
![]() |
على ورق الورد مهارات الفن العراقي المصادرة !! |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
الفن العراقي في كل مجالاته متقدّم مبدع له نكهة خاصة , وهذا الأمر ليس انحيازا أو تعصبا , بل هو واقع حال مبنيّ على احصاءات ورؤى نقدية وبحوث ودراسات متعددة اظهرت القيمة الحقيقية للفنون العراقية , ولهذا صار الفنان العراقيّ علامة مضيئة وعلما واضحا أينما حلّ وارتحل , ولأننا – أقصد الوسط الثقافي والاعلامي - أسرى العبارة الواخزة التي تقول " مطربة الحيّ لا تطرب " فقد جعلنا من الآخر أيّ آخر قادم من خارج الحدود متفوقا على أمهر الفنانين العراقيين , رغم اعتراف ذلك الآخر بضآلته أمام قدرات الفنان العراقي , إلا أن وسطنا ومؤسساتنا الرسمية جعلت من ذلك الآخر نجما وأحبطت فنانينا , بل جعلتهم في الدرك الأسفل من الحياة , ليلهثوا وراء الصغائر من أجل أن يعيشوا حسب , وبالتالي ذهبوا إلى ممارسات أساءت للبلاد أولا وللفن ثانيا وللمسيرة الشخصية للفنان ثالثا , فالفنان , التشكيلي بشكل خاص , حين يلجأ لتلبية رغبات تجار اللوحات التي لا تصغي للقيمة الفنية قدر إصغائها لمتطلبات السوق التجارية , وهي تحاكي لوحات المستشرقين ودهشتهم بالشرق , الأمر الذي يجعل رسامنا ناقلا لصورة بدل أن يقدم إبداعه الخاص , ذلك لتوفير لقمة عيشه في البلاد البديلة التي اختارها هربا من جحيم بلاده التي أذلته , وجعلته يتركها باحثا عن فرصة للعيش , ومن ثم لتقديم الابداع بعد أن يستقر معاشيا , وهكذا مع المطربين والممثلين والكفاءات بكل ألوانها ومجالات اشتغالاتها , لتصبح عوالم فنوننا وإبداعاتنا موزعة على العالم , لتعلّم وتبدع وتعطي أجمل ما لديها , وبأسماء أخرى , أو جنسيات مستحصلة من البلدان التي مكثوا فيها ليحققوا أملا جديدا في حيواتهم المرهفة المتطلعة للهدوء والاحترام الانساني والتعبير الابداعي الحر بكامل بهائه .
إن الهجرة القاسية التي شهدها العراق أدّت إلى ولادة ثقافة الشتات , والتي بدأت بمحاكاة واقع الحاجة والعوز المرير , والتي ولّدت نتاجات ثقافية لا يمكن أن نربطها بالسيرة المضيئة لمعظم الأسماء التي حفرت منجزها بقوة على ساحة الابداع العراقي المتجدد , لأنها شهدت تناغما خاصا مع متطلبات الحياة وواقعها اليومي والرغيف الذي عجزت البلاد عن توفيره بالسبل الانسانية التي تكفل كرامة المبدع وهو يسير إلى هامش مرعب , يضعه أمام خيارات عسيرة تكللت بالهجرة , واختيار المركب الأصعب وصولا إلى مرفأ الاستقرار ولكن بعد تكبّد خسارات ومعاناة متلونة في فصولها .
وبعد أن حصل التغيير , واستبشر الفنانون والمبدعون بشكل عام خيرا في النظام الجديد , تولّد الاحباط من جديد , وتجلّى الألم بأقسى معطياته , فالقادم منشغل بأمور أخرى , ربما يعتقد أزاءها بأن الثقافة لون من ألوان البطر , ولا حاجة لها في وقت يتطلب تحديات مختلفة , وواقع الحال أن الثقافة , لو عرف المعنيون عمقها ومدى تأثيرها – هي من أولويات المواجهة الحقيقية الجادة في البناء وفي تحقيق الاستقرار الانساني والاجتماعي الذي يعد استقرارا أساسيا في حياة البلدان , ومن خلاله , قد نعالج أمورا في غاية الحساسية , ولكن علينا أن نتعامل جميعا مع الجانب الثقافي والابداعي باهتمام خاص , وأن نعيد فنوننا وثقافاتنا وكفاءاتنا الراحلة , ونعيد لهم الثقة بالبلاد وإداراتها , ولكن متى ....وكيف ؟ |
المشـاهدات 28 تاريخ الإضافـة 27/04/2025 رقم المحتوى 62194 |