شيصير..
ويبقى عـل التل البعـير...
أنتو مابيكم عــمـــر !! (عمر المختار) ..
الكّسر قـيود الحديد
وحصّل بموته الكرامه
ورجّع الفجر الجديد...
والشاعر حمزه الخفاجي من مواليد 1960 منطقة باب الخان كربلاء المقدسة ، شاعر ولد بين أنياب الفقر ، وعاش في سنوات العوز والفاقة والأوضاع الصعبة .. والده المرحوم جاسم محمد الخفاجي الذي - وبالرغم من أنه كان أمياً لكنه يحفظ الكثير من الآيات القرآنية - وكان يحفظ الشعر خصوصاً الأبوذيات القديمة ويحفظ الكثير من شعر الدرامي الحسجة ، وأما الأم رحمها الله وبالرغم من كبر سنها كانت لها القابلية في حفظ الأشعار الوجدانية ، وقيل كانت تدرس عند (الملاية) وتقرأ القرآن وتميز الحروف ..فالشاعر رحمه الله ينحدر من عائلة أدبية رغم فقرها وبساطتها ..درس وتخرج من المتوسطة ووصل الى الإعدادية ..ولكن توقفت مسيرته التعليمية بسبب الإنشغال بالعمل لإجل رعاية أسرته وتحصيل لقمة العيش حيث تزوج مبكراً وصار عنده عائلة كبيرة (تسعة بنات)عانى الكثير برعايتهن وتربيتهن والحفاظ عليهن ...وكانت بداية الخفاجي الشعرية بدأت سنة 1999..حيث راح يشارك ويساهم في الندوات الأدبية ويعتلى المنصات شاعراً وأحياناً عريفاً للحفل في أيام التسعينيات وفي قاعة المربد بساحة الإحتفالات أوفي الأمسيات الخاصة بالشعر الشعبي..لديه ديوان شعري مطبوع عنوانه : (همسات الشياطين) وآخر غير مطبوع ....وخلال مسيرته الشعرية حصل على الكثير من الجوائز ولقب بشاعر النخيل...وقد كتب الخفاجي كافة أنواع الشعر ، وكانت أغلب أعاره ب (وزن التجليبة ) الوزن القريب إلى نفسه ..وللشاعر أصدقاء كثيرون من الساحة الشعرية والإعلامية والثقافية ومن خارج الوسط الثقافي أيضاً..وذلك لحسن خلقه وتمام آدابه وهدوئه وأتزانه ووفائه في التواصل مع أصدقائه ..ومن القصائد التي كانت قريبة إلى نفسه وكان يرددها كثيراً في جلساته ولقاءاته قصيدة في ديوان ( المعاتب ) سنختار لكم منها هذه الأبيات:
مدري أشلـون أجيت وليـكم أتعنيتْ
عجيـبه إجدامي ليك إشـلون شالـني
يـل شايـل حسن ﮜـد رحمة السّواك
دفعـني الشوگ إلك وعيوني جابني.
وصلت الباب ...بس وينه اليدگ الباب
چـف الباب مدري إچفوفي دگـــني..!
يل طولـك شبه خيط البريسم صار
وألـظمنك وأخـيـط إجـروح يا ذني
وأورجك عـل الجروح اليدن بفركاك..
وليالي إجفاك عگبك حـــيل ضكّني...
رحمك الله أبا غفران .. أيها الصديق الطيب والشاعر العفوي والإنسان الكبير الذي لاأنسى يوم جائني- قبل وفاته بأسبوع- إلى بيتي وهو مريض جداً ليتفقد حالتي المرضية ..وكان يومها يتوكأ على أحد أنسبائه لأنه لايستطيع الوقوف من شدة مابه من مرض..! .............. الصورة في حدائق نقابة المعلمين في كربلاء (نادي الكتاب) 2016..
|
المشـاهدات 20 تاريخ الإضافـة 21/04/2025 رقم المحتوى 61921 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |