
![]() |
بين هروب بيل ونهائي لا كارتوخا.. أنشيلوتي حجر أساس في قصة الريال الحديثة |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
متابعة ـ الدستور الرياضي في أبريل/ نيسان عام 2014، حبس عشاق ريال مدريد أنفاسهم وهم يتابعون نهائي كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة. لم يكن كريستيانو رونالدو حاضرًا في الملعب، لكن المدرب كارلو أنشيلوتي كان هناك، يقف بهدوء على خط التماس، يوجه لاعبيه بثقة.في الدقيقة 85، انطلق جاريث بيل بسرعة خارقة، متجاوزًا الدفاع الكتالوني، ليسجل هدفًا لا يُنسى، معروف وسط الجماهير بـ"هروب بيل" ليمنح المدرب الإيطالي أول ألقابه مع الفريق الملكي.لم تمضِ أسابيع قليلة حتى عاد ريال مدريد ليصنع المجد مجددًا، لكن هذه المرة على المسرح الأوروبي.في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو مدريد، ومع اقتراب صافرة النهاية، كان الفريق متأخرًا بهدف، قبل أن يُسجل سيرجيو راموس هدف التعادل في الدقيقة 93، ويمهد الطريق لانتصار كاسح بنتيجة 4-1 في الوقت الإضافي، وأصبح أنشيلوتي حينها بطل "العاشرة"، وكتب اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة الجماهير المدريدية.لكن كرة القدم لا تسير على وتيرة واحدة. ففي الموسم التالي، رغم البداية القوية وسلسلة انتصارات قياسية، بدأ الفريق بالتراجع مع حلول العام الجديد. الإصابات، الإرهاق، والتراجع الذهني كلها عوامل ساهمت في فقدان السيطرة على البطولات.خرج الفريق الملكي من نصف نهائي دوري الأبطال أمام يوفنتوس، وخسر صدارة الدوري. ورغم دعم اللاعبين، قررت الإدارة إقالة أنشيلوتي في صيف 2015، في خطوة أربكت الجماهير وأثارت الجدل.
الفترة الثانية
ابتعد الإيطالي عن مدريد، ودرب بايرن ميونخ ونابولي ثم إيفرتون، واكتسب مزيدًا من الخبرة، دون أن يفقد بريقه. وفي صيف 2021، وبعد رحيل زين الدين زيدان، عاد أنشيلوتي إلى ريال مدريد، لكن الفريق لم يعد كما كان. رحل راموس، ومارسيلو لم يعد أساسيًا، وكريستيانو أصبح ذكرى بعيدة.بدلاً من ذلك، وجد أنشيلوتي أمامه جيلًا جديدًا قادمًا من الخلف: فينيسيوس جونيور، فالفيردي، كامافينجا، رودريجو، وبيلينجهام لاحقًا.واجه أنشيلوتي تحديًا مختلفًا. لم يعد يعتمد على نجوم جاهزين، بل كان عليه أن يبني فريقًا جديدًا بهدوء وواقعية.وفي موسمه الأول بعد العودة، قاد الفريق الملكي لتحقيق الليجا ودوري الأبطال 2022، بعد مشوار إعجازي شهد عودات أسطورية أمام باريس سان جيرمان، تشيلسي، ومانشستر سيتي، قبل الانتصار على ليفربول في النهائي.
لمسة تكتيكية
المدرب الإيطالي أثبت في فترته الثانية أنه لم يعد مجرد "مدير فني كلاسيكي"، بل أصبح أكثر مرونة. فبعد رحيل بنزيما في 2023، تحوّل أسلوب اللعب من 4-3-3 إلى 4-3-1-2، ليمنح بيلينجهام الحرية في العمق خلف ثنائي هجومي متحرّك يضم فينيسيوس ورودريجو.هذا التغيير لم يكن تكتيكياً فقط، بل عكس قدرة أنشيلوتي على التأقلم مع معطيات جديدة، وصنع توازنًا بين حيوية الشباب وحكمة القادة القدامى.في 2024، أضاف لقب دوري أبطال جديد إلى خزينته، وأصبح أكثر المدربين تتويجًا في تاريخ البطولة، بخمسة ألقاب.واليوم، في طريقه إلى نهائي كأس ملك إسبانيا 2025، المسابقة التي بدأ فيها قصة إنجازاته مع "الميرينجي"، يقف كارلو كرمز للاستمرارية والتجدد. رجل مرّ بكل التقلبات، وعاد ليبني فريقًا مختلفًا، لا يقل قوة عن فريق "العاشرة".
اللحظات المجيدة لا تدوم طويلًا
يستعد ريال مدريد لخوض نهائي الكأس أمام غريمه الأزلي برشلونة، يوم السبت المقبل، في ملعب لا كارتوخا بمدينة إشبيلية، في مباراة قد تشهد نهاية حقبة أنشيلوتي الثانية مع ريال مدريد.وحال خسر ريال مدريد للمرة الثالثة أمام برشلونة في الموسم الحالي، قد تخرج كتيبة أنشيلوتي بموسم صفري، وذلك في ظل خسارة السوبر الإسباني وتوديع دوري أبطال أوروبا، وتصدر البارسا لجدول الليجا.تشير أغلب التقارير الصحفية إلى أن أنشيلوتي سينهي رحلته مع ريال مدريد في نهاية الموسم الحالي، وربما يتجه إلى قيادة منتخب البرازيل.اللحظات المجيدة لا تدوم طويلاً في مدريد، حيث تطغى التطلعات على الإنجازات السابقة. ففي الموسم الحالي واجه أنشيلوتي واحدة من أكبر خيباته، حين ودّع دوري الأبطال من ربع النهائي أمام آرسنال بعد الخسارة ذهابًا وإيابًا، ما أدى إلى صدمة جماهيرية وشكوك واسعة حول أداء الفريق.بالتوازي، شهدت نتائج الفريق في الليجا تذبذبًا ملحوظًا، مع تراجع في الأداء خلال الأسابيع الحاسمة، الأمر الذي دفع بعض الأصوات الإعلامية والجماهيرية للمطالبة برحيل المدرب مع نهاية الموسم. التحديات تضاعفت، لكن كما عرفه الجميع، يبقى أنشيلوتي هادئًا، مستندًا إلى تاريخه، ومستعدًا لإغلاق فصله الأخير.من رونالدو ودي ماريا ومودريتش، إلى بيلينجهام وفينيسيوس ومبابي، تغيّرت الأسماء، وتبدّلت الأجيال، لكن أسلوب أنشيلوتي ظل وفيًا لجوهره: الصبر، البساطة، وهدوء يسبق الانتصار. لم يكن مدربًا عابرًا، بل حجر أساس في حكاية ريال مدريد الحديثة.. حتى وإن لم يعجب ذلك أنصار النادي. |
المشـاهدات 52 تاريخ الإضافـة 23/04/2025 رقم المحتوى 62023 |