النـص : مما لا شَكَ أن الإنسان كَكائن حيّ بالأساس بِحاجة لِبيئة تَأويه وتوَفر له مُتَطَلَباتهُ الحَياتية مِنَ الماء والغِذاء وَمأوى مُناسب يؤمن له الوقاية من التَغيرات الجَوية وغيرها، وهذا ما أمنته لنا الأرض بفضل الله القدير على مدى العُصور، لكن وبَعد التَطورات الهائلة لِسمات الحَضارة والذي رافقها إنفجارات في مُستويات التَقَنيات الحَديثة وتعداد البشر مُنذُ مُنتصف القرن الماضي طَرَأَت تَغيرات خَطيرة وقُصور كبير في المَصادر التي تُأمِنُها لنا الأرض، وذلك بِسبب الإستهلاك المُفرط لِمصادر الطاقة الضارة للبيئة!، والتي حَددها مُنحنى هَندسي تَصاعدي يُبين مُستوى القصور وتَناسبه مَعَ الزيادة الإنفجارية لسكان الأرض، فإن زيادة سُكان الأرض و تَطَور التَقَنيات بِشَكل هائل صاحَبَه زيادة هائلة بأنواع مُتَطَلَبات الحياة الحديثة، في الأجهزة الكهربائية ووسائط النقل المُختَلِفة التي سَهلَت عَمل البَشر على هذه البَسيطة، لكن هذهِ الوسائل خَلقت و تَخلقُ على مرور الساعات اليومية أعباءً خَطيرة تُدَمِر البيئة الحياتية على الأرض! وهذه أمثلة بسيطة بعد تَجاوز أعداد البَشر الثمان مليارات و هذا خلال هذا العام: 1.2 مليار طن من ثاني أوكسيد الكاربون إنتَشَرَ بالجو والرقم بتَزايد مع الساعات والدقائق. تَلف أكثر مِن 1.6 مليون هكتار مِنَ الغابات والتي تُعتَبر مِن أهم مَصادر الغِذاء و الأوكسجين في البيئة وغطاء طبيعي للأرض. ضياع 5.8 مليون هكتار من الأراضي الزراعية بسبب التَصَحر وتآكل التُربة. ضياع مليار لتر من ماء الشرب.وَمِنَ الآن هناك أكثر مِن 755 مليون ممن لا يُمكنَهُم الحصول على ماء صالح للشرب.
عَن موقع (worldometers)
إنَ ما دَعاني لِوج هذا الموضوع الحساس والمصيري، هو الحال الذي تَشوبه اللاأُبالية والتَهميش مِن قِبل أغلب الدول الأكثر تَعَرضاً لهذه المَخاطر الكبيرة والعراق مِنهم!.نَعم هُناك تَحرك عالمي حَول المَوضوع ، لكن أهم عُنصر ضمن أسباب هذه المَخاطر هو الزيادة الإنفجارية للسكان، لا يَأخُذ الإهتمام المَطلوب أي لا توجد إجراءات عَملية قوية للحَد مِنَ الإنفجار السُكاني في العالم وفيما يَخُصنا العراق! أَنَ العراق قد تَضعاف فيه عدد السُكان خلال عُقود قليلة رغم كل الظُروف التي مَرَ بِها! .هنا أُناشدُ كل الجِهات المَعنية الرَسمية ومُنَظمات المُجتَمَع المَدني بالتَركيز وبِجدية على نَشر الوعيَ اللازم بَين شَرائح المُجتمع للتَقليل من الزيادة الإنفجارية للسُكان في العراق، كما العمل على تَشجيع وإتاحة مَصادر الطاقة المُتجددة والصَديقة للبيئة وأهمها إستغلال الطاقة الشمسية والعراق غَني جداً بِها، للتَقليل مِن إستهلاك المَحروقات من النفط والغاز، لعلنا نَتَمكن من تَأخير عَجلة التدهور البيئي المَذكور، بَعدَ ما شَهِدنا الآثار الخَطيرة للتدهور البيئي وأهمها أن بيئتنا في العراق والعالم تُعاني من الجَفاف مُنذُ أكثر مِن ثلاثة عقود والحالة تَسير نَحوَ وضع أخطر مِن ما شَهِدناه.
|