السبت 2025/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 32.95 مئويـة
نيوز بار
"تثلجُ أرقًا أزرقَ.. قصائد هلسنكي" — إصدار شعري جديد للشاعر والروائي المغترب ياسين غالب
"تثلجُ أرقًا أزرقَ.. قصائد هلسنكي" — إصدار شعري جديد للشاعر والروائي المغترب ياسين غالب
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

صدرت حديثًا مجموعة شعرية جديدة للشاعر والروائي المغترب ياسين غالب تحت عنوان "تثلجُ أرقًا أزرقَ.. قصائد هلسنكي"، في تجربة شعرية جديدة تمزج بين الألم والغربة، وبين الذائقة الحداثية وتفاصيل الشتات الروحي في المنافي الباردة.

في حديث خاص لـنا، كشف ياسين غالب بعضًا من كواليس النشر قائلاً:
 "
تواصلتُ أكثر من مرة مع الشاعر أدونيس في مكالمات خاصة، وكان من المقرر أن تُنشر المجموعة ضمن مشروعه الأدبي لدعم الشعراء العرب الشباب. لكن يبدو أن المشروع توقف، رغم أن أدونيس قرأ المخطوطة أكثر من مرة وفي أكثر من مسودة."

رغم تلك العقبة، لم يتوقف غالب عن المحاولة. يقول:
 "
لم أيأس، أرسلتها إلى عدة جهات، لكن لم أجد ناشرًا في كل مرة بسبب كساد سوق الشعر عالميًا، وليس فقط في العراق أو العالم العربي. كنت قد فقدت الأمل في طباعة المجموعة، قبل أن يتواصل معي الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، ويعرض عليّ نشرها."

وهكذا، وبعد أن تداولتها أيدي العديد من دور النشر، استقرت المجموعة أخيرًا في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، لتصدر ضمن سياق الكتابة التي يتميز بها غالب، بين السرد والمقال والشعر، وبأساليب تتجاوز اللغة الواحدة إلى تعددية فنية وجمالية.

تقع المجموعة في 100 صفحة من القطْع المتوسّط، وتضم 42 قصيدة تتنوع بين النثر الحر، وقصيدة التفعيلة، والومضات الشعرية. ومن عناوين القصائد نذكر:
 "
حساءٌ بشري"، "مجاراة درويش"، "منتصف اللذة"، "صيد الفراشات بالكلاشنكوف"، "الكوماندوز والنوم".

كما يوحي العنوان، فإن قصائد المجموعة كُتبت في شمال أوروبا، وتحديدًا في العاصمة الفنلندية هلسنكي، حيث يقيم الشاعر منذ سنوات. وقد أشار إلى ذلك بوضوح في مستهل المجموعة:
 "
كُتبت بين 2020 – 2025 في هلسنكي المحروسة."

يتنقل النص الشعري بين الفكاهة السوداء، وقضايا الهجرة والمنفى، مرورًا بـ الجرأة في اللغة وكسر المألوف، ليرسو قارب غالب الشعري على سواحل موحشة، باردة، لا يلتفت فيها المهاجر إلى الوراء، بل يمضي في الثلج باحثًا عن شمسٍ ما... قد يكون أضاعها في مدينته الأم البصرة.

وفي ختام الحوار، خصّنا الشاعر ياسين غالب بنص شعري من المجموعة، سننشره في عدد قادم.

 


رَبِيعُ اَلْكَرَاهِيَةِ.

نشتهي أن لا نكون،

فنكون، رغماً عَّنا.

بعض حين، نشتهي أن لا نرى فنرى.

نشتهي أن لا نرانا،

كما الراحلون، كما الضباب، أتى من لا مكان وعاد إليه.

قل لنا ما المحبة؟

أهي خبز وخمر ودم إله تجلط في السحاب؟ هي أن الداء الذي جن منه رومي؟

ما المحبة لنعرف ما الكراهية.

تنمو بفعل الحروف المقدسة

تنمو بفعل أنانيتنا المقدسة

تنمو بفعل شهوتنا المقدسة

تنمو وتنمو تستطيل. تلامس ظفر الشمس ومخلب المجرة

الكراهية التي قدسها غباؤنا

وغباؤنا المقدس بلا طهر.

لك وجهي ونفسي

ولي منك مبسمك الذي لا ينتهي في اللحود

لك مني أن أذكرك كل حين حتى حين يأكلني دود الخرف

ولي منك أن تذكرني لأكون.

الطائفة التي ترى الشفيع نجمة

الطائفة التي ترى كل ماضيها في زجاجة وزيتونة

الطائفة التي قتلت بابل في نصوصها وأحيتها،

الطائفة التي ترى شفيعها برتقالة أو شيئاً ما يقارب،

الطائفة التي أنَسنت جداتنا بالرضاعة، البقرات الطيبات،

لكل مني لكم، ابتسامة ولا اكتراث.

المشـاهدات 32   تاريخ الإضافـة 25/04/2025   رقم المحتوى 62094
أضف تقييـم